وشهدت مناطق مختلفة في شمال الضفة الغربية المحتلة، مواجهات واشتباكات مسلحة وتفجير عبوات ناسفة، خلال التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسجلت خلاله المواجهات إصابة جندي إسرائيلي برتبة عقيد، إلى جانب إصابة واعتقال عدة فلسطينيين.

والشهداء الثمانية في مخيم طولكرم ومخيم نور شمس منذ فجر الثلاثاء هم: خولة عبدو، براءة الشيخ علي، عمران حارون، جمعة سالم، مهيمن الأخرس، قصي عكاشة، محمود أعمر، فتحي سالم.

هذا وأصيب قائد جيش الاحتلال في منطقتي طولكرم وجنين، وذلك في انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية، أقلت كذلك قائد فرقة "يهودا والسامرة" (الضفة) في جيش الاحتلال.

وأقر جيش الاحتلال بأنه "خلال عملية عسكرية في طولكرم، وقع انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية عسكرية من نوع ‘دافيد‘ تواجد فيها قائد فرقة ‘يهودا والسامرة‘، العميد يكي دولف، وقائد ‘لواء منشيه‘ (لواء طولكرم وجنين)، العقيد أيوب كيوف، الذي أصيب جراء الانفجار".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قائد "لواء منشيه" أصيب بجراح متوسطة الخطورة ونقل لتلقي العلاج الطبي؛ وادعى أن "باقي أفراد الطاقم العسكري الذين كانوا في الآلية لم يتعرضوا لأي إصابة".

وأضاف: "كان في السيارة قائد فرقة الضفة العميد ياكي دولف، وقائد لواء جنين وطولكرم في الجيش العقيد أيوب كيوف الذي أصيب بالانفجار، وتم إجلاء قائد اللواء وحالته متوسطة لتلقي العلاج، وأبلغت عائلته".

وفي بيان صدر عنها، قالت حركة حماس إن "استمرار الاحتلال في عدوانه على الضفة الغربية وتصعيده لسياسة اغتيال المقاومين، إلى جانب حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، لن يؤثر على عزيمة المقاومة التي ستواصل نضالها نحو التحرير".

وأضافت الحركة أن "دماء شهداء طولكرم وكافة شهداء الشعب الفلسطيني تمثل نورًا يضيء طريق النضال والانتصار"، مشددة على أن هذه التضحيات لن تذهب سدى. كما أكدت أن صمود "الشعب الفلسطيني وعزم المقاومة سيجبران الاحتلال على "دفع ثمن جرائمه المستمرة".

واستشهد ريان حسام بني عودة (17 عاما) من بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية المحتلة، متأثراً بجراحه التي أصيب بها بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء على البلدة، كما أصيب شاب آخر بجروح وصفت بالحرجة.

وأصيب فلسطينيان بجروح حرجة، الأربعاء، جراء قصف نفذه الاحتلال الإسرائيلي من طائرة مسيرة على بلدة طمون جنوب شرق طوباس، بينما تجددا الاشتباكات في عدة محاور في محافظتي طولكرم ونابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بإصابة مواطنين جراء عملية القصف، حيث تم نقلهما إلى المستشفى، وأعلن عن اسشتهاد أحدهما لاحقا.

واقتحمت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، البلدة بعدة دوريات عسكرية برفقة جرافة بعد خروجها من حاجز بوابة عاطوف شرقي البلدة، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة على علو منخفض.

وقالت سرايا القدس-كتيبة طوباس، في بيان، إنه" بعد عودة الاتصال بإحدى تشكيلاتنا القتالية في سرية طمون، أكدوا لنا تمكنهم من إيقاع قوات الاحتلال في كمين مركب بمحيط نادي طارق في بلدة طمون". وأضافت: "تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار في جيب عسكري وإعطابه، وتحقيق إصابات في جنود العدو، كما تمكن أبطالنا من الاشتباك مع قوات الإنقاذ، من مسافة قريبة، محققين إصابات مؤكدة".

وفي جنين، أعلن الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، اليوم الأربعاء، مقتل النقيب حسن عبد الله مرتب جهاز المخابرات العامة، متأثرا بجروحه التي أصيب بها قبل أيام، بعد استهدافه بطلق ناري خلال الاشتباكات في مخيم جنين.

وقال العميد رجب في بيان إن "هذه الجريمة النكراء التي طالت أحد أفراد المؤسسة الأمنية، وهو الشهيد الثالث منذ انطلاق حملة "حماية وطن"، لن تزيد قوى الأمن إلا إصرارا وعزيمة على مواجهة كل من يحاول تهديد أمن الوطن أو التمرد على سيادة القانون".

وشدد على أن "الأجهزة الأمنية ستواصل وبكل ما اوتيت من قوة، العمل لفرض النظام والقضاء على الفوضى وحماية أمن شعبنا مهما كانت التضحيات".

ودعا العميد رجب "كافة المواطنين إلى الوقوف صفا واحدا مع الأجهزة الأمنية، وتقديم الدعم والتعاون الكامل في ملاحقة هؤلاء المجرمين، لضمان تحقيق الأمن والاستقرار في وطننا الحبيب".

في المقابل، صرح متحدث باسم "كتيبة جنين" في مقطع مرئي نشر، مساء الإثنين، أن "الكتيبة حريصة على عدم إراقة الدم الفلسطيني، لكن هناك قيادات في السلطة الفلسطينية قدمت مصالحها على حساب الدم الفلسطيني"، وفق تعبيره.

وأجمعت الفصائل الفلسطينية على "ضرورة إنهاء حصار المخيم ووقف نزيف الدم وملاحقة المقاومين، والاحتكام لطاولة الحوار الوطني"، وسط تأكيدات أنّ "ما يجري يتماهى مع أهداف الاحتلال الإسرائيلي".

وأعلنت قوى سياسية، ومؤسسات أهلية وحقوقية، وشخصيات وطنية وحقوقية ومجتمعية، إطلاق مبادرة "وفاق"، بهدف احتواء "الأزمة الراهنة" في جنين ومخيم جنين، ووضع أسس لعلاقات وطنية متينة ومستدامة.

يذكر أن مساعد أول ساهر فاروق جمعة ارحيل مرتب الحرس الرئاسي، ورقيب أول مهران قادوس، مرتب الشرطة الفلسطينية، قتلا قبل أيام خلال العلمية الأمنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية في جنين ومخيمها.

وتستمر منذ أكثر من أسبوعين اشتباكات عنيفة في المخيم بين المقاومين وأجهزة الأمن الفلسطينية؛ في أعقاب حملة أمنية أعلنت عنها الأخيرة لملاحقة من وصفتهم بـ "الخارجين عن القانون"، وأدت لوقوع 5 ضحايا، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين ومطارد لجيش الاحتلال الإسرائيلي.