www.almasar.co.il
 
 

فتاوى رمضانيّة يجيب عنها فضيلة الشيخ مشهور فواز: ما هو ضابط المفطّرات؟

فتاوى رمضانيّة: ما هو ضابط المفطّرات؟ 1. استعمال الصّائم للكحل وقطرة...

تحقيق بوليسي مع أمام مسجد قرية زلفة الشيخ محمد امارة

استدعت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إمام مسجد زلفة، الشيخ د....

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

الشيخ رائد صلاح: صلحة فحماوية...!

التاريخ : 2018-09-14 19:59:24 |




لقد كثر في تاريخنا الإسلامي العربي ربط بعض الخصال أو المزوعات أو المأكولات ببعض الأماكن وكان هذا الربط بينها إما مدحاً أو ذماً ثم ذهب هذا الربط بينها مذهب الأمثال , فقد ورد على سبيل المثال في الحديث الشريف (الإيمان يماني والحكمة يمانية).

فهذا ربط بين الإيمان والحكمة من جهة وبين أهل اليمن من جهة أخرى , وهو ربط مدح كما هو واضح , وسببه أن أهل اليمن يعرفون برقة الأفئدة وصفاء الصدور. وورد في الحديث الشريف (ألا أن الإيمان حين تقع الفتن في الشام). فهذا ربط بين الصمود المطلوب عند وقوع الفتن من جهة وبين أهل الشام من جهة أخرى. والشام في هذا الحديث تعني المدلول الجغرافي الإسلامي لا المدلول الجغرافي الذي حددته (سايكس بيكو), وهي تعني في هذا المدلول الإسلامي وفق مسميات اليوم : سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بكل أبعادها التاريخية.

ومن الواضح أن الربط في هذا الحديث الشريف هو ربط مدح لأهل الشام , لأن الشام أصلاً هي أرض رباط حتى قيام الساعة , وورد في الحديث الشريف أن أشد الناس على الدجال (بنو تميم), فهذا ربط بين مقاومة الدجال وسحره ونفثه ودجله من جهة وبين بني تميم من جهة أخرى , وهو ربط مدح كما هو واضح , لأن بني تميم يعرفون بأنهم أولو بأس شديد.

وإلى جانب هذه النماذج قيل في تاريخنا الإسلامي العربي (بخل أهل مرو) فهذا ربط بين البخل من جهة وبين أهل مرو من جهة أخرى , وهو ربط ذم كما هو واضح , وقيل (عنب خليلي) وهي صفة مدح لعنب مدينة الخليل نظراً لما يتمتع به هذا العنب من مذاق طيب مميز , وقيل (تين عجلوني) , وهي صفة مدح لتين مدينة عجلون نظراً لما يتمتع به هذا التين من مذاق طيب ومميز. وقيل (كنافة نابلسية) وهي صفة مدح لكنافة مدينة نابلس نظراً لجودة إعدادها في هذه المدينة مما جعلها تتفوق على غيرها ومما جعل هذا النوع من الحلوى يرتبط بها.

ثم ماذا ؟! قيل على ألسنة الناس : (صلحة فحماوية) , وهو ربط واضح بين الصلح من جهة وبين أم الفحم من جهة أخرى , فهل هو ربط مدح أم ربط ذم ؟! والجواب الذي لا تلعثم فيه على هذا السؤال يؤكد أن هذا الربط هو ربط مدح , لدرجة أن هذا الربط بين الصلح من جهة وبين أم الفحم من جهة أخرى ذهب مذهب الأمثال , فراحت الألسن تردده وتقول: (صلحة فحماوية) .

ولقد سمعت قصة حول هذا الأمر من المرحوم الأستاذ أبو خضر أحمد الشيخ حسن رحمة الله عليه مفادها أن خلافاً وقع بين تاجرين ذات يوم في الشام فقام أهل الخير بمهمة الإصلاح بينهما وخلال بذل مساعي الإصلاح الحميدة كادت الجهود أن تتعثر وإذ بأحدهم يقول : (يا أخي لتكن صلحة فحماوية) فشرح الله تعالى صدور الجميع ومالوا إلى الصلح وتصافوا وتآلفوا بعد أن نزغ الشيطان بينهم , وهذا يعني أن مصطلح (صلحة فحماوية) بات يحمل مدلول التسامح وإن وقع الخلاف , ومدلول التغافر وإن وقع التشاجر , ومدلول العفو وإن وقع اللغو, ومدلول كرم النفوس وسعة الصدور وصفاء القلوب وأدب اللسان وأقواله , وأدب الجوارح وأفعالها, وأدب المعاملة والخلق والسلوك , وأدب الظاهر والباطن , في علانية الإنسان وسريرته .

وهذا يعني إن مصطلح (صلحة فحماوية) بات يعني غلبه الصبر على الغضب , وغلبه التحبب على التعصب وغلبه التقارب على التلاعب , وغلبه التوادد على التحاسد , وغلبه التزاور على التدابر , وغلبه التعاون على التلاعن , وغلبه التكافل على التآكل , وغلبه التصحيح على التجريح , وغلبه حب النصيحة على حب الفضيحة , وكأني بهذا المصطلح العذب الرقيق (صلحة فحماوية) يقول لنا : تذكروا قول رسول الله  : (ما كان الحلم في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).

وكأني بهذه الجوهرة اللامعة على مدى الدهور تهمس في آذاننا وتقول : أنا (الصلحة الفحماوية) التي أحسن صنعها الأجداد وتركوها للأحفاد , أنا الميراث الثمين الذي صانه الآباء وتركوه للأبناء , أنا الكنز الذي لا يُباع , وأنا الميراث الذي لا يقبل التقسيم , وأنا الثروة الصافية التي تغني كل فقير , وتحمل كل معدم , وتصل كل رحم , وتقري كل ضيف , وتعين على نوائب الدهر , وتجمع ولا تفرق , وتبني ولا تهدم , وترشد ولا تفسد , وتعطي ولا تأخذ , وتبذل ولا تبخل .

أنا لبنة تاريخ أم الفحم وحاضرها ومستقبلها التي جعلت من أم الفحم بيتاً واحداً على اختلاف عائلاتها وحمائلها وأحزابها وحركاتها وحاراتها وأحيائها , أنا القلب النابض الذي جعل من أم الفحم همّاً واحداً وطموحاً واحداً وألماً واحداً وأملاً واحداً ودرباً واحداً وصوتاً واحداً وموقفاً واحداً وهدفاً واحداً وجسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

هذا أنا (الصلحة الفحماوية) كنت كما كنت ولا زلت كما كنت وسأبقى احتضن كل بيت في أم الفحم وكل أسرة فيها وكل مدرسة فيها وكل مسجد فيها وكل رجل وامرأة فيها وكل كبير وصغير فيها وكل أب وأم فيها, وكل ابن وبنت فيها, وكل طالب وعامل ومعلم وموظف ومدير وتاجر فيها.

وسأبقى أقول لكل واحد فيكم: رحم الله كل فحماوي وفحماوية فيكم, رحم الله كل واحد فيكم سمحاً إذا باع, وسمحاً إذا اشترى, وسمحاً إذا سأل, وسمحاً إذا أجاب, وسمحاً إذا نصح, وسمحاً إذا نُصح, وسمحاً إذا انتقد , وسمحاً إذا انتُقد, وسمحاً إذا قال, وسمحاً إذا صمت, وسمحاً إذا عمل , وسمحاً إذا وافق, وسمحاً إذا خالف, وسمحاً إذا تقبل , وسمحاً إذا اعترض, وسمحاً إذا كتب, وسمحاً إذا قرأ, وسمحاً إذا ناقش أو جادل أو حاور أو تساءل, وسمحاً إذا قال أنا مرشح للعضوية أو مرشح للرئاسة في انتخابات بلدية أم الفحم , وسمحاً إذا قال أنا داعم لمرشح العضوية الفلاني أو لمرشح الرئاسة الفلاني أو للقائمة الفلانية.

هذا أنا (الصلحة الفحاموية) وهكذا حفظني أجدادكم وآباؤكم فلا تضيعوني , وهكذا كانوا معي بارين فلا تكونوا معي عاقين , وهكذا كانوا لمقامي حارسين فلا تكونوا عني غافلين, وهكذا وضعوني فوق رؤوسهم تاجاً فلا تحرموني رؤوسكم, وهكذا جعلوني وقاراً وشعاراً ومناراً فلا تدبروا عني إدباراً.. نعم ... نعم ... نعم أنا الصلحة الفحماوية ولا فخر!
**(هذا المقال كتبه الشيخ رائد صلاح، ضمن سلسلة الرسائل الفحماوية التي كتبها في صحيفة "المدينة" في سنوات سابقة، وارتأينا نشره مرة أخرى لما وجدنا فيه من فائدة تعود على القارئ الفحماوي، في ظل الواقع الذي نحياه).

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR