اعتقل اداريا لمدة ستة اشهر واعتقاله من عمر اعلان الحرب، انها ستة اشهر كما لو أنها دهر. حين شاهدت صورته لم اتعرف اليه، صورة صادمة الى اقصى حد، هي صورة المناضل المتصالح مع نفسه ومهما هزل جسده تحمله روحه القوية، هي صورة تعكس التجويع الاحتلالي القاتل، وهي صورة لذهنية الاحتلال المستعمر الساعي بكل قوة للانتقام من ضحاياه لكونهم موجودين.

صورة الاخ عمر تحمل صورة الاسرى هكذا هو وضعهم وربما أسوأ وهم ينالون القمع والضرب وهم محصورون في القيد وفي الزنزانة المكدسة بالمعتقلين، اضافة الى التجويع وسياسة الاهانة الساعية لكسر الروح، فلا حلاقة ذقن ولا فرشاة اسنان ولا مقص للشعر ولا ملابس يمكن استبدال ما يرتديه الاسير، ولا علاج ولا حبة فاكهة او خضار والطعام محاصر بالشحّ المنهجي حتى يجوع الاسير.. لا شيء متوفر الا القهر، وفي زنزانة القهر المكثف يبني الاسير صموده ويبني الامل بالفرج وبغد أفضل.

سوف يستعيد عمر عافيته ويواصل المسيرة التي لم يتوقف عنها للحظة حتى وهو محاصر بالزنزانة، وحكاية الصورة هي حكاية عشرة الاف اسير واسيرة في كل لحظة.