www.almasar.co.il
 
 

د. روز اليوسف شعبان: صمتي!!

صمتي ضجيجٌ يؤرّقُ الليلَ تنزف النجومُ ألما تتوارى غضبا تتحاور...

د. رفيق مصالحة: من يوميات طبيب في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة

كان يوم خميس من الاسبوع الثالث من شهر أغسطس من العام الواحد والعشرين...

د. هيفاء مجادلة: خبر صادم لا يصدّق!

أحاول أن ألملم روحي منذ وصلني الخبر الفاجع، تفجير سيارة الأستاذ زياد...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

د. محمود علي جبارين: بين أروقة المدارس (٢)

التاريخ : 2024-11-06 17:53:46 |



 

البيداغوجيا: فن التدريس
قد يستبعد البعض فكرة ارتباط الفن بالتدريس، ولكن الحقيقة هي أننا نتعامل مع الفن يوميًا من خلال: ابتسامة نستهل بها يومنا، وافتتاحية صباحية جميلة ومعبرة، وإنتاج وسائل فنية للإيضاح، وجذب الطلاب بطريقة وأسلوب قصصي أو طرح سؤال يثير التفكير والانتباه، وربط المادة بالواقع بأساليب عديدة، واستعمال تشبيهات قريبة من عالم الطالب، وتبسيط المادة بالتفاعل وإثارة التفكير وطرح الأسئلة الذكية، والاهتمام بالطلاب الذين لا يتفاعلون بشكل دائم وتحفيزهم على المشاركة، وتحضير البرامج وخطط التداخل، ومتابعة تقدم الطلاب، وطرق التدريس الملائمة، وتفريد التعليم، ومراعاة الفروق الفردية، ونهاية درس تثير الاهتمام بالدرس القادم.
كل هذا يحتاج إلى خبرات كبيرة وإبداعات كثيرة توصف بالبيداغوجيا، والتي نعرفها بـ "فن التدريس".
هي فنون يمارسها المعلم، قد يكتسبها من خلال دراسته الجامعية أو تجربته الغنية. إنه الفن بحد ذاته؛ إنه المعلم صاحب تعابير الوجه المتقلبة حسب تفاعل الطلاب، فتارة يعبر عن الرضا، وتارة يعبر عن عدم الرضا، وتارة يعبر عن ما بينهما بحركات تدل الطالب على أنه بين الصحيح والخطأ. إنه الصوت والتحكم بدرجته، تارة يخفت وتارة يرفع كلحن يتمشى مع تفاعل الطلاب. إنه تغيير نغمات الصوت مع الأحداث، فيصدر أصوات تثير الفرح وأصوات تثير الحزن بآنٍ واحد. إنه الوقوف أمام الطلاب والتحرك حسب التفاعل. إنها الدبلجة والترجمة والتخفيف والتثقيل، إنها مخارج الحروف والحركات. إنه الخط الجميل والرسم الجميل، إنه الواعظ الموجه والمعلم للقيم، إنه القاضي والمصلح وصاحب الحلول، إنه الوسيط. إنه صاحب العبارات المنتقاة حين يتحدث مع الطلاب أو مع الأهل أو مع أي جهة مختصة. إنه المتيقظ للجميع دون استثناء.
إنه صاحب النظام والقوانين والتعليمات، إنه المسؤول عن رفاهية الطالب.
إنه المعلم الناجح والفنان الذي يتعامل مع تلك المساحة المحصورة بين مقاعد الدراسة واللوح المعلق على الحائط كخشبة مسرح يقدم من خلالها شتى أنواع الفنون؛ فهو راوي ورسام وخطاط وخطيب ومونولوجست ولاعب وساحر. هو القائد، هو القدوة، هو المبتكر، هو النشيط، هو صاحب الأفكار والمبادرات، هو المسؤول عن التحصيل والمشاعر، هو الراعي المتيقظ لكل حركة، ودور، ولكل همسة وكلمة. ينظر بعيون الأب، والمنبه، والأخ، والمحذر، والصديق، والناصح، والمربي، والواعظ.
يقول الدكتور الدمرداش سرحان: "المعلم لا يعلِّم بمادَّتِه فحسب، وإنما يعلِّم بطريقتِه وأسلوبِه وشخصيته وعلاقاته الطيبة مع تلاميذه، وما يضربُه لهم من قُدوة حسنة ومثلٍ أعلى."
أيها الزملاء:
ليس منا من لم يراعِ الفوارق الفردية بين الطلاب.
ليس منا من لا يجيد فنون التدريس الفعال.
ليس منا من لا يتفاعل مع الطلاب ويحترم قدراتهم.
ليس منا من لا يثير تفكير الطلاب ويحفزهم على التعلم.
ليس منا من لا يحتوي الطلاب ويتفهم تصرفاتهم.
ليس منا من لا يجيد الرعاية الفردية.
ليس منا من لا يكون قدوة حسنة لطلابه.
ليس منا من لا يبادر ويبتكر.
ليس منا من لا يدرك أن مسؤوليته بالتربية والتعليم تفوق كل المسؤوليات.
ليس منا من لا يعرف حق الطالب ويراعي خلفيته الاجتماعية.
ليس منا من لا يهتم لطالب أطرق إلى الأرض، وحنى ظهره كأنه القوس، صمتًا وخجلًا.
ليس منا من لا يستمع لصوت ضئيل نحيل تقطع خوفًا.
أيها الصحب:
إن البيداغوجيا بفنونها وإبداعاتها تقودنا إلى هندسة المحتوى، وتتحرك بحركة الطرب. لأن التفاعل مع الطلاب بشتى أنواع الفنون هو الوسيلة الناجعة لإقحام أكبر عدد ممكن من الطلاب داخل دائرة التعلم النشط، والذي يفتح لنا آفاقًا تساعدنا في تطوير العملية التعليمية من خلال التجارب الفعلية بالميدان والحقل. هي الشعلة التي تضيء لنا الطريق نحو وضع الأهداف وتطويرها، فهي وليدة الممارسات التفاعلية، وحلم يراودنا، وهمس ينادينا، وبوح للشركاء، وتوافق مع الأقران، وصياغة مع الطواقم. هي منظومة هندسية متكاملة تحتاج إلى تصميم وتنسيق وتنظيم ومعايير.
إن هندسة المحتوى جزء مهم في البيداغوجيا، لأن تنظيم الأدوار وتنسيق المعطيات وتوزيع المهام يحتاج إلى فن هندسي دقيق يراعي كل الأرقام والكلمات والمؤثرات النفسية والاجتماعية، الذي يوصلنا إلى الإتقان. وهو التعامل بمعايير عالية الجودة تفيد السيطرة والاستحواذ على المادة والطريقة الفاعلة والأسلوب المتقن.
إذا هندست نشاطك، فأنت قائد.
وإذا درّست بحركة الطرب، فأنت مبدع.
وإذا وجهت بدقة الرسام، فأنت بارع.
وإذا مارست بموهبة المسرح، فأنت فنان.
وإذا تفاعلت مع المؤثرات النفسية، فأنت راقٍ.
وإذا انسجمت مع الأعراف الاجتماعية، فأنت مطّلع.
وإذا دمجت تفريد التعليم كسيمفونية صفية، فأنت عبقري.
وإذا أتقنت الدور كله، فأنت نجم من نجوم البيداغوجيا.

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR