www.almasar.co.il
 
 

الإعلامية الأردنية دانا أبو خضر عبر برنامج منا وفينا: "أحب المنافسة ولا أحد يصنف الرقم واحد في الإعلام"

تألقت الإعلامية الأردنية دانا أبو خضر ببساطتها وعفويتها بظهورها في...

د. محمود أبو فنة: نَعَم للنّقد الذّاتيّ.. ولا للجلد الذاتيّ

الأخوة والأخوات الكرام، المحبطون اليائسون الّذين ينعون أمّة العرب،...

4 وفيات في كل من الجش وأبو سنان (2) وطمرة اثر حوادث طرق وعمل مروعة

لقي مارون مغزل (45 عاما) من بلدة الجش مصرعه، وأصيب شخصان (17 و40 عاما)...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

آمنة أبو حسين - مهنا: قراءة في رواية "جمعة مشمشية" للدكتور احمد مجمود إغبارية

التاريخ : 2022-11-02 19:32:25 |



 في زمنٍ تُنكّس هذه البلاد رأسها بضفائرها المتعبة، لتنثر كل يوم سرباً من الهموم، فتسود الضبابية وتضيع من تحت أقدامنا الطريق، فترتبك الخطوة أتلقى رواية متفردة بعنوان "جمعة مشمشية" لتحملني على أكتاف الدهشة بغزارة مضامينها، الأماكن، الحضارات، استراتيجية تبنّي الوصف الانفعالي المُوظف بشكل مُلفت، لغة التهكم المصوغة بوطأة بارعة، تسليط الضوء على مناحي كثيرة كانت لها اليد في اتلاف النسيج الاجتماعي، انه يأخذنا بتؤدة، وكأننا نتجول في أروقة المكان، يسرد ذكريات القرية وبساطتها الساحرة، هذا الكاتب الذي لم يخلُد للنسيان، ولم يُتلف الزمن اعداداته، فتمسك بفهرسة رائحة الماضي المتصالح معها بكل سكينة. انه الحضاري النقي الذي لم تفسده التطورات، ولم يلهث خلفها بل بقي مغروساً كشجرة زيتون حافظت على اخضوضارها وتجذرت بالأرض، انه رغم كل ذلك باقٍ قيد أمل لرتق ما يمكن رتقه من ثقوب ممزقة .

أنه استاذي الذي أعتز به وأفتخر دكتور "أحمد اغبارية"، في روايته الرائعة التي تجمع بين الواقع والمتخيل "جمعة مشمشية".
انه كاتب يرفض أن يغسل ذاكرته من بقايا الحلم ليصنع من واقع سيرته المتخيلة، حلقة تربط بين الماضي والحاضر، الماضي الذي يحمل السعادة المشوبة بالطمأنينة والسكينة، المجدولة بالذكريات الرابضة في السلم العلوي من قلبه ، والتي ما زالت تفاصيلها ممنوعة من الخروج من عينيه، انها هناك في صناديق الذاكرة تقيم إقامة غير جبرية، فيستبسل قلمة ويفيض في وصف عميق شيّق يُشاطر فيه القارئ نكهة الأحداث ورائحة المشمش ووشوشات الشمس، فنركن معه هناك في تفاصيل الحكايات، ونسترسل في التهام السطور ذات النكهة الأصيلة، لتأخذنا الى الزمان الذي افتقدناه وبتنا نصارع الحياة في جدلية عقيمة نعجز عن تفسيرها .
يباغتنا الكاتب بروعة السرد والنوستالجيا الطاغية في الرواية، ويتدفق بوصفه الدقيق للطبيعة والأشجار ولون الأرض وزرقة السماء، حيث تصير رهينا لهذا الوصف، فيركن قلبك هناك يواكب القصة بشوق، ويرفض أن يغادر، يشاركك الكاتب بسحر الأماكن، ولون الأرض، حفيف الأشجار، لون المشمش، مشاكسة البسطاء على أطراف غصن، لا تخلو صفحاته من عبق التاريخ ما بين صقيع من نار ونور.
يسكب سرده في أذنيّ كالصوت، فتشعل بي حرائق الانتظار لأتابع القراءة بنهم، ويمتلأ القلب بالبرد والسلام، وتارة بالفقد لبراءة الماضي الجميل قبل أن تبلعنا الحياة، وتقتل فينا كل النقاء، فما بالها السطور تتدرب على صنع الوُّد المبتور بين كومات الضياع، فتحرق عذابات الورق باندلاقها على أقدارنا الرمادية حيث أثملنا الجفاف وقتل اخضوضارنا.
استطاع الكاتب أن يُسقط وجهته من ذاكرة القلب، ومن عمق الروح ومن ذكرياته المكدسة التي خرجت عن طورالخنوع، فانبرت باصرار تقف ببسالة على قارعة عهد دمج الحقيقة بالخيال تاركاً أوسمة الحضور لتعلّق حيث يليق بها ان تكون فلم تتعثر على مسافات الحلم رغم أن الطريق غير معبَّدة .
الكاتب قص الحكاية ببسالة وبصدق وأراد أن يؤكد لنا بأنه لا يملك قوة الانعتاق من ارتباطه بالأرض ، بالشحر، بالبيوت القديمة، بالأزقة، بالخطط البريئة، أنه لم يخلع روحه، ولم يتخلي عن الانتماء لطهر ذاك الزمان، بل بقي رهين لحظاته، يقف على أعتاب الحضور بيقظة لم تفقد حماستها، ليشرب من ماء الصمود حتى الحمد، ولم تصفع يده خد الحكاية، ففاض بما في جعبته فقط لأنه انسان بكل ما كرّم الله هذا المسمى.
يسرقنا الزحام والكلام اليومي عن الحرب والخبز الحب، لكن الكاتب الدكتور "أحمد اغبارية" هو الفارس الذي ما زال يترجّل أحلامه المتسارعة بدمج الماضي فيخلق واقعاً تملأه السكينة التي نفتقده .
واقعٌ يشبه سكون ليل نسي أن يُسدل ستائره السوداء، التي تحجب شعاعات شمس النهار حين يحين سطوعها ليأتي محملأ بقهوة البداية، يحاول الكاتب جاهداً عبر مخيلته الصادقة أن لا يُفقدنا نكهتها، فيدفعه الحنين إلى الخيال، ويتسلق جدران المستحيلات كي يصنع واقعاً مُستساغاً كطعم المشمش البراق، ولعل اختياره للمشمش ليس عابراً ، فهي الفاكهة اللذيذة التي لا يطول موسمها، لذلك جاء عنوانه الذي هو عتبة من عتبات الرواية بتناص رائع ومتناسق وذكي ليحاكي المثل الشعبي - "جمعة مشمشية"
وهنا على القارئ أن يُمعن القراءة ويغوص في ما وراء النص، فالعنوان كيان من كيانات وأسس الرواية، فان معرفتي كطالبة لأستاذي الدكتور "أحمد اغبارية"، الذي أعتبره "ماركة مسجلة" في الوطنية والارتباط بالأرض، ومرجعية فكرية جريئة غير متجاوزة لكل ما يدور في مجتمعه من أحداث لا يمكن السكوت عنها، فينبثق عن وجهة نظره الدراية التامة بأريحية، وبدون رتوش، لذا لا يمكن اعتبار الرواية سقطة مزاج أو مجرد توثيق باهت لمواقف زمنية تبدو بسيطة لكنها عميقة .
انها خليط من قطرات دم نسجتها الأيام لتتواصل مع مسافة حلم، نسيج متناعم لشخص عميق الفكر قوي الذاكرة ، مغروس الجذور في الأرض التي مرتّ بتقلبات كثيرة ، فيبدو لي وكأنه عبر الحياة مرتين، وأضاء لنا نبراسا لنتلمس في نوره مسلك النجاة. فكتب وسطر بقلمه دون أن ترتبك يده أو تهتز، فالذكريات القديمة المتأصلة فيه فاتنة كما الامنيات، تضيئء أرواحنا كما النجمات، ذكريات الكاتب باقية كالوشم محفورة في ثنايا روحه الأصيلة .
ما زال الكاتب حبيس الوجوه التي رآها في ماضيه، تنبثق من ذاكرته ظلال ملامحها.. ما زالت الرقطية المحبوسة بين حديدتين تئن بصوتها الساكن في مخيلته.. ما زال يستحضر اللحظة التي طالتها يداه.. ما زال الولد فيه يجول الحقول، ويرصد المشمش ساحر اللون لذيذ الطعم، يلوذ بمخيلته فتصير الكتابة كابتهالات لا يحرن حرفها فيمطرنا بتوصيفاته التي تسرقنا بسحرها، وكأننا نأخذ أدوار البطولة مع الشخصية كلما استحضرها، فتأسرنا مفاتن لغته وصدقها المنثور على بياض الورق، ونغرق بتفاصيل المكان، ونواكب المشاهد وكأننا نعيشها.
انه يستدرجنا لبساطة القرية التي تتحفنا فيها الاصالة، وتطهر قبح الحاضر وزيفه، وضياعنا في المدنية التي نشدناها، دون الالتفات لسوء العاقبة، أنه يغرقنا بحنينه الحنون، ويضع أمامنا مرآة الواقع، لندرك قلة حيلتنا وخيباتنا المتتالية، فليس لنا سلطة على أن نحرك مقوّد الزمن لنعود الى زمن النقاء، ويَخلص الكاتب بجملة استوقفتني: "ولا أصابع في كفي لكي أقبض على زمان أدبر وانقضى". وهنا ليس بوسعي سوى القول: بل هي قبضتك القادرة، بأصابعها التي يليق بها توصيف البطولة حيث استطاعت أن تعيدنا الى هناك..!!
وأنت ككاتب خلقت بمخيلتك سرداً بقدر كبير من الانبهار والدهشة، يضمحلّ أمامه الواقع المصاب بهشاشة النسيج وتآكله، لكنك تجعلنا نتسلق جدار الأمل لنمشي في أروقة الزمان الذي من الممكن أن نصنعه حين تتكاتف أيدينا ويصير الفكر لدينا كأفق لا تحده حدود.
أستاذي شهيق عميق ولتصعد الجبل من جديد في خلق ابداعي جديد، و"عسى أن تكون دنياك خضراء" - على حد تعبيرك.

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR