كُنا ننتظر سماع صوته لنقوم للصلاة، ونُميّز صوته عند التهليل والتسبيح بين ركعات التراويح، وكانَ ارتفاع الصوت هذا تهليلًا وتسبيحًا ونداءً للصلاة..

كان كلما رآني في مسجد "ابن مسعود" في مدينتنا ام الفحم، سلّم بقوّة وهزّني.. كان قويّ الجسد والبُنية رحمهُ الله، وكان أنيقًا يحافظ على نظافة لباسه.

وفي كلّ فترة كان يسّلم ويبتسم، ويقول مذكرًا إيّاي: "كيف وأنا أخليك تصير تأذن وتؤم في الجامع؟ أنا قلت للشيخ احمد يعطيك ويفوّتك.."!

كنتُ أبتسم له وأحيّيه بقوّة كما كان يُحيّيني.. ولم أكن أتخيّل أن كلامه سوف يرنّ في أذني بعد وفاتهِ..

الآن بعد سماع خبر وفاته، هزّتني صورته المبتسمة، وتذكرت كل السنوات التي شهدتُ له بها بأنّه من أهل المساجد ومن أهل الصفّ الأول..

ولن أنسى ما حييتُ ما قاله لي بأنه كان سببًا في وقوفي في المحراب ورفع الآذان.. اسأل الله أن يغفر له ويتجاوز عنه ويغفر له بعمله هذا.

المسجدُ سيفتقد الجدّ، والصفّ الأول.. لله نحن وإليه راجعون. (ام الفحم)