|
|
|
احمد كيوان: "الى النصر هيّا".. في الجنوب!التاريخ : 2018-07-06 13:52:46 |مرة اخرى تثبت الفنانة العربية من لبنان جوليا بطرس كم هي كبيرة وعظيمة وأصيلة، لا سيما وأنها اهدت اغنيتها الجديدة "الى النصر هيا" الى المقاومة، وأطلقتها من قناة "الميادين". وهي التي كانت اطلقت، قبل سنوات، اغنيتها الشهيرة "وين الملايين". وأجمل ما في جوليا بطرس انها تعيد الى الشعب العربي ذلك الجو الذي كان سائدا ايام الزمن الجميل، حين كانت للأغنية الوطنية وقعها في رفع الروح المعنوية في الميدان، وكانت الكلمة المقاتلة اهم من رصاص المعارك. وأظن انها تعبر اكبر تعبير عن روح المرحلة، التي اصبحت بصددها محاور المقاومة التي تصنع الآن نصرا كبيرا، بعد اكثر من سبع سنوات عجاف كادت تقضي على كل عود اخضر للأمل، ينبت في الارض العربية، حين استهدف سوريا بهذه الضراوة، وبهذه الحرب الكونية التي وقفت فيها شامخة جبارة، وتحملت ما لم يتحمله اي بلد آخر. والمهم انها في النهاية لم تُفشل المخطط المعادي فحسب، وإنما انتزعت ايضاً نصراً كبيراً، اخذت ملامحه تتبلور وتتحدد بعد ان سلّم اولئك الذين استهدفوا سوريا بالأمر الواقع، وان اللعبة قد تمت وان الهزيمة قد لحقت بهم. فالجيش العربي السوري، الذي حرر قبل اشهر قليلة الغوطتين الشرقية والغربية بالكامل، وبعد استراحة المحارب، نقل معركته الآن الى الجنوب السوري لإنهاء وضع كان معقدا جدا، تداخل فيه الدولي والإقليمي، وكانت اسرائيل طرفا مثّل اخطر الاطراف، منذ بداية الازمة السورية. ومنطقة الجنوب السوري كانت ذات اهمية كبرى، حتى بالنسبة للمسلحين. فمن درعا وحوران كانت بداية الازمة السورية، ودخلت اسرائيل سريعا على الخط، وحاولت خلق واقع جديد تستطيع ان تضم من خلاله هضبة الجولان المحتلة اليها، فساعدت وأيّدت كل الجماعات المسلحة التي سيطرت على قسم من الجولان المحرر في منطقة القنيطرة. ولم تتورع عن تقديم الدعم العلني والسري، حتى لتلك التنظيمات التي يعتبرها العالم ارهابية، مثل جبهة النصرة وداعش. وإسرائيل، التي تدعي انها "ضد الإرهاب"، لا يهمها ان تدعم اي ارهاب كان عندما يكون ضد الدولة السورية، ويستهدف الرئيس بشار الاسد ونظامه الوطني المقاوم. وظنت اسرائيل انها توصلت الى ما تريده عبر تبنيها للجماعات المسلحة، التي فتحت لها مشافيها لتتداوى فيها، او تقديم كل انواع الدعم الذي كان يتم جزء منه تحت مسميات "المساعدات الإنسانية". وقد وصل الغرور بنتنياهو، قبل اكثر من عام حين، ان عقد اجتماعا لحكومته في الجولان المحتل، في اشارة واضحة منه بأنه لن يتخلى عن الجولان المحتل. ولكن حسابات الاسرائيلي شيء وحسابات الميدان شيء آخر. فالدول الغربية، التي كانت وراء كل احداث سوريا، ادركت في النهاية، ومن خلال حساباتها البرغماتية، انها خسرت الرهان وفشلت، فكان لا بد لها ان تتصرف بشكل آخر، اقرب الى الواقعية، والإقرار بالواقع الميداني الذي اصبح لصالح الدولة السورية. وحين يقول الامريكي لمسلحي درعا والجنوب: "لا تعتمدوا علينا، فنحن لن نساعدكم"، وحين يغلق الاردن حدوده امام هؤلاء المسلحين، فانه وضَعَهم امام خيار التسليم والانخراط في المصالحات التي تجريها الدولة السورية معهم. والأردن حين يفعل ذلك، فلأنه ادرك بعد المظاهرات الكبرى التي جرت قبل اشهر ان استقرار الاردن من استقرار سوريا. ولا اشك للحظة واحدة بان كامل الجنوب السوري سيتحرر قريبا وقريبا جدا، وربما بأسرع مما نتوقع بما في ذلك الجولان المحرر، الذي تتواجد فيه جبهة النصرة وداعش، حتى لو كرهت ذلك اسرائيل التي لم يعد امامها ما تفعله سوى ان تبلع ريقها وتعض على اسنانها، فهي اكبر الخاسرين من الحرب على سوريا. لكن التسويات الذكية التي تقوم بها سوريا اطاحت باللعبة الاسرائيلية. والذين حضروا الى الخيام المقامة هم عدة مئات من عائلات مسلحي النصرة وداعش. وهؤلاء الذين راهنوا على اسرائيل ستلفظهم لفظ النواة، وقد بدأت ذلك بالفعل حين اعلنت انها لن تسمح بدخول احد الى "أراضيها". والإسرائيلي يفعل كما فعل الامريكي، يبصق في نهاية المطاف في وجوه عملائه ويلقى بهم الى بئس المصير...!! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |