المحامي حسين حمزة محاميد: عبيد المنافع..!

التاريخ : 2017-06-27 21:18:06 |

أفيقوا واستفيقوا ، إستيقظوا من سباتكم، كفانا استخفافاً في عقولنا، لا يضرّنا ولا يضيرنا لو نظرنا إلى وجوهنا بالمرآة وخجلنا من أنفسنا . بل من الأفضل أن نقوم بذلك فقد نعي ، ومن يدري ، أن الكرامة هي أهمّ ما نملك أو أهمّ ما فقدناه. للعائلات العاملة من بينكم ، هل كنتم ستودعون أطفالكم بحضانة ملؤها المكاره ، حاشا لله!!! . هل كنتم ستُحضِرون إلى بيوتكم حاضنة تقوم بضرب أطفالكم. ؟؟. هل أنتم ممّن يبقي ماليزية أو فليبينية (للّذين يفعلون ذلك من بينكم) لتقوم برعاية والديكم وأنتم ترون بأمّ أعينكم أنّها ، والعياذ بالله، تترك القاذورات في باحة بيت والديكم أو عند مدخل البيت أو في غرفة المسكن؟.
أنظروا للصّور الّتي التقطُّها قبل قليل تحت بيوت ربزة كيوان مباشرة . لدى مكب النفايات الفحماوي غير القانوني. ألمضرّ بصحّتكم ، رضيتم أمْ أبيْتُمْ.
كانت تركن هناك ناقلات ضخمة جدا للنفايات والقاذورات. هذا عدا الناقلة الضخمة الّتي صادفتها وهي تخرج من هناك. كان هناك كمّ هائل منها. إذهبوا وانظروا. إذهبوا ، إنها أم الفحم ، إنها ملككم جميعا ، أجدادُكم وأحبابكُم دُفنوا فيها. إنها البلد التي ستعيشون فيها إلى يومٍ يسترد الله فيه أرواحكم . إنّها البلد الّتي سيعيش فيها ابناؤكم وأحفداكم ، ذكورا وإناثاً ،إلى يوم مماتهم ، إلاّ إذا اخترتم أن تستسلموا وتغطّون رؤوسكم بالرمال كالنّعام ، وتولّون أموركم ، مرّةً أخرى ،لمن وضع صحّتكم جانباً ، لمن اختار المالْ وضرب عرض الحائط صحّة الأجيالْ.
تابعتُ مجرى الناقلات الضخمة وسألت العامل المغلوب على أمره في المكبّ الفحماوي غير القانوني، وفهمتُ منه أنها ناقلات من بلدان أخرى. هل تفهمون؟ هل تعون معنى ذلك؟. ولنفترض أنّ ما قاله العامل المسكين غير صحيح؛ إذاً لماذا هذا الكمّ الهائل من ناقلات النفايات الضخمة على أراضٍ فحماويّة؟ لماذا؟ هل تُشغّل بلدية أم الفحم مقاولين آخرين لتجميع النفايات وإفراغها؟ هل تشغل بلدية أم الفحم مقاولين من بلدان أخرى ؟ وإن كان الجواب إيجابيّاً !!فبماذا تشغّلهم؟ . هل يقومون بكبّ نفايات بلدانهم في أم الفحم ، أم هل حوّلوا أمّ الفحم إلى مجمّع نفايات ليتم تفريغها منه أو من يدري هل الطريق لإقامة مجمع لوائي مخيف للنفايات أوشك على الإنتهاء؟ هل نسيتُم أن من انتخبتموه تحت شعارات " البلد بدها أمانة" و"لمين بدنا نترك البلد" تغيّب عن جلستين متتاليتين بخصوص منع كارثة مجمع النفايات الّلوائي.!!؟؟!. هل نسيتم أن البلدية غير المحمودة ، ومن وجهة نظري، المشؤومة جدّا، استمرت بالعمل على إقامة مجمع النفايات الكارثي ، رغم وجود قرار مجلس بلدي يمنع ذلك؟؟. كيف لنا أن نعلم إذا توقفت هذه الإدارة المستخفّة بعقولنا عن المضيّ قُدُماً بإتمام مشروع الكارثة الذي ، وكما يبدو ، يدرّ أرباحاً مادّيّة . هل هناك من يستميت لقتل أحلام الفحماويين .؟؟ هل هناك شغوفٌ بقطع دابر أمل شقّ مدخل جنوبي للبلد.؟ هل هنالك من يُتاجر ويجني الأرباح غير المشروعة، حاشا لله ، مما يُسًمىّ مكبّ النفايات الفحماوي؟. هل هناك ، والعياذ بالله، من يعبد النّقود ويكفرُ بصحتنا وبيئتنا؟ أين مراقب البلدية؟ ما الأهم معاش ضخم يثقل كاهلنا ، أم تقرير وافي صافي كافي عمّا يجري تحت بيوت ربزة كيوان قريبا من مدخل العرايش؟. أين المستشار القضائي للبلدية؟ هل ما يجري هناك يتجانس مع القانون؟ ما الأهم - معاش ضخم كسمكة القرش أم صحّتنا الّتي تُباع وكما يبدو من أجل القُروش(ولا أقصد سمك القرش).؟. أين أعضاء البلديّة وخاصّة الّذين يتقاضون المعاشات من بينهم؟؟ ما الأهم فُتات معاش أم السير بنا ، حتى لو لم يقصدوا ، إلى يومٍ لا ينفع فيه النّدم ولا ينفع فيه البكاء؟. أين مدير قسم الصحة؟ هل من أصله كان هناك فعلا مديرا لقسم الصّحة ؟ وأنا أتحدث بالمفهوم المترجم على أرض الواقع. أين مديرة قسم البيئة؟. أين من يدّعون أنّهم أعلاماً في التخطيط؟ أين من يتقاضون معاش 'بِخيرْ' ووضعنا ، وللأسف، ينهال عليه شرٌّ بعد شرّْ؟؟ إلى متى سيستمر سباتنا؟ . إلى متى سنستمرّ بالرقص على الشعارات الطنانة ممن يلقّب نفسه أصيلاً وممن يدعي أنه وطنيّاً "أخو أخوه" أو ممّن يدّعي أنه يقترب من سدرة المنتهى؟؟!!. كُلّنا بنعرف البير وغطاه ، ومعلشّ ، ما حدا دايم منّا . قد نعيشُ يوماً أو سنة أو ثلاثين عاما أخرى ، ألله أعلم؛ ولكنّنا كلّنا نعلم أنّنا نعيش لأمدٍ محدود. فقط تخيّلوا أن ما يجري هناك ، في عقر داركم، في بلدكم وبلد أجدادكم أم الفحم ، هو مجمع أو محطة انتقال أو محطة تجميع لنفايات المنطقة أو تخيلوا أن البلدية التي خذلها "أبو الأمانة" مرّتين بمشروع الكارثة ، ستقيم، حاشا لله، بمساعدة "عبيد المنافع" مكبّ لوائي للنّفايات!!!. أصدقائي تذكّروا حينها أمراً واحداً. هل تدرون ما هو؟. ستكون تلك لحظة "الّلا عودة". حينها لا يمكن الرجوع بعجلة الزمان إلى الوراء. يومئذ سنندب ونحن في قبورنا حظ أولادنا وأحفادنا.
أمقتوني كما تشاؤون . إلعنوني خفيةً كما يطيب لكم ؛ ولكن انظروا إلى أنفسكم بالمرآة واسألوا ما يسأله آخر المواطنين في أيّة سلطة محليّة يهوديّة لو كانت لديها نفس المعطيات المذكورة أو حتى في أي بلد عربي آخر قد شفاه الله من عبادة الأشخاص سواء على مستوى مبادئهم التي تُختصر بشعاراتهم ، أو وطنيّتهم ألّتي تفجرت دون سابق إنذار أو شبه قداستهم نظرا لشدة تديُّنهم. إن الله عليم بذات الصدور. أنا أكتب عن أم الفحم . أم الفحم التي كانت رمزا للعزّ والإباء ، ألّتي كانت فيها لُحمة فحماويّة واحدة رغم اختلاف الآراء ، ألّتي قدّمت فيها ثّلّة الأولين الغالي والرخيص، فقط لكي لا يلحق بها الضرّر أو بأي فحماوي.
ربّي يا ألّله أغثنا بالهداية واغمرنا باليقظة وأزِل غطاء الضّلال عن أعيننا واجعلنا نتذكّر دائماً أن حياتنا زائلة لا محالة وأنّنا سنُسْأل عمّا كُنّا غافلين ؛وأنّك أنت السائل وليس من نعتقد أنهم أقرب إليك ولا من نعتقد أن العرب لا حياة لهم بدونهم. لا هذا ولا ذاك. أنت وفقط أنت السائل والمحاسب؛ ولا حول ولا قوّة إلّا بك يا ربّ العالمين.