ياسمين فاعور: وجهة نظر

التاريخ : 2017-12-15 13:04:39 |

كأن الحياة اصبحت مهرجانا تتبدل فيه الاقنعة تتغير الايقونات والقلب ينبض بحالته الفيسيولوجية فقط!
لاشعوريا.. انت تصافحني وأنا افشي السلام وكأن العلاقات سطحية.
لا تقلق بشأني ولا اقلك بشأنك فقط بمجرد الضغط على هاتفك النقال لتعرف اين انا متواجد الآن، وتُجري مؤامرة حولي وأنا أجري لك ايحاء كأنني لا ادري.
ويصدر هاتفي ضجيجا يخبرني برسالة خاصة ان الرقم المحفوظ لديّ يُجري لي تتبعا الآن..!
لو اغلقت فمي، والتزمت الصمت واعتزلت كل هذا العالم، فسيخرج علينا جيل جديد يُنبهنا ان ثمة برمجية خارقة فوق العادة تقرأ المشاعر الحقيقية، وكل ما تحمل انفسنا من نوايا..!!
***

لا تنسَ ..!

قليلا من الاحترام او قليلا من عدم التقدير تفقد توازنك في الحياة!..
لا تسأل لماذا تغيرت فلان معك.. انظر الى داخلك كيف قل احترامك لفلان ومتى عدمت التقدير له .
انظر الى لسانك ماذا قلت له بفظاظة حتى نَفَرَ منك.
انظر الى قلبك في اي حُلة سوداء استقبلت وجهه حتى توقف نبضه عليك.
انظر الى ابتسامتك في اي اصفرار بدت حتى أَصفر ثغره بوجهك.
انظر الى عينك كيف تدور خائنة حتى خَفَت رُمق عينيه اتجاهك.
انظر الى يدك المذبذبة كيف تصافح يده بخِفة حتى صار لا يجرؤ على مصافحتك بسلام.
انظر الى هديتك كيف تهديها باستهتار له حتى اصبح لا يهديك الامان.
انظر كيف تدوس عتبة بيته بالخفية.. انظر كيف تتجسس على صفحاته.. كيف تقول ما ليس فيه.
انظر كيف انت اصبحت تخاف منه كلما التقيت به صدفة، وكيف كشف عنك كل هذه الخفايا وهو صامت!
لا يؤذيك.. لا يباغتك.. لا يراقبك.. لا يعاتبك.. لا يتهمك بطلانا ولا زورا.
فلا تسأل لماذا تغير فلان معك؟ فهو ارقى منك، واذكى منك، واجمل خلقا، واعلى مستوى عقليا، واكثر احتراما بين الناس.. فماذا انت بنظره اليوم؟!
إذاً، لا تسأل لماذا تغير فلان..؟!