نواعم سعيد شبلي: في ذكرى عزيز رحل!

التاريخ : 2018-03-24 16:05:46 |

لا زالت رائحة الموت عالقة في ذاكرتي، وأتنفس بها مع كل شروق وغروب شمس!
لا زالت هيبة العزاء وألم الفقدان ونظرة الشتات والحزن تمتلكني رعشة وبكاء!
رحم الله ارواحاً لن تتعوض ولا يملأ فراغها احد، لان البعد ليس ببعد المسافات او اختلاف المدن والتنقل.
ولكن هو الفراق الذي يفرقني عنهم.. انه الموت الذي يحرك ويهز كياني لشدة شوقي اليهم.
هذا الشعور والفراغ المفاجئ الذي يأتي بعد الموت، موت عزيز تحبه بشدة، مرتبط بنفس الاسم برباط دم من اب وأم مشتركين، هو الذي يمتلكني منذ رحيلهم.
موت الشقيق او العزيز شوق مميت، وحرقة في القلب وحنين يلازم كل مسارات الحياة، فتفقدك لذة الاشياء وتصنع الحواجز ما بينك وبين الفرح.
ان كل فاجعة موت تدق ناقوس ذكرى فاجعتي بكم، وتبكيني مرة اخرى وسنة بعد سنة، و من جديد تفتح جراحاتي الدفينة وتجدد احزاني العميقة.
انها ذكرى محفورة مؤلمة، ولن انساها ابد الآبدين، مع انني احياناً اكذّب نفسي ولا اريد ان اصدق موتهم!
حينما رحلوا لم يتبقَ لي سوى ذكرى من الم يملأ القلب في ليلة نسجت من هم وغم وحزن وفراق، فأصبح البيت فارغًا كئيبًا في غيابهم.
ذكرى موت الاعزاء تذيب القلب بكل ما يحمله من الحنين اليهم موت بصورة اخرى.
اللهم ارحمهم رحمة تملأ السماوات والأرض، فليس لنا إلا ان نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
اللهم اجبر كل قلب ثاكل، فقد عزيزا او فلذة كبده.. اللهم ارحم ضعفهم وقلة حيلتهم امام قضائك، وأكرمهم بروضة من رياض جنتك!
واخيرًا، ها انا كتبت هذه الكلمات القصيرة المؤثرة لتبقى ذكرى رحيلهم خالدة في البال مهما طال الفراق، فلا اعلم متى ومن سيكتب لرحيلي.. اللهم رحمتك يا رب!!