www.almasar.co.il
 
 

الجيش الإسرائيلي يواصل اقتحامه لمجمع الشفاء بغزة ويعتقل القيادي في حماس محمود القواسمة

تواصل قوات من الجيش الإسرائيلي، منذ فجر الإثنين، اقتحام مجمع الشفاء...

وسط اجواء ودية: الرئيس السابق لمجلس طلعة عارة محمود جبارين يسلم الرئيس الجديد محمد جلال مهام عمله

وسط اجواء ودية وطيبة، عقد مجلس طلعة عارة اول جلسة له بعد الانتخابات...

د. محمود أبو فنة: لغتُنا العربية السليمة تستصرخ أهلَها الغيورين!

توجّه إليّ صديق عزيز يشكو من تدنّي مستوى الطلاب في اللغة العربيّة...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

محمود تيسير عواد: يوسف إفتنا في أمرنا..!

التاريخ : 2018-05-25 06:47:20 |



على ما يبدو ان نقطة ضعفي، بكل ما يخص امهاتنا وقلوبهن الحساسة، يظهر جليا في كل جانب من جوانب حياتي عامة وكتاباتي خاصة. اذ لا زالت دموعهن المنهمرة حرة، تحرق وجنتّي قبل وجناتهنّ، ولا زالت صرخات الامهات المفجوعات بمقتل ابنائهن غدرا، كأم يوسف احمد كيوان المأسوف على شبابه، تفجعني وتهز وجداني، كلما لمحت طيف ذاك الفتى اليافع، صاحب الابتسامة الساحرة، الذي اغتالته رصاصة لا قيمة لها، من يد منزوعة الشفقة والرحمة، قبل نحو اسبوع امام منزله في ام الفحم.

يا حامل النعش مهلا، وفيمَ العجلة؟! والى اين المسير؟! فلم تزل عيني ام يوسف متحرقة لنظرة أخيرة، ولم تزل يداها مشتاقة لربتة الام الحانية الأخيرة، ولم يزل لسانها يلهج بدعاء الرضى لفتاها الصغير يوسف.. آه ثم آه ، "يرضى عليك يا ابني" ...! يا حامل النعش تمهل، فلم تزل دموع ام يوسف تخجل الاحزان حرقتها، وبعد قليل سيوارى جثمان صغيرها الثرى. يا حامل النعش ما أصعب الفراق الابدي، ما أصعب الرحيل القصري. يا حامل النعش تروَّ، رحمة بأم يوسف فقد أفجع الفراق قلبها، بعدان صرع العنف البغيض قلب صغيرها الفتيّ!
حالنا كحال ام يوسف المفجوعة، لم تزل تهزمنا الكوارث في عقر دارنا شر هزيمة، بين كل عشية وضحاها، وبين كل طرفة عين، واخرى. اخبار لا زالت تزفها الينا المواقع الإخبارية او وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، والتي أضحت هاجس الناس الأول. عنها يغلقون عيونهم ساعات الليل المتأخرة، واليها يهرولون ساعات الاصباح الأولى، جزعين متباكين من كمية اخبار الشؤم، او اخبار النعي إليهم زفتها تلك المواقع، حتى بات يخيل اليّ ان بعضها بات يختلق تلك الاخبار التعيسة، لإبقاء اكثرنا مترقبين للمزيد من تلك الاخبار المروعة.
يا حامل النعش مهلا، فلم نزل في حيرة من امرنا، ولم تزل احلامنا او اضغاثها دون تأويل، لعلنا يا حامل النعش نحملها الى ذاك الفتى المهرول الى قبره بعد قليل.. يا يوسف إفتنا في أمرنا، فقبل قليل يا أيها المحمول مسجى ملأت ابتسامتك الآفاق، فكيف تخر أيها المحمول بعد لحظات حين نداء الفجر غدرا مصروعا قتيلا؟! وكيف الإجابة يا يوسف ولا حول لك ولا ايماءة، او الى الإجابة عن كل ما يدور في اذهاننا، او ذهن أمك المفجوعة، أي سبيل؟ يا حامل النعش مهلا، فلم تزل ام يوسف مذهولة تأبى الايذان لموكب صغيرها المصروع عنها بالرحيل! ولا تزال فاجعة ام يوسف تجسيدا لذلك الجرح المفتوح في قلوب أمهات من صُرع ابناؤهن في الآونة الأخيرة، او ابعد قليلا في سنوات خلت، في الوقت الذي تأبى الكثير من البيوت الفحماوية والقيادات، او الشخصيات المحسوبة علينا، التسليم بالأمر المفروض على ارض واقعها المخزي، والمتمثل بالاستهتار بحياة شبابها وشبيبتها، التي زجت بأنفسها، عن دراية أهلها وتوجيهها او عن جهل تام ربما وغباء مطلق، الى أحضان العنف والسلاح، والى دوامات الاختلافات التافهة التي لا قيمة لها، والتي باتت سيدة الموقف للأسف. كل هذا في ظل غياب مخزٍ وصارخ لمجهودات اهل الخير من اجل رأب الصدع بين اركان مجتمعنا المتفاخر بكثرة عدد سيارته الفخمة وبنياته الشاهقة. في حين خرّت أعمدة بيوتنا وأركان مجتمعنا، كأعجاز النخل الخاوية، وفي الوقت الذي بتنا نحمل الى مقابرنا خيرة شبيبتنا، الحالمة بالغد المزهر الواعد، مقتولة غدرا وبهتانا، جثثا هامدة.
لم تعد تتوقف مآسينا الشخصية او العامة عند هذا القدر من القتل المفجع لشبابنا عن سبق إصرار وترصد، او عند ذلك القَدر المفزع من الحقد المتدفق من اعين الجيل الصاعد، والذي يفتقر للتوجيه او النصيحة، بل باتت تزحف الى كل زاوية من زوايا حياتنا ومرافقنا ومهاجعنا، حتى بتنا نستفيق مذعورين من نومنا، بل بعد ان فقدنا السكينة من قلوبنا، وبتنا نتوسل الى الله ان يعيدنا الى أعوام ماضية سحيقة، عشنا خلالها أيام امن وامان، كانت لتكفل للأجيال القادمة الاستمرارية والرغد في العيش، لو حرصنا عليها او لو لم نبعها في سوق النخاسة، وبأزهد الأسعار، أيامنا وازمنتنا الجميلة تلك .
لم تعد تتمثل مواكب الراحلين عنا قصرا، المصروعين برصاص زهيد وسلاح عبثي وايادٍ غير مرتعشة، بمواكب جنائزيه مهيبة برحلة وداع أخيرة الى عوالم الغيب فقط، بل باتت تجسيدا حيا وملموسا لمواكب تشييع جنائزية حزينة لقيمنا، ورحلة وداع أخيرة لأخلاقنا نحن المتباكين عن غير وعي على انفسنا الميتة الحية، المتلهفة الى قارب نجاة يسعفها ويقيها خطر الموت الكارثي المحتوم، كملخص لعبثنا واستهتارنا وتغييب الحكمة والإصلاح، والزج بأنفسنا الى بوتقة "لا شأن لي" و"لا يعنيني" و"فخّار يكسر بعضه"، حتى نال منا الطوفان مكتسحا ومعريا تشوهات خلقية ونفسية حادة، وليدة تراكمات من الانانية المطلقة والسذاجة المطبقة.
كل هذا يا حامل النعش وأكثر، ولم تزل مأستنا من يوم الى يوم تكبر وتكبر، ولم تزل احلامنا اضغاث أحلام، او لا يعلم تأويلها إلا الله. فها هو يوسف محمول الى عالمه الغيبي، فتى يافعا تملأ الآفاق آماله، بل وآمالنا العريضة.. يوسف أيها المسافر الى العالم الآخر إفتنا في أمرنا... يا يوسف إفتنا بربك قبل الرحيل: ما الذي حلّ بنا؟! وماذا جرى لنا؟! 
عظّم الله أجر ام يوسف وسائر الامهات الثكالى في مجتمعنا المنكوب.

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR