|
|
|
كأنّنا يا بدر لا رحنا ولا جينا..!! ...بقلم: محمد علي طهالتاريخ : 2023-02-02 18:34:13 |لبّيتُ دعوة الصّديق الباحث والمترجم د. يوني مندل، يوم الجمعة 20 كانون الثاني 2023، للقاء في "معهد فان لير" في القدس الغربيّة، مع عشرات المترجمين من أسرة "مكتوب" ومنتدى المترجمين الذين شارك بعضهم بترجمة 18 قصة مختارة من قصصي، التي سوف تصدر قريبا في كتاب عن دار نشر "برديس" ومعهد "فان لير" بعنوان "وزارة المسخوطين" (بالعبرية: "לשכת המקוללים")، وهو ترجمة غير حرفيّة لقصّتي "المسخوط". تبادلتُ حديثا شائقا مع الأديبة د. راوية بربارة والباحث د. عامر دهامشة، في اثناء سفرنا في سيّارة الأجرة من الجليل الى القدس. وتناولنا فيه البحث المثير الذي أنجزه د. دهامشة عن أسماء الأماكن ومواقع الأراضي في مدننا وقرانا العربيّة، الذي يؤكّد علاقة الفلسطينيّ بالأرض التي أنسنها. لا بدّ لي من أن اشير الى علاقة صداقة وتقدير ربطتني بالدّكتور يهودا شنهاف - شهرباني، رئيس تحرير مشروع "مكتوب". فقد ترجم من نتاجي قبل سنوات فصلا من سيرتي الذّاتيّة، بعنوان "زمن الطّفولة الضّائعة". كما ترجم من قصصي قصة "البيت الآخر"، وقصة "جريمة قتل". ود. شهرباني شخصيّة ثقافيّة مرموقة، تدعم حقّ الشّعب الفلسطينيّ بالحرّيّة والاستقلال. كما تدعم المواطنين العرب في إسرائيل بمطلبهم العادل بالمساواة. تربطني أيضا علاقة صداقة مع نائبه د. يوني مندل، صديق شعبنا وادبنا وحضارتنا، بدأت قبل سنوات بفضل اهتمامه بالأدب الفلسطينيّ. وقد ترجم لي قصّة "الشّتيمة"، وراجع المجموعة القصصيّة التي سوف تصدر بالعبريّة. وارجو ان تتطوّر هذه العلاقة لمصلحة الأدب والسّلام. تضمّ جماعة المترجمين العشرات من عشّاق الأدب العربيّ، يهودا وعربا، الذين يعملون بمهنيّة رفيعة. ومنهم المخضرمون والمعاصرون الذين ترجموا اعمالا أدبيّة فلسطينيّة مثل روايات جبرا إبراهيم جبرا واميل حبيبي وإبراهيم نصرالله، ومذكّرات خليل السّكاكينيّ، واشعار محمود درويش، وقصص محمود شقير، والرّسائل بين الشّاعرين محمود درويش وسميح القاسم التي أطلقتُ عليها "رسائل بين شطريّ البرتقالة". قدّمتُ، في اثناء اللقاء، مداخلة قصيرة عن علاقتي بالتّرجمة، وعن أهميّة ترجمة الأدب الفلسطينيّ الى العبريّة كي يعرف القارئ اليهوديّ الاسرائيليّ جاره الفلسطينيّ، انسانا وطبيبا وشاعرا وفنّانا واديبا وموسيقيّا وعاملا وفلّاحا وطالبا ورياضيّا وعاشقا للحريّة، وليس كما قدّمه منذ مائة عام الإعلام الإسرائيليّ، متخلّفا قاتلا مجرما. الشيء الذي احبه وأقدره في سلسلة "مكتوب" هو رسالتها السياسية والاخلاقية، التي تعتبر الترجمة فعل مقاومة، وتحاول من خلالها كسر الأفكار النمطية والاستشراقية التي تكرست وسط الجمهور الإسرائيلي. فبواسطة الأدب نستطيع أن نحكي قصتنا لهذا الجمهور، وأن نمرر ما لا نستطيع تمريره بالوسائل العادية المتاحة أمامنا. تابعتُ باهتمام المداخلتين اللتين قدّمتها د. بسمة فاهوم ود. دوتان هليفي، عن ترجمتهما لقصّتي "العلم" التي كتبتها في العام 1982، وظهرت في مجموعتي "وردة لعيني حفيظة". وبرزت في مداخلتيهما، وفي مشاركات الحاضرين، صعوبة التّرجمة ودقّتها وإخلاص المترجم للنّصّ وتفاعله معه. اعادتني قصّة "العلم" ونقاش المترجمين أربعة عقود الى الوراء، عندما كانت أجهزة الأمن تلاحق كلّ فلسطينيّ يرفع علم شعبه أو يرسمه أو يقتنيه أو يتماهى معه، وتعتقله وتقدّمه الى القضاء فالسّجن، الى ان صار العلم واقعا معترفا به بعد اتّفاق أوسلو. وصار السّادة رابين وبيرس ونتنياهو وشارون وأولمرت يقفون او يجلسون في مكاتبهم، في خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الفلسطينيّين، والعلم الفلسطينيّ يخفق فوق رؤوسهم. ولكن بن غفير وحكومة اليمين الفاشيّة أعلنت عداءها للعلم، الذي يعني عداءها لوجود الشّعب الفلسطينيّ. وقرّرت ان تعيدنا عقودا الى الوراء، وكأنّنا "يا بدر لا رحنا ولا جينا."..!! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |