|
|
|
خالد أحمد إغبارية: يا صاحبي (٩)التاريخ : 2024-01-25 23:48:36 |
يا صاحبي.. إنّ عدم توفر بيئة صالحة ليس عذرًا لترك الاستقامة. لا توجد بيئة أسوأ من بيت فرعون، وخرجت منه امرأة ضرب اللَّه بها مثلًا للذين آمنوا. - "أعلمُ تمامًا أن لدي القُدرة على ردّ الصاع صاعين، الكلمة بعشرة، على إطلاق كلمات طائشة تترك علامات داكنة في القلب كما يحدث معي، ولكنّي اختار - بملء إرادتي - التجاوز، اختار ألا أُوذي وهذه أنبل اختياراتي". من الأشياء المخيفة أن إنسانا يعيش حياته مشغول بمشاكله وهمومه، يرى أنه عنده من الأعذار ما يبرر حالته النفسية الوحشة وضعف انتاجيته بل وأخطائه، ويكتشف في آخر حياته أو حتى في الآخرة إنه كان من أكثر الناس حظًا ونعمة، وإنه عاش دور الضحية هذه خطأ، وأن هناك أناسًا عاشوا صعوبات أكتر منه مائة مرة وكانوا أكثر منه شكرًا ورضا وسعيا في الدنيا.. تصور مخيف لا يخرجنا منه غير تنبيهين من ربنا في القرآن: "بل الإنسانُ على نفسِهِ بصيرة • ولو ألقى معاذيره".. و"أن ليس للإنسانِ إلا ما سعى • وأنَّ سعيَه سوف يُرى". يا صاحبي.. - "ما من إنسان إلا وفيه نقائص وأخطاء وعيوب، فلا تَتَبَّع عيوب الناس ونقائصهم؛ بل استرها، حتى لا يُسلّط الله تعالى عليك من يتتبَّع عيوبك ويفضحها". قال رسول الله ﷺ: "لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتَّبع عوراتِهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته". وكما تغسل وجهك ويدك بالماء في اليوم بضع مرات أو أكثر من عشر مرات؛ لأنك تواجه بهما الناس؛ فعليك بغسل هذا القلب الذي هو محل نظر الله - سبحانه وتعالى - اغسل هذا القلب، وتعاهده يوميًّا؛ لئلا تتراكم فيه الأحقاد، والكراهية، والبغضاء، والذكريات المريرة التي تكون أغلالًا وقيودًا تمنعك من الانطلاق والمسير والعمل، ومن أن تتمتع بحياتك. يا صاحبي.. عندما يؤلمك سِنّ من أسنانك، ومن شِدة الألم يصبح همّك الوحيد هو خلعه، وعندما يتم خلعه لا شعوريًا يصبح لسانك طوال الوقت يتجه إلى ذلك الفراغ الذي تركه السِنّ! بِمعنى أقوى وأفصح: (أنه ترك فراغاً وأصبحت تفتقده). وغالباً ما يأخذ وقتاً طويلاً لتتعود على هذا الفراغ، ولكنك ستتعود! وقد تسأل نفسك دائماً: هل كان يجب عليَّ خلعه؟ فتقول: نعم، كان يجب ذلك، لأنه كان يُسبب لي ألماً ووجعاً لا يُحتمل!! وهكذا هم بعض الأشخاص في حياتنا، فبعض المواقف والظروف تُجبرك على أن تخرجهم من حياتك وتُكمل بدونهم، رغم أنهم كانوا مصدر سعادتك يوماً ما! صحيح أنهم قد يتركون فراغاً في حياتك، ولكن يكفي أنه لم يعد هناك ألم أو وجع، وأصبحت تشعر بارتياح كبير. يا صاحبي.. - "كُل أمرٍ يستجد في حياتك خير، كل شخصٍ، وكُل تغيير يحمل في داخله خيرٌ لك، حتى وإن بدا في ظاهره غير ذلك، هناك دائمًا خيرٌ كثير في بواطن الأمور، لكن محدودية تفكير الإنسان، وضيق إدراكه يُخبره غير ذلك. تذكر كم تجربة ظننتها سيئة وكانت تحمل لك الخير، لأن في الحقيقة المؤمن أمره كله خير". لا تحزن، قال تعالى: (وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، اقرأها على قلبك كل يوم، ثم تيقن أن جميع أحلامك ليست عسيرة على الله، فسيقر الله العين بما ترجو، وسيمنح الله للفؤاد ما تمنى.. يا رب لا تمنع عنا خير ما عندك بـ شَرِّ ما عندنا!
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |