إعلامية سعودية شهيرة تتلقى مساندة رسمية في “تحدٍ علني” للنقاب

التاريخ : 2018-05-11 18:45:54 | المصدر: قحطان العبوش - إرم نيوز

تلقت الإعلامية ومقدمة البرامج السعودية الشهيرة، منى أبو سليمان، يوم الأربعاء، مساندة رسمية في تحديها لموظف حكومي رفض تقديم الخدمة لها لعدم ارتدائها النقاب.

وكشفت الإعلامية التي تطل أسبوعيًا منذ سنوات عبر قناة "إم بي سي"، أنّ موظفًا حكوميًا يعمل "كاتب عدل" في مدينة الرياض رفض تقديم الخدمة الحكومية لها لعدم ارتدائها النقاب، ما دفعها لنشر تفاصيل ما حدث معها عبر "تويتر".

وقالت في تغريدتها التي حظيت بتداول لافت استدعى تدخل وزارة العدل: "ذهبت لكتابة العدل ب‍الرياض. طلب مني تغطية وجهي فقلت الأمير محمد قال لا يلزم الغطاء بالسعودية... قال: لكن الشرع. قلت له: أنا بمؤسسة حكومية فرجاء أعطني ما طلبت قال: يكون بدون تبرج.. قلت: لم أضع نقطة مكياج ولا كحل ولابسة نظارة شمسية.. انتهى عهد التخويف بعدم الخدمة إذا لم اتنقب".

وأوضحت أبو سليمان، في تغريدة ثانية بعد أن حذفت تغريدتها المثيرة: "مسحت التغريدة لأن الوزارة تواصلت معي ووصل الموضوع لهم... النقطة الأساسية أن أي دائرة حكومية لا بد أن تقبل خدمة المواطن وأن غطاء الوجه اختيار وليس من حق أحدهم فرضه على المرأة.. وإذا لا يريد الشخص التعامل مع السيدات لا يوضع بمكان يجبر على ذلك. قوانين الدولة تسمح بعدم النقاب".

وأشعلت الحادثة ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، التي ينقسم أبناؤها بين مؤيد لفرض النقاب على نساء المملكة باعتباره جزءًا من تعاليم الشريعة الإسلامية المطبقة في البلاد، وبين من يعارض فرضه أو ربطه استنادًا لتفسيرات أخرى للشريعة الإسلامية.

ولا يوجد قانون رسمي يفرض على النساء ارتداء النقاب في المملكة، لكن من لا يرتدينه يواجهن انتقادات في بعض الأماكن العامة والدوائر الحكومية الرسمية، مع تغلغل التعاليم الدينية المحافظة في نفوس السعوديين.

وأواخر العام الماضي، تراجعت المحكمة العامة في الرياض عن شرط ارتداء المحاميات اللاتي يرغبن بدخول المحكمة للنقاب، واكتفت بارتدائهن للحجاب، وذلك بعد أيام من جدل أثاره طرد محامية من المحكمة لعدم ارتدائها النقاب.

وقالت منى أبو سليمان، في سلسلة ردود وتفاعل مع متضامنين معها ومنتقدين لها: "جبهتي عريضة، وجهي يلمع، شعري يبان، قاربت على ال 50، غير جميلة... ترى ما أزعل إلا من الخدمة السيئة.. فقط أتمنى أن لا يتوفاني الله إلا بحسنات تفوق سيئاتي و أن يسترني يوم لا ستر إلا ستره وأن يشفع لي الرسول وأن ألقى بناتي وأحبابي وأن يهون علي وقت السؤال والحساب و الصراط".

وأضافت في أحد ردودها موضحة تفاصيل اتصال وزارة العدل بها: ".. حقيقي كان التواصل بقمة الرقي والتفهم.. لم أكن أتوقع التفاعل الكبير.. كنت قد تذمرت فقط لأن أحسست كأني نكرة لا تستطيع الوقوف أمام الكاتب لأخذ ورقة.. ففضفضت لتويتر".

ومن شأن تدخل وزارة العدل في حادثة الإعلامية منى أبو سليمان، والجدل الواسع الذي حصل بين السعوديين بسبب تلك الحادثة، أن يدفع المملكة لإصدار تعليمات رسمية ملزمة بشأن ضرورة ارتداء النقاب أو الاكتفاء بغطاء الشعر فقط (الحجاب)؛ لعدم تكرار حوادث مماثلة مع نساء المملكة، اللاتي نالهن قسط وافر من القوانين الانفتاحية التي أقرتها المملكة مؤخرًا وبينها السماح لهن بقيادة السيارات.