محللون سياسيون: فوز محمد مرسي سيؤثر على قضية فلسطين وينهي الحصار على غزة ويربك قرارات إسرائيل

التاريخ : 2012-06-25 14:00:24 |

أكد عدد من المحللين السياسيين أن فوز مرشح حركة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي سَيُعجل في إنهاء الحصار على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس التي تعتبر الامتداد الطبيعي للإخوان، مشددين على أن مصر ستعود إلى دورها الريادي في المنطقة بعد سنوات من التراجع. ويرى المحلل السياسي الدكتور ناجي شراب أن "فوز محمد مرسي برئاسة مصر يمكن أن يقرأ بأكثر من منظور وكان لا بد من فوز مرشح الإخوان المسلمين لأنه وفي الفترة الأخيرة كان هناك مفاضلة بين مصر والإخوان"، مبيناً أن هذا ما ظهر في لقاءات الإخوان مع القوى الليبرالية قبل الفوز.

وأشار إلى أن الرئيس المصري الجديد يعكس قوة التيار الإسلامي في الشارع المصري، ويدلل على تراجع القوى الليبرالية، لافتاً إلى أن "الإخوان حصلوا على 13 مليون صوت من أصل 50 مليون صوت، أي بنسبة ربع الأصوات تقريباً"، وقال: "يجب أن يجسد مرسي الأمة المصرية والشعب المصري بأكمله". وأوضح شراب أن الإخوان نجحوا في جني ثمار الثورة المصرية وتوظيفها بالشكل الصحيح، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية ثابت من ثوابت السياسة المصرية، وأن فوز الإخوان سيكون له تداعياته على غزة لوجود حركة حماس التي تعتبر امتداداً للإخوان المسلمين في مصر.

وبين أن فوز مرشح الإخوان سيرفع الحصار عن غزة بشكل متوازي مع إنهاء حالة الانقسام، حيث سيعطي الرئيس الجديد القضية الفلسطينية أهمية، مشدداً على أن حركة حماس بإمكانها أن تلعب دورا كبيراً في هذا السياق. وأكد على أن أحد أهداف الثورة المصرية أن تعود جمهورية مصر العربية إلى دورها الريادي في المنطقة، لافتاً إلى أن ما حدث سينعكس على التهدئة مع إسرائيل وسيتراجع خيار المقاومة؛ لأن مصر ستفضل الهدوء لأن التصعيد في غزة لن يكون في صالحها، وأن إسرائيل ستفكر كثيراً قبل الهجوم على غزة.

من ناحيته، قال المحلل السياسي طلال عوكل: إن "محمد مرسي يدشن بداية لمرحلة تاريخية جديدة في عمر مصر والأمة العربية، حيث انتخب المصريون رئيس الأمة العربية"، مبيناً أن "أمورا كثيرة ستتغير في المنطقة، لأن مرحلة حكم الإخوان ليست مرحلة طارئة بل مرحلة طويلة ستأخذ مداها، وقال: "الإخوان المسلمون فعلياً يحكمون من غزة حتى نواكشوط". وأضاف: "بإمكان حركة حماس أن تفتخر بأنها افتتحت هذا الطريق، لأنها رائدة المشروع الإسلامي في المنطقة"، مشدداً على أن نظام حماس في غزة راسخ وأصبح يستمد قوة وتتفتح أمامه الآفاق، وقال: "حماس تقف موقف القوي في التوازنات وأصبح لا يقبل حتى الندية مع حركة فتح، وستراجع ملفات التمثيل الفلسطيني والمؤسسة الفلسطينية، ولا يوجد مصالحة بالشكل الذي كنا ننتظره". وتابع عوكل: "بالنسبة لمصر ستكون السنوات المقبلة سنوات عدم استقرار؛ لأنها ستشهد إعادة بناء النظام وليس ترميمه؛ لأن الإخوان لن يقبلوا استخدام أدوات النظام السابق، وسيخوضوا صراعات مهمة في هذا السياق".

بدوره، أكد المحلل السياسي الدكتور أسعد أبو شرخ أن "فوز مرسي في الرئاسة يعتبر لحظة تاريخية لمصر وللآخرين"، وقال: "مصر تدخل في مرحلة جديدة بعيدة عن التبعية التامة لإسرائيل وأمريكا بعد أن كانت مصر في المرحلة السابقة هي المركز الذي يتم التخطيط داخله للتآمر على العرب". وأشار إلى أن "مصر تدخل نقطة تحول من نظام تابع للغرب إلى نظام صاحب قرار مستقل وسيكون له تأثير كبير على الثورات العربية؛ لأن مصر تريد العودة إلى دورها الريادي كي تصطف باقي الدول العربية خلفها"، لافتاً إلى أن "فوز مرسي سيؤثر على الشعب الفلسطيني بشكل عام عندما تعود مصر لاحتضان القضية الفلسطينية أمام إسرائيل وأمريكا".