|
|
|
ب. فاروق مواسي:عندما تتفاقم المصائبالتاريخ : 2017-09-13 10:58:35 |كثيرًا ما نرى أن المصائب تتعاظم على الإنسان، فبدلاً من أن يأتي فرج ما فإذا ببليّة جديدة تطلّ وتحُلّ، وكم نلاحظ مثل ذلك ونحن نعاني من السياسة الإسرائيلية، إذ أنهم بدلاً من أن يطفئوا نارًا أوقدوها، فإذا بهم يلقون عليها مواد اشتعالية. .. هل اعتاد الشعب الفلسطيني على خوض المنايا؟ وهل يمر مع ذلك بالوحول - كما يصف المتنبي؟ المتنبي اعتاد على تراكم المصائب، وها هو يصف حاله في ذلك: رماني الدهرُ بالأرزاء حتى *** فؤادي في غشاء من نبال إذن فهو محصّن أو مطعّم، فيقول: أصابني الدهر وترادفت على قلبي فجائعه، حتى لم يبق منه موضع إلا أصابه سهم منها، فصار القلب في غلاف من سهام الدهر. ليس البلاء بواحد، فهنا اجتمع الفقر والغربة والصبابة، والأولان سببان جعلا أبا حيان التوحيدي يحرق مكتبته، فقد وصل به الحال إلى يأس مطلق من عطاء الحكام، ومن جهة أخرى من جهل الناس بكتاباته، فالغربة في الوطن منفى. وفي هذه القصيدة كان يتذمر من أهل زمانه، فقد انقلبت الموازين: المعنى: أوّل ما طرقني الدّهر بحوادثه أنكرتها، وقلت لم يقصدني، وإنما أخطأ في قصدي، فلما كثرت عندي حوادثه عرفتها، وصارت عادة لي لا أنفكّ عنها، ولا تفارقني، فألفتها. المتنبي يكثر من الحديث عن بنات الدهر (مصائبه)، فيقول مخاطبًا الحمّى، في معناه الذي بدأت به: يبدو أن المصائب تخلق المواهب، وإلا فما سرّ هذه الشهرة التي حظي بها المتنبي بعد كل رزاياه وطوارق الدهر حتى أمطرت عليه الدنيا مصائب؟ وقال أبو سعيد معنى قولهم: "رماه الله بثالثة الأثافي"- أي رماه بالشر كله، فجعله أُثْـفِـيَّة بعد أثفية، حتى إذا رمي بالثالثة لم يترك منها غاية. .. مع ذلك، ولكي نعزي من يلاحقهم الدهر دِراكًا نقرأ لهم بيت الشاعر: قل للذي بصروف الدهر عيّرنا *** هل حارب الدهر إلا من له خطر تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |