بالأمس وجدت نفسي في بيتنا القديم في حي التفاح في الحارة التي اخلاها جيش الاحتلال منذ أربع أيام ويقصف منازلها، كنا نتجمع أنا وبنات عمي..

في العمارة التي جمعتنا طفلات وطالبات في كل المراحل وصبايا كنا ندخل من بابها الواحدة تلو الأخرى ونصعد على الدرج ننادي بعضنا، إلى أن حضرت سهر التي خرجت للعلاج مع ابنتها كانت تحملها على خاصرتها وتحول المشهد إلى احتفال.

كان حلماً سعيداً، لكنه ثقيل في كل هذا الحزن والبعد بيننا لقد أوجع قلبي ولا زال.. اشتقت لهن وللجميع!

ومع هذا الصباح، كنا نجمع أغراضنا أنا وأهلي من بيتنا الكبير في تل الهوى والتي دمّرها جيش الاحتلال ودمّر منزلنا فيه بوحشية.. وفق حديثنا في هذا الحُلم، كانت مرّتنا الأولى لعودتنا إلى البيت لنأخذ أغراضنا كنا نحفظ أماكن الاشياء التي عُدنا من أجلها، الملابس..

أخذنا الكثير من الملابس، أخذنا أنّا وأختى من ملابس أمي لنلبسها، لا يوجد ملابس في الأسواق.. كانت كعادتها ملابس جميلة راقية "على ذوقنا"، وكان البيت جميلاً نظيفاً كما اعتدناه.

بدأت أصوات النيران تعلو واستطعنا المغادرة.. أخذنا كل ما أردنا، لكننا لم نستطع أخذ البيت معنا..!!