www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

تميم منصور: صور من الذاكرة.. فارس العنبتاوي

التاريخ : 2017-06-26 21:06:36 |



يوجد لقرى الريف الفلسطيني خصائص تنفرد فيها عن الكثير من القرى داخل الوطن العربي باستثناء قرى الريف اللبناني ، نذكر من هذه الخصائص والمميزات ، حرص سكان الريف الفلسطيني على تعليم أبنائهم من الجنسين في المدارس ، من أجل هذا كثرت الكتاتيب والمدارس الرسمية في هذه القرى منذ عهد الانتداب البريطاني .
كل من يراجع الموسوعة الفلسطينية وما خصصته لابواب التعليم يلاحظ بأن غالبية القرى الفلسطينية حرصت على فتح مدارس ابتدائية فيها بدعم وتمويل ذاتي ، السلطات البريطانية كانت تتقاعس كثيراً عن فتح معاهد للتعليم داخل المدن والقرى العربية ، يؤكد ذلك أيضاً الباحث والمؤرخ مصطفى الدباغ في موسوعته " بلادنا فلسطين".

يشير المصدران السابقان بأن نسبة عدد الذين حصلوا على قسط من التعليم داخل المدن والقرى الفلسطينية في عهد الانتداب كانت من بين أعلى النسب مقارنة بالأقطار العربية الأخرى ، كما أن أحداً لا يستطيع تجاهل وانكار دور المدارس الوطنية التي اقامتها البعثات التبشيرية المسيحية في العهد العثماني ، وخلال فترة الانتداب ن لقد كانت هذه المدارس مشعلاً ومنارة بددت ظلمات الجهل والأمية داخل العشرات من المدن والقرى الفلسطينية لسنوات طويلة ، ولا زالت حتى اليوم تؤدي هذه الرسالة التربوية الإنسانية .
الميزة الثانية لقرى الريف الفلسطيني هي تأثر المواطنين فيها من شخصيات وحياة مدراء المدارس والمعلمين الذين عملوا في مهنة التدريس في هذه القرى ، وغالبية هؤلاء المدرسين قدموا من المدن الفلسطينية القريبة من هذه القرى ، والسبب ان أبناء الطبقة البرجوازية كانت تسكن هذه المدن ، وكانت هذه الطبقة قادرة على تعليم أبنائها اكثر مما هو عليه الحال في القرى ، كان أبناء الطبقة البرجوازية يدرسون في المدارس الثانوية والمعاهد العليا ، ومنهم من وصل الى الأزهر في مصر لإكمال دراسته ، بعد ان يصبحوا مدرسين يتم توزيعهم على مدارس القرى المجاورة .
كل قرية عربية داخل الخط الأخضر عملت في مدارسها ، كنت استمع الى قصص وروايات عن المعلمين الذين عملوا قبلي في مدارس هذه القرى ، جميعهم تركوا بصمات خلال عملهم ، منها سلبية ومنها إيجابية ، لكنها ترسخت في أذهان غالبية المواطنين ، تحولت هذه البصمات الى روايات وقصص ومع الوقت أصبحت جزءاً من تاريخ هذه القرى وذاكرتها .
كل رجل جلست معه من مواطني القرى التي عملت مدرساً بها ، وكان في يوم من الأيام طالباً ما زال يحمل في صدره وأعماقه قصة ولمحة وعبرة عن المعلمين الذين قاموا بتدريسه في مرحلة الانتداب وبعدها ، حتى كبار السن كانت لهم حكايات عن شيوخ الكُتاب الذين كان لهم الفضل في تعليمهم أصول القراءة والحساب وتلاوة القرآن.
ان تأثير حياة المعلمين وشخصياتهم على أبناء القرى كانت تتجدد من جيل الى جيل ، حتى أصبح لكل فترة حكاياتها الجدية منها والهزلية ، كل أب كان يحدث أبنائه عن المعلمين الذين كان لهم الفضل في تعليمه في يوم من الأيام ، وغالباً ما كان الحديث عنهم ايجابياً واعتبروا مخلصين في عملهم يدرسون طلابهم من ( قلب ورب ) كما يقولون ، في مقدمة هذه القرى التي تأثر مواطنوها من نمط حياة وممارسات أكثر من جيل واحد من المعلمين في مرحلة الانتداب الطيرة - المثلث ، التي كانت تُعرف في الفترة المذكورة بطيرة بني صعب ، هناك بعض الروايات غير الموثقة تقول بأن بني صعب هم قبيلة عربية قدمت من الحجاز بعد معركة حطين سنة 1187 م ، واستوطنت في القرى المحاذية للسهل الساحلي الواقعة بين مدينتي طولكرم وقلقيلية ، أذكر من هذه القرى الطيبة ، باقة الحطب ، كفر عبوش ـ كفر زباد ، كفر جّمال ، جيوس ، وغيرها .
لقد اقترن تاريخ الحياة التعليمية في الطيرة خلال فترة الانتداب باسم رجل واحد ويدعى " فارس العنبتاوي " ، عمل مدير لمدرستها الابتدائية أربعة عشر عاماً من سنة 1934- 1948 ، في نظر غالبية من عاصروه من أولياء أمور الطلاب يؤكدون أنه لم يكن مديراً عادياً ، لقد ترك هذا المدير بصمة في كل بيت من بيوت الطيرة ، كما ترك سجلاً حافلاً بالممارسات والأعمال التي لا تخطر على بال أحد ، حتى أصبح هذا المدير شخصية اسطورية يحيطونها بالقصص الخيالية .
جميع الذين التقيت بهم تكلموا عن أسلوبه القمعي ، ومن أجل تحقيق أهدافه فرض نظاماً قمعياً اسبارطياً على طلابه ، حيث استعمل جميع أنواع العقاب الجسدي ، فقد ابتكر طرقاً في العقاب الجسدي ربما لم تكن معهودة حتى في السجون ، فالعقاب يطول المذنب والبريء .
لقد قال لي أحد الذين عاشوا فترة الرعب والخوف من فارس ويدعى الحاج عمر ، أنه لا يمكن أن ينسى أعمال هذا المدير ، وأنه لن يسامحه لأنه حرمه من اكمال تعليمه بعد ان هرب من المدرسة لأنه رأى - الأستاذ فارس- وهو يحاول دفن أحد الطلاب داخل حفرة أمر الطلاب بحفرها .
نعم - أشهد الله على كلامي - قال الحاج عمر ، لقد كاد المسكين الشيخ سلامة ان يفقد عقله ، وحتى قبل وفاته كنت كلما التقيت به أقوم بتذكيره بهذه الحادثة فأرى الحزن والغضب في عينيه ، حتى أنه اعترف رغم السنوات الطويلة ما زال يضع المصحف الشريف تحت وسادته حتى لا تهاجمه الكوابيس التي تحمل ملامح المدير فارس . ما زال الحديث للحاج عمر الذي أضاف انه لم يعلم حتى اليوم الأسباب التي دفعت " فارس " لكره الشيخ سلامة رغم أن الشيخ كانت علاقاته مع زملائه جيدة وهو المعروف بدماثة اخلاقه وهدوئه ، لكن الأستاذ فارس كان يستفزه ويحط من قدره أمام الطلاب حيث كان يكلفه في درس الزراعة مثلاً بسرقة السماد العضوي من أكوام المزابل التي أقامها المزارعون ، كما كان يرغمه على تنظيف قطعة الأرض المحيطة بالمدرسة كي تكون جاهزة للزرع .
لم يعترض الشيخ سلامة يوماً فقد كان العبد المطيع ، حتى كان اليوم الذي شهد الدفن.
كنا في الصف السادس ، وقد أمرنا أستاذ فارس بالخروج من غرفة الصف الى درس الزراعة العملي ، طلب منا التوجه الى قسم البستنة التابع للمدرسة حيث كانت قطعة الأرض هذه حوالي ستة دونمات ، وكان قسم البستنة عبارة عن قطعة واقعة في الجزء الشرقي من المدرسة ، غرس فيها أنواع عديدة من أشجار الفاكهة .
وزع علينا الأستاذ فارس الطواري ، كل طالب استلم طورية من الحجم المتوسط وقد ساد جو من الفرح ، لأن درس الزراعة العملي بالنسبة لنا فيه نوعاً من الترويح عن النفس ، حيث ننتظره بفارغ الصبركما ننتظر دروس الرياضة . عندما جاء دور سلامة لاستلام الطورية قال له فارس : هذه الطورية صغيرة على راسك اللي قد راس الحمار، أنت قد البغل بلزمك جرافة نمرة خمسة .


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR