أظهرت الدراسات أن الضرب للأطفال غير فعال ويضر بنمو الأطفال، و يعتمد بعض الآباء الأغبياء على الضرب في إصلاح المشكلات السلوكية لأطفالهم.. عليك أن تعلمهم الصح و تنذرهم وتحذرهم.

لو توفي ابنك نتيجة مرض ظهر عنده فجأة أو حادثة، تأكد أنك ستقضي عمرك حزينا لأنك ضربته في يوم ما، وأن غضبك وقتها ليس له مبرر كاف لما فعلته..

اذا أخطأ الأبناء قم بتحذيرهم، فتكرار الخطأ معناه العقاب، ممكن يكون منع المصروف عنهم وممكن أشياء أخرى تمنع عنهم.

لا حاجة لضرب الصغار مهما تنفعل وتغضب، ومهما يحرضك شخص ما أن ابنك أخطأ، عليك بالصبر ومداواة الأمر بتعقل، أطفالنا ليست وحوشا بدون عقول.

لو الدولة والمؤسسات المهتمة بالطفولة سعت لاصدار قانون من يضرب طفله ويشهد الصغار أو الجيران بالواقعة يغرم الأب والأم بدفع مبلغ مالي ضخم، فمن المؤكد انك ستمتنع عن ضرب الصغار وتكتفي بتوجيهه الشفهي.

عن أم المؤمنين عائشة قالت: "مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، إِلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيءٌ قطّ فينتقم من صاحبه، إلاّ أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم"، أخرجه مسلم.

وسئل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اذا كان عدم رحمة الصغير من الكبائر، فقال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا". رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه من حديث عبد الله بن عمرو.

وذكرت دار الإفتاء ان التعامل مع الاطفال يكون على جهة التأديب والتربية فقط لا على جهة العقاب، لأن العقاب إنما يكون على ارتكاب المحرم أو ترك الواجب، والواجب ما يعاقب على تركه والمحرم ما يعاقب على فعله، وذلك في حق المكلَّف وحده،

أما الصبي فإنما يُعَوَّد على فعل الواجبات وترك المحرمات ليألف ذلك عند البلوغ لا لأنها في حقه واجبات أو محرمات، فتأديبه على ترك الواجب أو فعل المحرم حينئذٍ من باب التربية والترويض لا العقاب.

وأكد الداعية الإسلامي، الدكتور أسامة الأزهرى، أن ضرب الأولاد جريمة، مشدداً على ضرورة مراعاة مشاعر الطفل، وعدم تعنيفهم.

لذا، لا تترك ابنك يلعب بعيدا عنك وقت فراغك.. دعه يلعب بالقرب منك. بلعبه لا تسبب الازعاج لأحد.. خذ ابنك معك للصلاة، وعلمه كيف يصلي. وعلى الأم ان تعلم بناتها الصلاة وتأمرهم وقت الصلاة بالقيام للوضوء وتأدية فرض الصلاة.

روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مر بغلام يسلخ جلد شاة، وما يحسن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تنحّ حتى أريك فإنه أدعى للعلم الصحيح".

وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً)، وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة، ويمكن أن يكون العقاب شد الأذن .وهي أول عقوبة جسدية للطفل إذ بهذه المرحلة يتعرف على ألم المخالفة، وعذاب الفعل الشنيع الذي ارتكبه، واستحق عليه شد الأذن.

عن عبد الله بن يسر المازني الصحابي رضي الله عنه، قال: "بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذني وقال: ياغدار".

لاحظ أن اللجوء إلى الضرب كوسيلة من وسائل التأديب لا يُلجئ إلى هذه الوسيلة إلا بعد التهديد بالعقوبة ثم آخر مرحلة يكون الضرب. ولا يضرب الطفل إلا إذا بلغ سن العاشرة. ويجب مراعاة جملة من الضوابط الشرعية عند ضربه منها: تجنب الوجه، والقلب والكليتين، والضرب بشيء مأمون لا يكسر عظما ولا يترك أثرا، ضربة واحدة كتخويف وتحذير أن لا يكرر الخطأ نحن نرحم الكلاب والقطط لا نرحم أطفالنا بحجه أننا نعلمها.

قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) - الكهف: 46.