الحاج عدنان عبد الهادي: الف تحية لشبلة فلسطين عهد التميمي

التاريخ : 2018-07-30 23:54:13 |

عندما نعود بالذاكرة الى عشرات السنين منذ عام 67 عام النكسة حاول المحتلون الإسرائيليون القضاء على كل موقف وطني للشعب الفلسطيني.

وعندها فكر ان الاحتلال سوف يقضي والى الابد على فكرة إقامة وطن قومي للشعب العربي الفلسطيني فأقام في حينه اعوانا في القرى والمدن الفلسطيني من مخاتير واعوان للحكم العسكري في المناطق الفلسطينية. وارادوا عبر هذه المجموعات العميلة  طمس وانهاء القضية الفلسطينية بدعم من الامراء والملوك العملاء العرب في ذلك الوقت.

ولكن الشعب الفلسطيني عندما احتلت كل الأراضي الفلسطينية واراضي سيناء والهضبة السورية الجولان وقسم من الأراضي اللبنانية فكر الشعب الفلسطيني بعمق المأساة وما يترتب عليهم من التصدي لهذه النكسة التي حلت بشعبنا وبالأمة العربية.

وكانت حرب عام 73 بداية النهضة المعادية للاحتلال وللاستعمار وضد خيوط المؤامرة التي حيكت من قبل الاستعمار الأمريكي والصهيونية العالمية وتعاون اذناب من حكام الدول العربية.

واخذت الانتفاضة المسلحة تنتشر وتتوسع واخذت تلك المجموعات المتعاونة في القرى والمدن الفلسطينية تنهار وتنهزم وتتلاشى واخذ الوعي الفلسطيني في التململ والحراك ونشر الوعي السياسي والقومي وقد وقف الشعب الفلسطيني يتصدى للاستيطان. واخذت تنهار تلك الجيوب الرجعية في قرانا ومدننا واخذ الوعي الوطني ينتشر ويتحرك ويتصدى وكانت انتفاضة الشعب الفلسطيني في الثمانينات و الانتفاضة الثانية كانت اشمل حيث تصدى الشعب الفلسطيني في كل مواقعة وقراه من قطاع غزة الى الضفة الغربية.

واخذت مجموعات الشباب تعمل على إقامة المجموعات التي تتصدى للاستيطان في عدة مناطق من الضفة الغربية وكانت مسيرات يوم الجمعة في عدة مواقع من الأراضي الفلسطينية تتحدى جنود الاحتلال الذين كانوا يرمونهم ويطلقون عليهم وابل من الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والقذائف الصوتية.

وكانت تزداد المقاومة يوماً بعد يوم وقد اضطرت تلك المجموعات الاستيطانية الى الرحيل عن أراضي قطاع غزة وخروج الجيش الإسرائيلي وإبقاء الحصار على غزة نتيجة المقاومة البطولية لأهالي قطاع غزة وقد اشتدت المقاومة في الضفة الغربية .

وقد اضطرت حكومة الاحتلال الى اجتياح الضفة الغربية الى عدة مرات من اجل اسكات وإخضاع أهالي الضفة الغربية ولكن روح المقاومة والتحدي والتصدي للمحتلين تزداد يوماً بعد يوم.

وقد كانت تلك الشبلة عهد التميمي في جيلها الصغير منذ كانت اقل من 10 سنوات تقاوم جنود الاحتلال وتصرخ في وجوههم ارحلوا عنا واتركونا أيها المحتلون الانذال أيها القتلة وقد كانت تلك الفتاة الشبلة تترعرع على حب الوطن والأرض ومقاومة المحتلين .

وكانت دائماً تشارك في المظاهرات والمسيرات من اجل حق العودة وتقاوم بصراخها وصوتها المجلجل امام الجنود المحتلين وترفع يدها وتضرب في كفها وجه الجندي المحتل وتقاوم ب الكلمة والصوت والصراخ . وقد تعرضت للضرب والمطاردة و قبل 8 اشهر حيث القي القبض عليها هي وعائلتها التي كانت تشارك في مقاومة المحتلين والاحتجاج على الاستيطان وهدم البيوت العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لقد كانت تلك الفتاة عهد شعلة متوهجة أضاءت الضوء امام الشباب الفلسطيني حيث استلهم أهلنا في كل فلسطين طريق المقاومة السلمية حيث اليوم تنطلق مسيرات العودة في طول أراضي قطاع غزة على الحدود، يطالبون ويناشدون من اجل حقهم في العودة داخل فلسطين وقد حاول جمود الاحتلال اخضاع تلك الشبلة الفلسطينية التي كانت تقاوم الاحتلال بمحاولات الترغيب والترهيب واخافتها دون جدوى.

وقد صمدت في وجه كل تلك الملاحقات التي كانت تلاحقها وحكم عليها بالسجن هي ووالدتها البطلة اللبؤة التي دخلتا السجن معا لمدة ثمانية اشهر دون ان تخاف او تفكر في التراجع او التسليم لما يريده اعدائها وقد دخلت السجن شامخة مرفوعة الرأس وقامت بالدراسة والتعلم داخل السجن وحصلت على شهادة داخل السجن.

وقد كان لموقفها المشرف والبطولي ان زاد من روح المقاومة لدى الشباب والشابات وخرجت عهد التميمي من السجن مرفوعة الرأس موفورة الكرامة تهتف لفلسطين وللقدس عاصمة الدولة الفلسطينية وتهتف للأسرى وللحرية.

وقالت أمها ان شباب فلسطين هم ملح هذه الأرض وعلينا ان لا نهاب من الظالمين وان نقاوم ونقاوم حتى تحقيق النصر وقد لاقت عهد عند خروجها المئات والالاف التي كانت تهتف باسمها و لعهد التميمي على موقفها الشامخ والبطولي وصمودها صمود الابطال ، فهي بنت لبؤة بنت شعب فلسطين.. تلك هي عهد التميمي شبلة من اشبال فلسطين المجد وكل المجد لشبابنا وشاباتنا شعب فلسطين.