www.almasar.co.il
 
 

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الحالية ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

قصص الاسرى المحررين: أربعون عامًا من الأسر.. محمد الطوس أيقونة نضال لا تنضب!

التاريخ : 2025-01-26 19:22:50 |



بيت لحم 26-1-2025 وفا- وعد الكار: بصوت يغمره الفرح الممزوج بالحزن، تحدث ثائر الطوس عن لحظة تحرير والده الأسير محمد الطوس، قائلاً: "شعورنا بالفرح لا يوصف، إنها فرحة عظيمة، لكنها ناقصة، فقد غابت عنها والدتنا التي لطالما انتظرت هذه اللحظة، لكنها رحلت قبل أن تراها تتحقق".

محمد الطوس، أحد أبرز رموز النضال الفلسطيني، خرج من ظلمات الأسر يوم 25 يناير 2025 (أمس)، بعد أربعين عامًا متواصلة قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي. غادرها ليجد أن الحياة التي تركها قبل عقود قد تبدلت، وأن الكثير ممن كان عزيزًا عليه لم يعد موجودًا. لكن شجاعة الطوس وصموده جعلاه أيقونة للحرية، ليس فقط لعائلته، بل لشعبه بأسره.

غياب والدته غصة لا تندمل

يروي ثائر عن والدته التي توفيت عام 2015: "كانت أمّي تعيش على أمل رؤية والدي محرّرًا، لكنها أصيبت بجلطة حادة في عام 2014، حين علمت أن والدي لم يكن ضمن المفرج عنهم في صفقة التبادل في العام ذاته. دخلت بعدها في غيبوبة استمرت عامًا كاملاً حتى وافتها المنية".

كان غياب والدته أحد أثقل الأعباء التي حملها ثائر وإخوته خلال سنوات الانتظار الطويلة. يقول: "كانت أمّي تُعاني بصمت، ولكننا كنّا نعلم أنها تستمد القوة من أملها المستمر. رحيلها كان ضربة قاسية لنا جميعًا".

لقاء بعد أربعة عقود

يشير ثائر إلى أن فرحة الإفراج عن والده تخللتها مشقة أخرى، إذ لم تسمح سلطات الاحتلال بعودته إلى أرض الوطن، وتم نفيه إلى الخارج.

ويضيف: "أخي شادي غادر إلى الأردن ومنها إلى مصر للقاء أبي بعد أربعين عامًا من الفراق. هو اللقاء الأول لهما منذ أن كان طفلًا لم يتجاوز عمره سنوات عدة".

ثائر نفسه لم يتمكن من رؤية والده سوى في الزيارات داخل السجن، ويصف هذه اللقاءات بأنها كانت "قصيرة ومليئة بالشوق المكبوت".

ويتابع: "أن تعيش حياتك كلها وأنت لا ترى والدك إلا من وراء الزجاج، أو تحت مراقبة حراس الاحتلال، أمر يفوق قدرة الإنسان على التحمل".

رفيق الأسر يحكي القصة

رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية، عيسى قراقع، الذي كان رفيقًا للأسير محمد الطوس في فترة اعتقاله عام 1987، يتحدث عنه قائلاً: "محمد الطوس، الذي أطلق عليه الأسرى لقب 'الشهيد الحيّ'، هو أكثر من مجرد أسير. حكايته تصل إلى مرتبة الأسطورة".

يستذكر قراقع تفاصيل المجزرة التي استهدفت مجموعة الطوس الفدائية عام 1985، قائلاً: "كانت مجزرة بدم بارد، استهدفت فيها قوات الاحتلال السيارة التي كانت تقل محمد ورفاقه. اعتقد الجميع أن محمدا قد استُشهد مع أفراد مجموعته، لكنّه نجا من الموت بأعجوبة، رغم إصابته بجروح خطيرة".

قصة من الجبال إلى الأسر

وُلد محمد الطوس في قرية الجبعة بمحافظة بيت لحم عام 1955. نشأ في عائلة فلسطينية مناضلة، جعلته يؤمن بقضية الوطن منذ نعومة أظافره. انضم إلى صفوف حركة "فتح" في شبابه المبكر، وسرعان ما برز كقائد ميداني لمجموعة "جبل الخليل"، التي اشتُهرت بجرأتها وعملياتها الفدائية النوعية ضد الاحتلال.

في السادس من أكتوبر عام 1985، تعرضت مجموعته لكمين عسكري محكم نصبه جيش الاحتلال في منطقة الخليل. خاض الطوس ورفاقه معركة شرسة انتهت باستشهاد أربعة من رفاقه واعتقاله بعد إصابته بجروح بالغة.

يصف قراقع اللحظات التي تلت الاعتقال: "قيدوه وهو ينزف، ثم انهالوا عليه بالضرب. كان هدفهم قتله، لكنه صمد بطريقة لا تصدق".

الأسر: ساحة أخرى للنضال

داخل السجن، تحوّل الطوس إلى رمز للنضال الفلسطيني. يقول قراقع: "لم يكن مجرد أسير، بل قائدا داخل الحركة الوطنية الأسيرة، فقد قاد العديد من الإضرابات عن الطعام التي هدفت إلى تحسين ظروف الأسرى وانتزاع حقوقهم".

ألف الطوس كتابين خلال فترة اعتقاله، أحدهما بعنوان: "عين الجبل"، وثّق فيه سيرته الذاتية ونضاله مع رفاقه الشهداء، والآخر بعنوان: "حلاوة ومرارة"، استعرض فيه تفاصيل الحياة الاعتقالية.

معاناة العائلة: صمود في وجه الاحتلال

لم تقتصر معاناة محمد الطوس على سنوات الأسر فقط، بل امتدت إلى عائلته التي دفعت ثمنًا باهظًا، فقد هدمت قوات الاحتلال منزلها ثلاث مرات، وهاجمت جنازة شقيقته نايفة الطوس، كما تعرضت قريته لمحاولات تهجير متكررة.

يتحدث ثائر عن الصعوبات التي عاشوها كعائلة: "كان الاحتلال يظن أنه يستطيع كسر إرادتنا من خلال الضغط علينا، لكنّنا كنا نقف صامدين، نستمد قوتنا من صمود والدي داخل السجن".

صفقة التبادل وانتظار الحرية

محمد الطوس كان واحدًا من بين 21 أسيرًا اعتُقلوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993، ورفض الاحتلال الإفراج عنهم رغم مرور العديد من صفقات التبادل. في عام 2014، تنصل الاحتلال من اتفاق للإفراج عن دفعة من الأسرى القدامى، ما أحبط آمال الكثيرين، بمن فيهم الطوس وعائلته.

لكن في 25 يناير 2025، جاءت الحرية أخيرًا. تم الإفراج عن الطوس ضمن صفقة تبادل، لكنها كانت مشروطة بإبعاده عن فلسطين.

يصف قراقع هذا القرار بأنه "محاولة أخرى من الاحتلال لمواصلة معاقبة الطوس وعائلته، حتى بعد الإفراج عنه".

رمز الصمود الفلسطيني

رغم كل ما عاناه، يظل محمد الطوس رمزًا للصمود الفلسطيني. يقول قراقع: "محمد هو تجسيد حي للإرادة التي لا تنكسر. لقد واجه الموت، والأسر، وفقدان الأحبة، لكنه بقي ثابتًا كالجبل الذي انطلق منه".

أما ثائر، فيختم حديثه بأمل جديد: "حرية أبي هي بداية جديدة لنا جميعًا. سنواصل العيش كما علّمنا هو، بإيمان لا يتزعزع بأنّ الحق لا بد أن ينتصر".

ويضيف أن محمد الطوس الذي عاش طفولته مقاتلًا وشبابه أسيرًا، يخرج اليوم ليؤكد أن النضال الفلسطيني مستمر، وأن إرادة الحرية أقوى من كل قيد.


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR