1. المظاهرة القطرية التي انطلقت يوم السبت الاخير ضد العنف والجريمة هناك من اعتبرها انها لم ترتقي للمستوى المطلوب وهناك من اعتبرها مظاهرة جبارة ، من وجهة نظري أنا اعتبرها صرخة مدوية في وجهة السلطة للتحرك وعلى خلفيتها جاءت دعوة وزير الامن القومي حاييم كاتس ومفوض الشرطة للالتقاء بأعضاء الكنسيت ورؤساء السطات المحلية من المجتمع العربي .

2.المشاركون في المظاهرة غالبيتهم من خارج ام الفحم هذه المدينة العريقة والاسم الحركي لفلسطين التي يبلغ تعدادها ال 60 ألف نسمة فلو خرج الجمهور الفحماوي بأكمله خاصة في ظل استفحال الجريمة في ام الفحم لكانت مظاهرة جبارة .

3.هناك من اعتبر العزوف عن المشاركة الى أزمة في القيادة فلو عدنا الى المظاهرة التي جرت في مدينة باقة الغربية على خلفية مقتل مدير المدرسة لوجدنا أن باقة الغربية خرجت عن بكرة أبيها فكانت مظاهرة جبارة ، فحدث مقتل مدير المدرسة هز باقة والجريمة التي حصلت في ام الفحم مؤخرًا هزت المدينة أيضا فلماذا لم تخرج جماهير ام الفحم عن بكرة ابيها ؟! مع العلم أن القيادة التي دعت الى المظاهرتين هي نفس القيادة :سلطة محلية ، لجنة شعبية وأحزاب وحركات اجتماعية وسياسية فلماذا نجلد القيادة باتهامات باطلة؟!

4.تقديم التعازي واجب اجتماعي يخفف من الم المصائب وهذا امر جيد ومحمود فقبل أسبوع كان في ام الفحم 13 بيت عزاء في آن واحد بسبب حالات وفاة مختلفة وكمشارك في تقديم واجب التعازي ومراقب لاحظت الكم الهائل من الوافدين الى بيوت العزاء فهل واجب المشاركة في مظاهرة ضد العنف والجريمة هو اقل أهمية من واجب تقديم التعازي في بيوت العزاء مع أن الواجب في الحالتين ضروري لوحدتنا ونسيجنا الاجتماعي ؟؟!!

5. الأسئلة التي تطرح هل تجسدت لدى الكثير من الناس ثقافة الخوف من المشاركة في المظاهرات ؟أم أن المظاهرات لا تجدي نفعا ؟ أم خلونا بعيدين حفاظا على مصالحنا ؟ أم أم أم .... وغيرها من الأسئلة مع العلم أن جميع المظاهرات التي تنظم هي مظاهرات مرخصة وهذا حق أساسي لنا في حرية التعبير عندما تقع جريمة او يحصل عدوان على شعبنا الفلسطيني

6. هناك من يلوم الأحزاب والقيادات بأنها كبلت الحراك الفحماوي الذي انطلق عام 2021 كما يلقي اللوم على القيادات لتخليها عن المعتقلين في هبة الكرامة.

في هذا السياق يمكن القول أن أي شعب في العالم لديه أحزاب وحركات لها برامجها وفعاليتها معروفة للقاصي والداني ونحن الجماهير العربية في هذه البلاد لا نتخلف عن الشعوب الأخرى لدينا أحزاب وحركات اجتماعية وسياسية ، فمع احترامي للقيمين في ذلك الوقت على هذا الحراك فمن وجهة نظري أن الحراك كان بمثابة هبة لا يستند الى برنامج وقيادته غيرمبلورة كما في الأحزاب السياسية فبدلا من تنظيم نفسه وطرح برنامج واضح للمنتسبين له ذهب الى مقارعة الأحزاب السياسية بدلا من تعزيز الوحدة معها بل للأسف وصل الحد أن يقوم البعض في احدى المظاهرات بمحاولات لمنع رئيس لجنة المتابعة الذي يمثل الجماهير العربية في الداخل من الحديث لذلك من الطبيعي أن خطوات كهذه حتما سيؤدي الى تلاشي هذا الحراك .

7. لا شك أن تسييس الشباب من خلال الانتساب للأحزاب والحركات السياسية يطور من شخصيتهم ويحميهم من التورط في العنف والجريمة ومن قمع السلطة ومن القرارت الفردية لتي تعود عليهم بالضرر.

8. معظم الأقليات في العالم تجدها موحدة لان وحدتها هو الدرع الواقي لها.

لذلك على جماهيرنا العربية في الداخل أن تكون موحدة لدفع المخاطر ولتستطيع أن ترسم مستقبلها بنفسها رغم المخططات السلطوية التي تحاك ضدها .