جلجولية: اكتشاف موقع اثري هام من عصور ما قبل التاريخ يعود الى ما قبل نصف مليون عام!

التاريخ : 2018-01-07 09:28:56 | تصوير: يتسحاق مرملشطين، سلطة الآثار

** بين المكتشفات، خلال المشروع المشترك لسلطة الآثار وجامعة تل أبيب حجارة من الصوان استعملها الإنسان القديم

مفاجأة في جلجولية: موقع هام من عصور ما قبل التاريخ تاريخه قرابة نصف مليون عام يمتد على مساحة 10 دونمات، تم العثور عليه خلال الأشهر الأخيرة خلال الحفريات الأثرية المشتركة لسلطة الآثار وجامعة تل أبيب.

فقط القليل من المواقع المشابهة لهذا الموقع معروفة لنا في بلادنا وحو الأناضول (الشرق القديم)، التي تنتمي الى الحضارة "الأشليت". تجرى الحفريات بمبادرة من دائرة أراضي إسرائيل ضمن المنطقة المعدة لتوسيع قرية جلجولية.
خلال الحفريات التي بدأت في شهر حزيران تم العثور على المئات من الأدوات المصنوعة من حجارة الصوان، المئات من بينها المعروفة يإسم "حجر اليد" ولمميزة لتلك الفترة.
وفقا لأقوال "معيان شيمر"، مديرة الحفريات من قبل سلطة الآثار، والبروفسور ران بركاي مدير قسم الآثار من جامعة تل أبيب: "الكية الكبيرة من أدوات الصوان التي عثر عليها في الحفريات، هي دليلا هام لنمط الحياة الذي عاشه الإنسان القديم خلال العصر الحجري القديم في منطقتنا. كما يبدو فإن ظروف البيئية التي سادت في جلجولية قبل نصف مليون عام، كانت ظروف مريحة ومفضلة شجعت الإنسان العودة للاستيطان هنالك بإستمرار. كمية الأدوات الكثيرة التي عثر عليها في الموقع، يمكننا نسبها الى الإنسان من النوع "منتصب القامة" - الأب القديم المباشر للإنسان المعاصر في أيامنا هذه. خلال هذه الفترة كان الإنسان صيادا يجمع الغذاء: إذ اعتادو جمع الغذاء او الصيد ورحلوا من مكان الى آخر وفقا لما وفتره لهم الطبيعة من مصادر غذاء. استرجاع لشكل البيئة القديمة تشير لنا، أن الإنسان عاش على صفاف الأنهر (لربم نهر قانا، الذي يمر في أيامنا هذه قرابة 500 مترا الى الجنوب من الموقع) التي كانت منطقة خضراء.

في هذه المنطقة تواجدت معا ثلاث موارد احتاجها الإنسان القديم: الماء، الغذاء (من النبات والحيوان) وحجارة الصوان منها صنع أدواته. حجم الموقع يشير على ان الأنسان آنذاك كانت له ذاكرة للجغرافية مما ساعده في العودة الى المكان على عدة فترات".
حجارة اليد، التي عثر على المئات منها في الموقع، هي أدوات مميزة تشبه في شكلها نقطة الماء. نحت الحجارة هذه وصناعة الأدوات هي صناعة مميزة ومعقدة جدا، التي تحتاج الى تخطيط دقيق مسبق، ومعرفة للمواد الخام. إستعمل الإنسان حجارة اليد هذه أكثر من مليون عام، هذا لأنها استعملت في تقطيع الحيوانات كبيرة الحجم مثل الفيلة، بينما يعتقد بعض الباحثين انها استعملت بمثابة "سكين" العصر الحجري وكانت لها استعمالات أخرى مثل الصيد وتقطيع الغذاء. أدوات الصوان في الموقع تشير الى الحداثة في صناعة الأدوات آنذاك.
وقالت "معيان شيمر"، مديرة الحفريات من قبل سلطة الآثار، ان "اكتشاف الموقع في جلجولية كان بمثابة مفاجأة. انها إثارة حقا العثور على موقع من تلك الفترة يمتد على هذه المساحة الكبيرة وفي هذه الحالة الجيدة من الصيانة. حتى الآن كنا نعلم فقط عن موقع في وسط البلاد تاريخهما تلك الفترة: الأول في منطقة كيبوتس أيال، قرابة 5 كم الى الشمال من جلجولية، والثاني الذي تحدد تاريخها الى فترة معاصرة قليلا لهذا الموقع، يتواجد في المغارة في كفر قاسم التي تتواجد 5 كم الى الجنوب من هنا. المكتشفات مميزة من حيث الكمية، الحالة الجيدة من صيانتها، وجودة صناعتها. نحن نُميز هنا أدوات مميزة من حيث التقنية وصناعتها، ومما لا شك فيه ان دراستها وبحثها للعمق سوف يؤد بنا الى فهم حضارة الإنسان وسبل عيشه في هذه المنطقة آنذاك".
ووفقا لأقوال البروفسور ران بركاي مدير قسم الآثار من جامعة تل أبيب فانه "من الصعب التصديق انه بالقرب من جلجولية وليس بعيدا عن الشارع رقم 6، في عمق اكثر من 5 امتار تحت الأرض، تم لعثور على هذا الجمال الطبيعي الذي يعود تاريخه الى نصف مليون عام الذي حُفظ حتى أيامنا في هذه الحالة الجيدة. هذا الموقع سوف يساهم في دراستنا وتتبع حياة الأب القديم للبشرية وتصرفاته اليومية، واسترجاع سبيل حياته في المسيرة الطويلة لتطور البشرية. ماض البشرية كلها، ماض جميع الناس، مضمورٌ تحت التراب وهنا لدين فرصة واحدة فقط للسفر عبر الزمن نصف مليون عام والتعرف بشكل أفضل على الإنسان القديم الذي عاش هنا قبلنا ما بين جلجولية والشارع رقم 6". (البيان صادر عن سلطة الآثار الاسرائيلية)