www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع..!

التاريخ : 2017-09-14 23:22:11 |



نضع دمنا على طاولة النقاش، وسائل الاعلام المحلية العربية والعبرية تهدينا أخبار القتل في الوسط العربي، نرى صور القتلى الذين يحملون الملامح الهادئة وتفاصيل الضحكات الهاربة، ثم نقوم ونغلق باب الوجع ونعود ونحتفي بالحياة، بينما تسكن الوجوه التي تم اغتيالها في قبور لا تملك إلا رخام الصمت المبلول بدموع الأحباء.
من باب السخرية السوداء أتساءل: لماذا لا تقوم الشرطة الإسرائيلية بطباعة أخبار جرائم القتل في الوسط العربي، فقط تترك مكان وتاريخ الجريمة فارغاً وعليها تعبئة الفراغ الاسم والمكان، لأن المجتمع العربي الذي يعاني من التمييز والعنصرية في كل شيء في الدولة، لا يعاني من تمييز الرصاص ومسافات الاغتيال، لا يعاني من تمييز الأرقام والصور التي توثق رحيل الضحية، حتى لو تغير نوع السلاح وتعددت وسائل القنص وطرق الاصطياد، فالدم المسفوح على الأرض واحد والقرية والمدينة العربية واحدة..؟!
أصبحنا نعدّ الوجوه الراحلة قتلاً مع سبق الإصرار، ثم ندير ظهورنا ونمارس طقوس حياتنا اليومية. مجتمعنا العربي يحيا ويتنفس في دائرة الدم، ومن يحاول تغطية جثث القتلى بورق اللامبالاة هناك مليون إشارة تنبه ومليون ضوء أحمر يشير الى حالة العنف التي تصل جذورها الى تربة حياتنا، وتهدد كياننا كأقلية عليها المحافظة والحرص على ثبات وجودها، واجتثاث صور القسوة وفظاعة الخوف الذي يوقظ فينا مشاعر الاغتراب، بدلاً من التشبث بالحياة فوق تراب الوطن.
قبل ايام قليلة، قتلت امرأة من قرية مجد الكروم، هي المرحومة هبه مناع، التي في وضح النهار تم اقتناص حياتها. وحين تحمل وسائل الاعلام أخبار قتل امرأة، تهرع النساء والجمعيات النسوية وبعض الرجال الذين يتفاخرون بوقوفهم الى جانب المرأة في صب الاتهامات على المجتمع الذكوري، الذي يتعامل مع المرأة كأنها شاة يجب ذبحها، أو شجرة يجب قطعها. فهي الحلقة الأضعف، وهي المسكينة التي تقع تحت سكين الأب والأخ والعم والخال. وهي ضحية الزوج، الذي يريد أن يعلمها معنى الخضوع وعدم الصراخ، وقتلها هو دفع كمبيالة الشرف الذي تمردت عليه..!
مجتمعنا يفرق بين دم ودم، بين الذكر والأنثى، والإحصائيات التي تتدفق من حبر الشرطة تؤكد أن ضحايا القتل والعنف في الوسط العربي قد وصل، منذ مطلع عام 2017، الى خمسين قتيلاً وأكثر. نحاول تذكر بعض الأسماء التي توزع دمها على خارطة القرى والمدن العربية: أحمد رايق ياسين من الطيبة، ومحمد طه من كفر قاسم، ومهدي سعدي من يافا، وهلال غنايم من سخنين، وصلاح جربان من جسر الزرقاء، وسامي جعصوص من اللد، ومراد خطيب من عرابة، وعماد علاء الدين من الناصرة، الى عز الدين محاميد من معاوية الى لؤي جميل عماش من جسر الزرقاء، ومحمود نادر جبارين واحمد محمود طه اغبارية من أم الفحم، وسفيان الحروب من النقب، وغيرهم كثر!
أما النساء فمنهن: لينا أحمد إسماعيل من اللد، وسهام زبارقة من اللد، وحنان البحيري من اللقية، وبراءة شربجي من راهط، وماريا غانم من يافا، وهنريت قرا من الرملة، وتمام أبو شندي من كفر قرع.
أسماء حملت رسائل سرية بينها وبين الرصاصات ورعشة الخوف، لا وقت عند تلك الأسماء لتأمل لحظة الذعر.
قد نتخيل ونتنهد مشهد القتل، لكن جميعنا ندير ظهورنا ونقول لا صلة لنا بهم، وأفضل الحالات نكتب الاستنكارات أو تقف بضع وجوه على الطرقات والمفارق، تمد السنتها للمجتمع الذي يسير بسرعة الى الراحة ويتناول أقراص ضد وجع الرأس، ولا يريد التفتيش عن أسباب النزيف الدموي وأزيز الرصاص الذي يملأ السماء وسط انهيار الأمن والأمان.
مقتل امرأة يرفع وتيرة الضجيج، ويوقظ فينا صورة الشرف الذي يرعى في مزارع العائلة طارداً الذئاب، أو صورة الشرشف الأبيض الذي يرفرف على صخرة القبيلة التي تترصد من يأتي ويلوثه لكي تكون المرأة ضحيته.
لا نريد من قتل الأنثى درساً للعقوبة، أو نهجاً لمواجهة القرارات الأنثوية التي لا تتحملها العائلة. ولكن نريد مهاجمة ورفض الذين يقتلون في تلك اللحظات العابرة حين يكون الجو مناسباً للقنص والاغتيال.. نريد الضغط على الشرطة لكي لا تغلق الملفات ومطاردة من يجهز وجبات الرصاص.. نريد الوقوف ورفض سفك دماء الرجال والنساء معاً، وان لا يمر قتل الرجال بمنتهى التوجع ثم يتلاشى "كلخة الكوع".
نريد المجتمع الذي ينهض ويرفض، ولا يبقى حاملاً فقط شلالات التساؤل: لماذا قتلت تلك المرأة ؟!، أما مقتل الرجل فهو يمر عبر الصراع بين قوى الذكورة.
شرشف الشرف الحقيقي حين يكون التصدي والحزم لمعرفة لماذا غرق مجتمعنا في الدم، ودراسة الأسباب المباشرة وغير المباشرة لهذا النزيف، الذي يتفجر كينبوع عقاب للترهل الذي أصاب مجتمعنا واختفاء القيم السلوكية والأخلاقية والاجتماعية.
كانوا يقولون لنا إن الانسان ورقة بيضاء والحياة تخط خطوطها السوداء على الورقة، لكن مجتمعنا العربي أصبح هرماً من الأوراق السوداء، التي كتبت عليها أسماء النساء والرجال الذين التقطت صورهم في لحظات القتل.
نحن جميعاً الآن مثل أوراق اليانصيب أمام الذين يفكرون بالقتل، ممكن رسم رصاص القتل على خلاف أمام إشارة ضوئية أو على شق طريق او انهيار علاقات كانت أخوية.. جميعنا رهائن، نحيا بين الرصاصة والرصاصة...!!

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR