www.almasar.co.il
 
 

د. ناجي بطحيش من مستشفى زيف في صفد: هناك تفاقم في حالات الاصابة بالصدفية بسبب الحرب‎

يشير الأطباء أن الأشهر الماضية شهدت ارتفاعا في تفاقم الصدفية وحدتها...

الأمل يتضاءل.. 20 ألف قتيل حصيلة زلزال تركيا وسوريا وما زال البحث جارياً عن ناجين

لا يتوقف عدّاد الموت عن الدوران في تركيا وسوريا منذ أن هز الزلزال...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

ناجي ظاهر: أربعة قرّاء.. وآلاف الكتب!

التاريخ : 2024-08-01 13:16:46 |



اجتذبني الكتاب وعوالمه الرحيبة منذ فتحت عينيّ عليه، ورأيت فيه صديقا لا ُيملّ، وعقلًا يضاف إلى عقلي، وفق تعبير جهبذ الادب العربي وكبيره أبو عثمان ابن بحر الجاحظ، وما زال هذا الاجتذاب مرافقا اياي، وسائرًا الى جانبي حتى هذه الأيام، وحتى يقضي الله امرًا كان مقضيًا، لهذا تحوّل كلّ مكتب لي في صحيفة عملت فيها او مجلة، إلى مكتبة، لفتت الأنظار خاصة انظار أولئك المحيطين بي، الامر الذي دفع المسؤولين في هذه الصحيفة او تلك المجلة لأن ينيطوا بي تحرير كلّ ما يتعلّق بالكتاب وأهله.
واذكر في هذا السياق ان إدارة تحرير صحيفة "الصنارة" التي عملت فيها نحو العقد من الزمان، أوكلت الي في واحدة من فتراتها الزاهرة، تحرير زاوية زيارة في مكتبة فلان، وقد كنت في هذا الاطار أقوم بزيارات أسبوعية لقارئ مميّز، واكتب عنه منوها الى العديد من النقاط، وقف في مقدمتها: ماذا تقرأ؟ وما هي الكتب الأقرب الى نفسك.. إضافة الى أسئلة تحفيزية مثل: لماذا تقرأ الكتب واي كتاب اثّر فيك اكثر من سواه حتى انه بإمكانك ان تدّعي انه كتابك المفضّل؟..
هذا الاهتمام بالكتاب دفعني لان اجد نفسي بين رفوف الكتب وفي المكتبات العامة والخاصة، بل يمكنني القول انه ربط فيما بيني وبين كل مَن أحب الكتاب ومكنتني الظروف من ان ارتبط به باصرة الصداقة، واذكر هنا بكثير من المودة ان الصديق الاديب الراحل فاروق مواسي ابن باقة الغربية كان دائم الحديث عن الكتب وأهلها، وانه ذكر في أكثر من لقاء وحديث معه، انه يوجد هناك أربعة قراء نهمين في البلاد، ابان تلك الفترة بالطبع، وكان يذكرهم بالترتيب التالي: نواف عبد حسن من بلدة مصمص، محمد حمزة غنايم من بلدته باقة الغربية، كاتب هذه السطور ناجي ظاهر من الناصرة، وهو( فاروق) ذاته.
فيما يلي اعود محلقا على اجنحة الذاكرة الى هؤلاء الأربعة، منوها ومذكرا اذا نفعت الذكرى.
نواف عبد حسن: كان نواف شاعر وكاتبا مترجما، قام بترجمة مسرحية عودة غودو للكاتب الايرلندي الشهير صموئيل بيكت. لم تتح لنواف الظروف المناسبة للاستقرار النفسي، فقد عاش عمرا صاخبا ما بين العمل اليومي الشاق وعشق الكتاب، أقول لم يعرف الاستقرار الا في سنوات عمره الأخيرة، عندما اوكل اليه مدير بيت التراث في الطيبة المرحوم صالح برانسي، صاحب الشخصية الوطنية المعروفة، القيام بمهمة تحرير مجلة كنعان، وأذكر بالمناسبة أنني دأبت على النشر في هذه المجلة ومما نشر لي فيها بكلّ الود كان قصتي " ست الحسن"، التي حاولت ان اغوص فيها في أعماق مدينتي الحبيبة الناصرة.
كان نواف كما سلف قارئا نهما، وكان جامعا جبارا للكتب، ومما اتذكره عنه انه كان الأول والسبّاق في زياراته لمعارض الكتب، فما ان تدخل قاعة العرض حتى تراه وقد راح يتصفّح هذا الكتاب او ذاك مقلّبًا صفحاته برقة أم عرفت كيف تتعامل مع وليدها. وطالما زرت نواف في بيته القائم في المدخل الشرقي لقريته مصمص، ودهشت بهذا الكتاب او ذاك من الكتب الصادرة مؤخرا في عالمنا العربي، كما عرفت من متابعتي لأخبار الكتب، وكان نواف جامعا محبًّا للكتاب، والمجلّات أيضا، فقد كان بإمكانك ان تطالع في مكتبته ارقى المجلات العربية مثل مجلة الكاتب المصرية، مجلة المجلة، مجلة الفكر المعاصر ومجلة العربي.
محمد حمزة غنايم: منذ ارتبطنا بآصرة الصداقة العميقة، وكان ذلك في السبعينيات الأولى، عرفت فيه قارئا جادًّا باحثًا عن الكتاب والمجلّة وكلّ ما يتعلّق بالكلمة في كل مكان يحطّ فيه رحاله، سواء محرّرًا مشاركًا في صحيفة مقدسية، الشعب مثلا، او متولّيا منصب رئاسة التحرير، في مجلة الشرق مثلا، او مشاركا في تحرير مجلة مشارف الأدبية الحيفاوية، وكان محمد قارئًا نهمًا ما إن يدخل هذه المكتبة او تلك، مكتبة الصفدي في الناصرة او مكتبة كل شيء في حيفا، حتى يأخذ في تناول ما يلفته من الكتب، واضعًا احدها فوق الاخر، غير حاسب لأي امر حسابًا، وعادة ما كان يغادر المكتبة وبين يديه مجموعة كبيرة من الكتب..
اقبال محمد هذا على الكتاب دفعه في فترات حياته الأخيرة لأن يخصّص لها الدور الأول من بيته، وكانت مكتبته عامرة بالكتب الأدبية الثقافية المتنوعة، وكان يقرأ كل يوم خمسين صفحة من هذا الكتابي او ذاك، وهو ما أخبرني به. في أيامه الأخيرة توجّه محمد الى قراءة الكتب العِلمية، كما اعلمني، وكان يقرا الكتب بالعربية والعبرية، وقد قام في هذا السياق بتحرير مجلة لقاء العربية العبرية، كما شارك في تحرير زاوية خاصة عن الادب العربي، في المجلة العبرية المشهورة " عيتون 77"، بتحرير الاديب العبري ايهود بيسر، إضافة الى هذا قام بتنفيذ اكثر من ترجمة لمؤلفات عبرية اشتهرت في تلك الفترة منها الزمن الأصفر تأليف دافيد غروسمان والعاشق لالف بيت يهوشوع، وفي المقابل قام بترجمة عدد من المجموعات الشعرية للشاعر محمود درويش منها " سرير الغريبة".
فاروق مواسي: فاروق أيضًا احب الكتاب وكانت أفضل ساعاته، كما ردّد امامي في اكثر من لقاء وحديث، هي تلك التي يمضيها في مكتبته العامرة مقلّبا صفحات هذا الكتاب او ذاك، وكان فاروق، ضمن هذا السياق، مركّزًا تركيزًا شديدًا في امرين. واذكر انني ما إن ذكرت، خلال احدى زياراتي له في بيته الفخم، كتابي ثورة الشعر الحديث للكاتب المبدع المصري عبد الغفار مكاوي وكتاب الفن عبر والمجتمع عبر التاريخ لارنولد هاوز بترجمة المثقف الكبير الراحل فؤاد زكريا، أقول ما ان ذكرت حينها هذين الكتابين، كلا منهما بجزأيه الهامين، حتى توجّه إلى أحد رفوف مكتبته وتناول كلًّا منهما على حدة عارضا اياه امامي.
ومما اذكره عن فاروق انه قام بتخصيص مساحة أساسية في بيته ليقيم فيها مكتبته العزيزة الغالية، وكان فاروق منظّمًا ومرتّبًا جدًا في حياته ومكتبته أيضًا، حتى انك ما إن كنت تذكر كتابا ما، حتى يتوجّه إلى أحد الرفوف التي يعرفها جيدًا ويتناوله مُدنيًا إياه منك وعارضًا إياه عليك. وقد امتازت مكتبته بأنها ضمّت جناحا خاصا للإصدارات المحلية، واعتقد ان هذا الجناح قد ضم معظم الإصدارات المحلية، وانه الاغنى في هذا المجال في طول البلاد وعرضها.
لن اكتب هنا عن رحلتي مع الكتاب، فقد سبق وكتبت هن هذه الرحلة متوقّفًا عند كلّ من محطاتها الكبيرة في كتابي حياض غثيم - سيرة ذاتية من خلال آخرين، واكتفي هنا بإشارة موجزة جدا هي انني ما إن فتحت عينيّ على الكتاب، حتى أحببته وتعلق قلبي به، وانني بذلت مجهودًا كبيرًا للحصول على ما سمعت به او قرأته عنه، وان هناك كتبا طال بحثي عنها حتى عثرت عليها مثل المؤلفات الكاملة لابي حيان التوحيدي- اديب الفلاسفة وفيلسوف الادباء كما وصفه ياقوت الرومي الحموي في معجمه للأعلام، وهو من ادباء القرن الرابع الهجري، القرن الأكثر ازدهارا في تاريخنا العربي التليد، وقد وضعت مجموعة شعرية استوحيتها من حياته الصاخبة ووحدته القاتلة، علما انه طالما ردّد قوله الشهير: ان اشد أنواع الغربة هي الغربة في الوطن وبين الاهل، واكتفي بهذا القدر مُحيلًا من يود الى مدخل هذه المقالة.

 

***
(في الصور المرفقة أدناه:
* رسم ناجي ظاهر بريشة ازهار عياد
* صورة نواف عبد حسن
* صورة محمد غنايم
* صورة فاروق مواسي)

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR