وقد صدحت مآذن دمشق ومساجدها بالتكبيرات والتهليلات، في ظل أجواء احتفالية بساحة الأمويين بالعاصمة، في وقت دعت فيه المعارضة النازحين السوريين المهجّرين للعودة الى ديارهم!

وبثّ التلفزيون الرسمي السوري عبارة "انتصار الثورة السورية العظيمة" على شاشته، بعيْد إعلان الفصائل المعارضة صباح اليوم الأحد، عبره إسقاط "الطاغية" بشار الأسد، داعية المواطنين والمقاتلين للحفاظ على ممتلكات الدولة.

وأطلت مجموعة من المعارضة من تسعة أشخاص عبر شاشة التلفزيون الرسمي من داخل استوديو الأخبار. وتلا أحدهم بيانا نسبه الى "غرفة عمليات فتح دمشق"، أعلن فيه "تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام".

وبثّت بعد ذلك بشكل متواصل شاشة التلفزيون السوري الرسمي عبارة كتبت فوق خلفية حمراء: "انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم".

هذا وكانت تطورت الأحداث السورية بشكل متسارع مساء أمس السبت، حيث سيطرت فصائل المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق بعد مدينتي حمص والقصير، ونقلت وكالة رويترز عن ضابطين سوريين ان الرئيس بشار الأسد غادر البلاد لوجهة غير معلومة. واعلنت "إدارة عمليات المعارضة" انها سيطرت على مبنى الاذاعة والتلفزيون السوري في دمشق، وانه تم فتح ابواب السجون والمعتقلات ومنها سجن صيدنايا .

وقال رامي عبد الرحمن - مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، ان الاسد غادر مطار دمشق الدولي على متن طائرة خاصة في تمام الساعة العاشرة مساء. واضاف المرصد انه بعد مغادرة الاسد تم إصدار المعلومات للموظفين في المطار بالمغادرة وللعسكريين انه تم تسريحهم وقيل لهم "ان النظام سقط".

وقالت ادارة العمليات ان "الشعب السوري الحر أسقط بشار الأسد"، واعلنت انها بدأت السيطرة على المواقع المفصلية.

وذكرت مصادر من المعارضة المسلحة ان ضباط وعناصر النظام انسحبوا من مقر وزارة الدفاع وقيادة الأركان في العاصمة دمشق ومجلس الشعب، فيما أعلنت المعارضة المسلحة أنها سيطرت على مبنى الإذاعة والتلفزيون، بينما تحدثت وسائل إعلام سورية عن اندلاع اشتباكات وإطلاق نار بمحيط بلدة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.

وذكرت مواقع سورية أن جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي قد توقفت وتم إخلاؤه من العاملين.

وفور ورود المعلومات عن مغادرة الاسد تقاطر سكان دمشق الى ساحة الامويين كبرى ساحات العاصمة للاحتفال، وكذلك فعلوا في باقي المحافظات.

وصدحت مآذن جوامع دمشق بالتكبيرات والتهليلات، وذلك بعد دخول قوات المعارضة إلى المدينة ومغادرة الرئيس إلى وجهة غير معلومة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن احد المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني اعترافه بأن المعارضة السورية المسلحة دخلت العاصمة دمشق وقوات النظام انسحبت منها.

وتداولت صور لهروب جماعي وفوضى داخل المطار. واكد المرصد سماع اصوات إطلاق نار في دمشق .

وأعلنت "إدارة العمليات العسكرية " المعارضة دخول قواتها الى العاصمة دمشق، وسط رصد عمليات انسحابات واسعة لقوات الجيش السوري من مواقعها في قلب العاصمة، ودوي اصوات اطلاق نار كثيف واشتباكات عنيفة.

ونقلت رويترز عن مصدرين في الفصائل انها دخلت دمشق دون وجود مؤشرات على انتشار للجيش.

وقالت "الإدارة العسكرية" إنها دفعت بمزيد من التعزيزات من الشمال والجنوب إلى قلب العاصمة، وسط انهيارات كبيرة لقوات الجيش، حيث شوهدت اعداد كبيرة من المجندين والعساكر تغادر مقارها. ورصدت تسجيلات مصورة عددا من الجنود يقومون باستبدال ملابسهم العسكرية بمدنية ويتركون اسلحتهم، ويغادرون مقارهم من عدة مواقع منها وزارة الداخلية.

وكانت القوات المعارضة السورية انسحبت من كامل أحياء حمص تحت ضغط الفصائل المعارضة التي حشدت قواتها قرب المدينة قبل دخولها في اليوم الثاني عشر من اطلاق ادارة العمليات العسكرية عملية "ردع العدوان" وبعد ايام من الاشتباكات في ريفها الشمالي خصوصا، حيث كانت تعتبر ام المعارك لما لها من اهمية كونها تعتبر نقطة الوصل بين دمشق ومدن الساحل السوري.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر من القوات السورية أن قافلة كبيرة من أرتال الجيش المنسحب من حمص وصلت إلى جسر القصير.

وأكد ضابط كبير أن قادة الجيش والأمن غادروا مطار الشعيرات في حمص متوجهين إلى مطار اسطامو في اللاذقية على الساحل بمروحيات، بعد اخلائها عدداً من الأفرع الأمنية وانسحابها من مبنى قيادة الشرطة وفرع الأمن السياسي والسجن المركزي . وفي منشور على تلغرام، قال حسن عبد الغني القيادي في الفصائل المعارضة إنه يجري "الآن التوغل في أحياء المدينة وتمشيطها استعدادا لإعلانها محررة بالكامل"، مضيفا في منشور آخر أن الفصائل تمكنت "من تحرير أكثر من 3500 سجين من سجن حمص العسكري".

وقالت مصادر محلية انه تم الاتفاق بين قادة الفصائل المعارضة والقادة العسكريين على السماح لهم بالانسحاب دون اطلاق نار، ونشر ناشطون تسجيلات مصورة لانسحاب العشرات من الاليات من مدينة حمص، كما نشرت صفحات عدة تسجيلات أظهرت احتفالات سكان المدينة بدخول المعارضة المسلحة. وتركزت الاحتفالات خصوصا في ساحة الساعة ذات الرمزية الخاصة التي كانت مركزا للاحتجاجات منذ العام 2011.

من جهته، وصف القائد العام لإدارة العمليات للمعارضة المسلحة أحمد الشرع الملقب أبو محمد الجولاني سيطرة القوات على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، بـ"الحدث التاريخي".

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن "فصائل المعارضة دخلت إلى مدينة حمص، بعد انسحاب القوات الأمنية والجيش من آخر مواقعهم فيها"، مضيفا كذلك أن "مئات السجناء خرجوا من سجن حمص المركزي". (وكالات عالمية ومواقع إخبارية عربية)