|
|
|
وفاء داري: إشكالية الغموض الدلالي في أصناف الأدب الحديثالتاريخ : 2024-08-31 16:33:23 |لو أردنا أن نطرح سؤالاً إشكاليًا كالتالي: ماذا نقصد هنا بالغموض الدلالي؟ هل هو تأويل أم تكثيف وإختزال؟ أم أنه يشير إلى (الأدب الوجيز)؟، إذ عمدنا باختصار التعريف به لربما كما أشار الأديب الجرماني بشكل مختصر بأنه: "تجويع اللفظ وإشباع المعنى".
في عصر العولمة والتكنولوجيا ونمط الحياة السريع، هل أصبح ميولنا للأدب الوجيز، أم فُرِضَ علينا حضوره في العصر الحديث؛ ليوفر علينا الوقت والجهد وحتى التفكير والتفكر لتميزه بالإيجاز الشديد، والذي شمل شتى أنواع وأصناف الأدب والأجناس الأدبية والفنون السردية والشعرية. أم أن الغموض الدلالي في أصناف الأدب و الأجناس الأدبية هو الذي ينتج عنه معان قيمة وعميقة ومؤثرة وفي الوقت نفسه؛ يثري القصيدة والسرد وينتج نصًا مدهشًا، يحث المتلقي على التفكير والتفكر والتحليل في إستنتاج الهدف والمغزى، وليس إبهامًا أو تعقيدًا لغويًا والذي لا طائل من ورائه. الغموض الدلالي على سبيل المثال في القصيدة النثرية الحداثية له سحر تعبيري رفيع، آلية اشتغال عميقة شفافة نابضة سحراً في رفع قيمة شعر قصيدة النثر الحداثية. حيث أصبح الغموض من أسياد و عناصر أصناف الأدب الحديث في شتى أصنافه الأدبية، والذي هو متأسس على علاقة تبادل أدوار بين شاعر/كاتب مرسل وقارئ متلق. وعليه تتجلى مظاهر الغموض الدلالي في عدة محاور منها: غموض الألفاظ، وغموض التراكيب، والموسيقى والمعنى والصورة، اذًا هو غموض دلالي له عناصره الأدبية ودلالاته وليس إبهامًا وتعقيدًا. أم نقصد الإختزال: الحذف لأجل الاختصار وليس الغموض، أي الإقتصاد في الكتابة وإستخدام العبارات القصيرة الدالة على المعنى بدلاً من العبارات الطويلة والزيادات والتفاصيل التي لا داعي لها، فيقوم بحذف ما لا فائدة منه، بغرض توفير الوقت والجهد وتسريع عملية الكتابة والتعبير عن كل ما يُريد الكاتب أو الشاعر صياغته، واقتطاع ما أراد منه البقاء في النص اللغوي سواء كان سردًا ،شعرًا ، نثرًا، وتحت أي مسمى لأي صنف أدبي. أم نقصد التكثيف: كمصطلح أدبى له خاصية جوهرية من خصائص الأدب، ويكون على المستوى الدلالي والبنائي. أما التكثيف الدلالي وهو: تحميل الكلمات وشحنها بالدلالات المتعددة، والتكثيف البنائي وهو: الإقتصاد اللغوي وعدم تحميل النص بكلمات زائدة عن حاجاته، ويشتبك التكثيف البنائي والدلالي اشتباكاً لا انفصال فيه بحيث يتحقق الإقتصاد اللغوي القائم على إزالة الحشو والزيادات مع التكثيف الدلالي وتكثير وتغزير المعنى في آن واحد. الخلاصة: حينما يندرج مسمى إشكال الغموض الدلالي تحت هذه العناصر الأدبية بكل أصنافها وأجناسها المكتنزة رغم اقتضابها وتحت أي مسمى (أدب وجيز) أم غيره من التسميات الحداثية الأدبية ومنها الحداثة الشعرية والنثرية، فهما مشروعا بناء منفتح على التجديد وهذا ينطبق أيضًا على جميع أصناف الأدب، مشروع مكمّل ومعبّر عن المشروع الحداثي العام المأمول. وبناءًا على كل ما ذكر سابقًا من تعريفات ودلالات ومقومات وعناصر أدبية مع التصور الحداثي الصحيح والتمسك بالصلة مع الجذور وأصالة اللغة العربية العريقة، ويزيد عن ذلك إحتواء الكتابة على الصور الشعرية الغنية ب (الاستعارة، الكناية، التشبيه) بتشكيل بديع وتناغم مع عمق الرمزية وجزالة المعنى ورشاقة القوام، مع وجوب تأثيث العمل الأدبي بآليات إمكانية قراءته رغم تحليقه في عالم الحداثة الأدبية. إذًا من وجهة نظري المتواضعة هو أسلوب أدبي فني جمالي إبداعي له مبدعوه في العصر الرقمي السريع والحداثة والعولمة، فهو السائد والدارج في أغلب أصناف الأدب اليوم لنكون أكثر شفافية وأقرب للموضوعية وللواقع. أما إذا كان الغموض الدلالي لمجرد الغموض الذي يفتقر كل العناصر والدلالات والمقومات والتعريفات، دون التمسك بالتراث العربي العميق والأصيل، ودون توصيل فكرة، رسالة، هدف، مغزى، مع الإبداع بالفن التعبيري والصور الجمالية وغيرها فلا يُلتفت له. يولد ضعيفًا مريضًا مهما طال عمره في خداج المنصات الإلكترونية وغيرها، مصيره الحكم عليه بالإعدام والموت سريعًا.
*** بطاقة تعريف بالكاتبة والباحثة وفاء شاهر داري: * من مواليد فلسطين قرية العيساويه قضاء شرقي القدس • كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية. • من مواليد العيساوية - قضاء القدس. • باحثة في اللغة العربية وآدابها. • حصلت على درجة الماجستير من أكاديمية القاسمي في باقة الغربية في الداخل الفلسطيني. و حصلت على مرتبة الشرف لتفوقها في دراستها الأكاديمية في الدراسات العُليا للتعليم والتعلُّم. - عضو مجموعة من الأندية الثقافية - عضو في الأكاديمية الدولية للشعراء والأدباء والمثقفين العرب - عضو في أكاديمية الأمم المتحدة الدولية للسلام - عضو في تجمع سفراء العلم والأدب والسلام الدولي - عضو في اتحاد لقاء الشعراء والأدباء والفنانين العرب في الوطن والمهجر بطاقة رقم ٩٢٠٠٩ - شاركت إصداراتها في عدة معارض دولية للكتاب عام ٢٠٢٣/٢٠٢٤، ومنها فلسطين والشارقة والقاهرة والعراق ومسقط. ** • المؤلفات : "صورة البطل في قصص أطفال فلسطين" : دراسة. مؤسسة شمس للنشر والإعلام،٢٠٢٣. "العنقاء تروي قصصًا وعبرًا" : - SHAMS-PUBLISHING- German- قصص. مؤسسة شمس للنشر،ألمانيا،٢٠٢٣. "جبر الخواطر".. نصوص أدبية وقصائد نثرية، دار الولاء للنشر والتوزيع ، مصر،٢٠٢٤. - "العقد الثمين من الذكر المبين" : مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة،٢٠٢٤.
"إطلالات" ديوان (قيد النشر) - القيم الأخلاقية في مناهج كتب اللغة العربية للمراحل الإعدادية، دراسة، (قيد النشر). وأصدرت عدة مقالات أدبية وقراءات تحليلية نشرت على صعيد واسع في الجرائد والمجلات الإلكترونية والورقية والمنصات والمجموعات الأدبية والثقافية الإلكترونية.
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |