www.almasar.co.il
 
 

فتاوى رمضانيّة يجيب عنها فضيلة الشيخ مشهور فواز: ما هو ضابط المفطّرات؟

فتاوى رمضانيّة: ما هو ضابط المفطّرات؟ 1. استعمال الصّائم للكحل وقطرة...

تحقيق بوليسي مع أمام مسجد قرية زلفة الشيخ محمد امارة

استدعت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إمام مسجد زلفة، الشيخ د....

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

الشيخ رائد صلاح: ذكرياتي مع المربي الفحماوي الفاضل الاستاذ يوسف ابو حسين

التاريخ : 2017-06-28 12:28:18 |



كان لاسم الاستاذ يوسف ابو حسين رهبة في نفوس كل طلاب مدرسة الاستاذ صالح بدون استثناء سواء كانوا ينهلون العلم من الاستاذ يوسف او سائر الطلاب لذلك وكغيرنا من الطلاب كان لهذا الاسم رهبة في نفوسنا عندما كنا لا نزال في الصف الثالث. وكنا نسمع هذا الاسم يتردد على ألسنة الطلاب وكنا نحن كذلك نردد هذا الاسم قبل ان نعرف من هو الاستاذ يوسف. وبعد ان ترفعنا من الصف الثالث الى الصف الرابع وإذ بنا ولأول مرة نرى الاستاذ يوسف بأعيننا يقف امامنا كي يباشر تعليمنا مادة اللغة العبرية !!

وهكذا بدأ مشوارنا التعليمي والتربوي مع الاستاذ يوسف وقد تعمدت ان اجمع بين هاتين الصفتين " التعليمي والتربوي " عن سبق اصرار لان احد ميزات شخصية الاستاذ يوسف انه كان يدمج ببراعة بين الهدف التعليمي والهدف التربوي في كل حصة تعليمية كان يلقيها علينا ثم لم تمض سوى اسابيع على بداية تدريسه اللغة العبرية لنا حتى ايقنا اننا امام شخصية معلم حازمة جدا في البعد التعليمي والتربوي واقوى دليل على ذلك انه ما كان يسمح لدقيقة واحدة من اية حصة تعليمية ان تذهب هدرا بلا فائدة لذلك كان يدخل صفنا قبل ان كان جرس المدرسة يقرع معلنا بداية الحصة أو في اضعف الحالات كان دخوله الى صفنا يتزامن مع قرع جرس المدرسة ولما كان يدخل الى الصف كان يخيم علينا الرهبة كأن على رؤوسنا الطير ثم كان يباشر بتدريسنا اللغة العبرية وقد اجتهد الاستاذ يوسف ان يعلمنا في المرحلة الاولى كيفية كتابة الاحرف العبرية بإتقان وكان يدقق على كل حرف كنا نكتبه في دفاترنا.

وكان يضع ما كنا نسميها (إشارة الصح ) على كل ورقة طالب كان يتقن كتابة أي من الاحرف العبرية وفي المقابل كان يضع ما كنا نسميها (إشارة الغلط) على كل ورقة طالب كان يخطئ في كتابة أي من الاحرف العبرية وتشجيعا منه لأي طالب كان يتقن كتابة تلك الاحرف كان الاستاذ يوسف يضع دفتر ذلك الطالب في معرض المدرسة السنوي.

وأما الطالب الذي كان يخطئ كتابة تلك الاحرف فقد كان الاستاذ يوسف يلزمه بوظيفة بيتية يجبره فيها بان يكتب الاحرف العبرية على صفحات كاملة من الدفتر وهكذا برعنا بناء على هذا الاسلوب التعليمي التربوي بإتقان كتابة تلك الاحرف ثم خطا الاستاذ يوسف خطوة ثانية حيث بدا يعلمنا كيفية قراءة اللغة العبرية وكيفية إتقان تلك القراءة.

وكان يلزم كل طالب منا ان يقرأ النص العبري الذي كان من ضمن كتاب اللغة العبرية بصوت جهوري ومرتفع لدرجة ان طلاب الصفوف المجاورة لصفنا كانوا يسمعون قراءتنا ثم راح الاستاذ يوسف يلزم كل طالب منا ان يقرأ نصا عبريا في صحيفة عبرية بصوت جهوري ومرتفع كذلك وكانت القراءة في الصحف العبرية في المرحلة المتأخرة من المدرسة الابتدائية.

ثم بعد ان اتقنا كتابة الاحرف وقراءة النص العبري أخذ الاستاذ يوسف يعلمنا كتابة الكلمات العبرية غيبا وهو ما كنا نسميه درس الاملاء وخلال هذه المراحل التعليمية الويل ثم الويل لأي طالب منا كان يخطئ بكتابة الكلمات العبرية او يتلعثم في قراءة النص العبري او يخطئ في كتابة الكلمات العبرية غيبا حيث كان يتعرض لضرب مؤلم من الاستاذ يوسف الذي كان يضربنا بعصا كانت طويلة وعريضة وسميكة في نفس الوقت. وكنا نتمنى في بداية كل درس للأستاذ يوسف ان ننجو من الضرب في الدرس وعندما كان جرس المدرسة يقرع معلنا انتهاء درس اللغة العبرية كنا نتنفس الصعداء.

وكان الطلاب الذين لم يتعرضوا للضرب يشعرون بفرحة عارمة لا حدود لها وكنا نشعر ان اليوم الدراسي كأنه قد انتهى بعد ان تعلمنا درس اللغة العبرية ولكن الذي اود تأكيده ان هذا الاسلوب التعليمي التربوي الحازم والنادر الذي تحلى به الاستاذ يوسف قد خَرَّجَ اجيالا هم الذين يمسكون بعصب الحياة في مدينتنا ام الفحم . ففيهم السياسي والقانوني والإعلامي والأديب وصاحب القلم والمحاضر الجامعي والمعلم والعامل. ثم لا ابالغ اذا قلت ان شخصية الاستاذ يوسف كانت متميزة بثقافة واسعة فقد كان ملما باللغة العبرية والعربية وأصول العلوم العامة والثقافة الدينية مما عزز فينا انطباعا ان كل استاذ سواء كان الاستاذ يوسف او غيره يعرف كل شيء ويملك القدرة على تدريسنا اية مادة في منهاج صفنا التعليمي.

ولذلك كان اذا اعيانا أي سؤال من ضمن المسابقات الثقافية التي كانت تنشرها مجلة (لأولادنا) والتي كانت توزع على الطلاب المشتركين فيها اشتراكا اختياريا لا إلزاميا كنا نتوجه الى الاساتذة كي يدلونا على الجواب الصحيح لكل سؤال لأننا كنا على يقين لا ريب فيه ان الاستاذ ملم بكل العلوم ومحيط بشؤون السياسة الى جانب ذلك فقد كنا على يقين أن الاستاذ يوسف كان على صلة مباشرة مع آبائنا .

وهذا ما كنت ألمسه من حديث والدي - رحمه الله تعالى - معي حيث كان يقول لي بين الحين والآخر : لقد التقيت بالأستاذ يوسف وقال لي كذا وكذا وأنا على يقين ان هذا ما كان يلمسه كل طالب من طلاب صفي من خلال حديث والده معه وكم تركت هذه الصلة المباشرة بين الاستاذ يوسف وآبائنا من آثار ايجابية جمة علينا حيث كنا نشعر طوال الوقت ان آباءنا كانوا على معرفة تفصيلية بكل احوالنا في المدرسة ولا نستطيع ان نخفي عنهم لا شاردة ولا واردة الامر الذي اشعرنا بقوة الرقابة علينا سواء كانت رقابة الاستاذ يوسف المباشرة او رقابة الاباء المباشرة كذلك من خلال الاستاذ يوسف .

وقد جسد كل ذلك صمام أمان في مسيرة كل طالب منا في بعدها التعليمي والتربوي ورغم هذا الحزم الشديد الذي غلب على طبيعة علاقة الاستاذ يوسف بنا إلا ان دروسه لم تكن تخلُ في بعض الاحيان من فوائد في شؤون الثقافة الدينية والأدب العلوم حيث كان يُعِّرج في حديثه في بعض الاحيان ويتناول ابيات شعر كان معجبا بها او كان يتطرق الى بعض الاداب في الاسلام او كان يلقي الضوء على بعض اللفتات العلمية. وبناء على كل ما ذكرت اعلاه فلا اتردد ان اقول ان الاستاذ يوسف كان مدرسة من نسيج متجانس في شخصية واحدة أثْرَت حاضر ومستقبل مدينتنا ام - الفحم بعشرات الاجيال التي اتقن تعليمها وتربيتها وتهذيبها ثم ارى من الضروري ان اؤكد ان مسيرتنا نحن الطلاب مع الاستاذ يوسف كانت غنية بالكثير من الطرائف.

وعلى سبيل المثال كان الاستاذ يوسف يسير ذات يوم في أحد دهاليز المدرسة وخلال سيره مر عن بعض الطلاب وعطس عطسا هز المدرسة فسقط احد الطلاب على الارضK فما كان من الاستاذ يوسف إلا ان ينحني عليه ثم راح يهدئ من روعه حتى اوقفه على قدميه وأزال عنه ما اصابه من هول العطاس .

كما لا زلت اذكر يوم كانت جميع صفوف المدرسة تقف ذات صباح في الساحة بما كان يعرف بطابور المدرسة ثم راح الاستاذ يوسف يتجول بين الطلاب كي يطمئن ان كل طالب قد قام بتقليم اظافره ولما كاد ان يقترب من احد الطلاب الذي يبدو انه كان قد غفل عن تقليم اظافره - واسمه معروف لدي - وإذ بذاك الطالب يهرب من الطابور ويتسلق جدار المدرسة بنية ان يقفز عنه هاربا الى خارج المدرسة. فناداه الاستاذ يوسف من بعيد باسمه وطلب منه بحزم صارم ان يعود فورا فعاد الطالب ولا ادري ماذا كان حجم عقوبته على أثر ذلك. ولكني أؤكد ان هذا الطالب هو اليوم من ضمن مهندسي مدينتنا ام الفحم .

فألف تحية وألف شكر وألف عرفان بالجميل لك يا استاذ يوسف باسمي واسم كل طلاب صفي وأسماء كل الاجيال التي كانت لك طلابا وكنت لها معلما .

** ملاحظة: المقال كتب قبل عامين عن المربي الفاضل المرحوم يوسف ابو حسين، الذي انتقل الى رحمته تعالى اول امس في مدينة ام الفحم. 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR