|
|
|
ارفعوا ايديكم عن شعبنا!....بقلم: احمد كيوانالتاريخ : 2021-05-28 06:50:19 |توقفت الحرب التي خسرتها اسرائيل منذ البداية وفي يومها الاول، حين قالت الصورة التي اوصلها الفلسطينيون الى كل انحاء العالم كل شيء، وحين خسرت الإعلام بعد ان هزمها إعلام الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي، والذي نقل لحظة بلحظة وقائع الامور على الارض، مما افقدها عدم قدرة الإعلام الغربي الذي تتحكم فيه من نقل صورة مغايرة كاذبة ومزورة، كما فعلت في المرات السابقة. وقد اتاح هذا الامر للرأي العام العالمي ان يطلع على الحقيقة، ويخرج في كل العواصم الاوروبية والمدن الامريكية في مظاهرات جارفة كان اكبرها في لندن، حيث شهدت اكثر من مظاهرة ضمت مئات الالوف من المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية، مما اعطى القضية الفلسطينية زخما كبيرا لتظهر كأولوية على اجندة المجتمع الدولي بعد ان تم تغييبها لعقوه. ولا ننسى ان اسرائيل خسرت هذه الحرب ايضا حين استيقظ الشارع العربي من المحيط الى الخليج، وكذلك العالم الاسلامي من بنغلادش حتى آخر بقعة يتواجد فيها مسلم على هذه الكرة الارضية. وخسرت اسرائيل هذه الحرب لأنها لم تأخذ زمام المبادرة ولم تجرؤ على قول الكلمة الاخيرة فيها. وخسرت حين فوجئت بقوة وجاهزية المقاومة، حيث عجزت استخباراتها عن تقدير الموقف بشكل صحيح وهي التي كانت تتوعد المقاومة دائما قائلة: لا تجربونا!!، وحين جاء الامتحان يكرم المرء او يهان. وحين عجزت اسرائيل عن تحقيق أي انجاز عسكري لافت للأنظار، لجأت الى تدمير الابراج السكنية وقصف منازل المدنيين بصواريخ طائراتها وقذائف دباباتها ومدافع بوارجها. وعلى مدار احد عشر يوما من المعركة لم تتمكن اسرائيل من التقدم في غزة شبرا واحدا، خوفا من مفاجآت اعدتها لها المقاومة التي اطلقت صواريخ "الكورنيت" الصائدة للدبابات والمدرعات. وفي مثل هذه الحالة، صبّت اسرائيل جامّ غضبها على السكان المدنيين، وقتلت المئات منهم وجرحت الآلاف، ودمرت مئات البيوت، وخرّبت البنى التحتية بما فيها الشوارع والارصفة، انتقاما من البيئة الفلسطينية الحاضنة للمقاومة، ودكّت كل شيء بمئات الطائرات وآلاف الغارات. وظلت تحاول ان تغتال قائدا بارزا في المقاومة لتشفي غليلهم الموتور، وفشلت مخابراتها في الوصول الى أي قائد كبير مثل السيد يحيى السنوار في المستوى المدني، او الجنرال "جياب" الفلسطيني محمد ضيف. وهو ما ضاعف من خيبة بنيامين نتنياهو وباقي المجموعة التي كانت حوله. وعندما رأت الولايات المتحدة ان كل يوم آخر في القتال سيكون سيئا اكثر على اسرائيل، طالبت مصر بان تعمل على استعمال نفوذها لدى المقاومة، واعلان وقف متزامن لإطلاق النار، حفاظا على بعض ماء الوجه لنتنياهو وحكومته. وكادت اسرائيل ووسائل اعلامها ان تقول ان قيادة المقاومة ستظل مختبئة تحت الارض، وربط ذلك بعدم الظهور العلني للسيد حسن نصر الله. لكن السيد يحيى السنوار، وبعد اقل من ثماني واربعين ساعة، كان يتجول في شوارع غزة، يتفقد الدمار الذي خلّفه العدوان الاسرائيلي ويترحم على الشهداء في مجالس العزاء. وفي هذا الجو، الذي اعقب الحرب الرابعة على غزة، هناك على ما اظن استراحة المحارب واليد لا تزال على الزناد. ولان نتنياهو الفاشل والفاسد والعنصري الكريه لا يريد للأمور ان تجري بشكل طبيعي، مستخلصا العبر مما حدث، فانه يحاول الآن ان يحقق انجازا له في الهجمة البربرية على مدننا وقرانا وجماهير شعبنا في المثلث والجليل والنقب والمدن المختلطة، بحجة "فرض النظام والقانون" واعتقال "مثيري الشغب"، مستخدما الآلاف من رجال الشرطة وعناصر حرس الحدود والقوات الخاصة وقوات الاحتياط من الجيش والمخابرات. وهذا الحشد الهائل من القوات، كما لو انه في غزوة عسكرية، يحاول نتنياهو ان يظهر به امام المواطن الاسرائيلي وكأنه "بطل اسرائيل"، ويريد ان يكون "اسدا عليّ وفي الحروب نعامة".. وقد بدأت عناصره الاستفزازية باستعراضاتها الوحشية واعتداءاتها على المواطنين في الشوارع والازمة والحارات، كما لو ان الحكم العسكري قد عاد من جديد. نتنياهو يريد ان يكسر ارادتنا ويثبط عزيمتنا، ليظهر امام مواطنيه بانه المنقذ لهم بعد ان ورّطهم الى ابعد الحدود. ولكن نسي هذا الفاسد ان شعبنا كالمارد خرج من القمقم، واعلان الحرب عليه وبهذا الشكل الارهابي الاستفزازي لن يوقف تحركنا دفاعا عن النفس ودعما لقضية شعبنا العادلة وسعيا وراء سلام الحق لا سلام القوة. وقد جرب حكام اسرائيل بكل الوسائل التنكيل بنا على مدى سبعين عاما، لكنهم لم ينجحوا في تدجين جماهيرنا، فنحن ايها الحكام لسنا اقلية هنا.. نحن في الشرق العربي 400 مليون من البشر، والاقلية تعرف من تكون، فارفعوا ايديكم عن شعبنا وعن شبابنا! اطلقوا سراح المعتقلين فورا، فالعنف الممارس الآن لن يزيدنا الا عنفوانا. واذا تماديتم في العدوان على شعبنا في الداخل، واستمررتم في اعلان الحرب عليه، فمن يدري؟ ربما تجبرونه وتضطرونه على ان يطلب الحماية له ممن هو قادر عليها، فالزموا حدّكم ولا تلعبوا بالنار!! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |