www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: العربي والفلسطيني 2024

لا ترهق نفسك ايها العربي بجلد الذات.. فنحن نجلد ذاتنا ورجال السياسة...

شوقية عروق منصور: رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة

يقول السيد المسيح: "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان"، وذلك قول لا مراء...

مبارك للكاتبة الفلسطينية شوقية عروق منصور حصولها على شهادة التميز كأفضل شخصية أدبية لعام 2024

أعلن منتدى "نبض القلم للشعر والأدب" اليوم عن منح الكاتبة الفلسطينية...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة

التاريخ : 2024-08-15 14:17:22 |



لأننا في زمن الرفاهية و نساهم في الترويج لمواقع واعلانات تخسيس الوزن والصور التي تظهر جمالية الجسم وهو بكامل أطرافه وتقاسيمه ، أصبح علينا أيضاً وزن انفسنا وكتابة الوزن على ملابسنا استباقاً لأي طارئ قد يحولنا إلى أشلاء من الصعب جمعها، والأصعب إذا تحولت الأجساد إلى كتل من اللحم موزعة ومتناثرة، مبعثرة .

خلال مسيرة المعارك والحروب عبر التاريخ لم نسمع عن جمع الأشلاء من تحت الأنقاض والدمار والحطام مثلما يحدث في العدوان على غزة ، وما دامت مرايا الوجع موجودة والذاكرة لم تصدأ بعد ، لنتذكر ملجأ العامرية العراقي الذي قصفه الطيران الأمريكي يوم 13 شباط عام 1991 وقد أدى القصف إلى استشهاد أكثر من 400 من نساء وأطفال ، و تحول هؤلاء إلى كتل من اللحم المبعثر ، وفي ذات الوقت كان هناك تكتلاً والتصاقاً بين الجثث ، حيث كان من الصعب فصل بعضهم عن بعض .

ولكن لم يقم أحدهم بوزن اللحم ووضعهم في أكياس مثلما جرى في غزة بعد مجزرة " التابعين " هل من المعقول و أي بصر وخيال انساني يصل به المشهد الجنوني إلى هذه الصورة المسعورة من الوحشية ، أن يحدد الوزن ليكون الهوية ـ أي يكون وزن كتلة اللحم للطفل " 15 كيلو " وللكبير سواءً رجل أو امرأة " 70كيلو " ، وماذا مع الرجل السمين الذي يزيد وزنه عن " 70 كيلو" أو المرأة السمينة التي يزيد وزنها عن " 70 كيلو" ،هل تكفي كتلة اللحم لتشير إلى هوية الانسان ، هل نحن أمام مقاييس وأوزان حربية جديدة وعلى الشعوب أن تحضر أجسدها للقادم من الحروب ، تسجيل الوزن على الجسم ، عرفنا خلال الحرب على غزة ، أنهم سجلوا الأسماء وأسماء العائلات وعناوينهم على الأجسام تحسباً للحظات القادمة ، وكان عليهم أيضاً تسجيل الأوزان وإذا أضيف طول الساق والذراع يكون أفضل ، لأن الأطراف قد تتبعثر ، ورأينا عشرات الأيدي والسيقان تخرج من بين الركام دون معرفة أصحابها ، تطل على فضاء العبث كأن دورة الحياة قد أكملت دورتها الدموية، حتى أصبح الموت بكامل الجسد وإيجاد القبر الخاص هو الأمنية للإنسان .

" لقيت الرأس "

في فضاء الصراخ والعويل والدموع ، وبين الأصابع التي أصبحت مدربة على البحث بين بقايا الحجارة والحديد والاسمنت والأثاث المتهالك ، الذي كان خليطاً من فرح الاستقرار والبقاء وانتظار المستقبل بأمان، ولكن في لحظة تحول هذا الخليط إلى دمار و بقايا الأجساد التي سجلت تاريخاً جديداً في ذاكرة الحروب، ذاكرة عقدت لسانها وسيطرت على الوجوه الطالعة من بين الركام ، الأدهى و الذي غمر الشاشة الفضائية بفرح أسود وحزن أشبه ببركان أنفجر بحمم وصلت إلى عنان السماء ، ذلك الأب الذي وجد رأس أبنه الذي كان يبحث عنه لتكتمل جثة أبنه المهشمة ، وها هو يجد الرأس بعد معاناة البحث ، حمل الأب الرأس عالياً قائلاً للموجودين :

" لقيتو ... لقيتو " ... ووضع الرأس في الكيس مع بقايا الأشلاء .

فستان الزفاف الأبيض

هناك بهجة تعبر في الروح والنفس عند رؤية " فستان الزفاف الأبيض " تشعر أن فرح المرأة التي تريد كسر زجاجة عطر العزوبية قد ينتشر في الأجواء ويغمر العالم نشوة إنسانية، قد لا نهتم لوجه العريس الرجل بقدر فرحنا للمرأة التي كانت تحلم طوال عمرها منذ كانت طفلة بالفستان الأبيض .

وبرز " الفستان الأبيض " متسخاً " من بين الركام ، سحبه الرجل من بين الحجارة والاسمنت المطحون ، وقال بارتياح :

" لا .. لا .. الفستان لحالو ... فش حدا لابسو " ويتنهد الرجل الذين كان يبحث معه عن الأجساد تحت الركام بارتياح ، و يصعد الحزن إلى تفاصيل وجه صاحبة الفستان، أو العروس المنتظرة التي كانت تتأمل الفستان والخيال الملون يفجر حياتها المستقبلية كقوس قزح و يتنفس فوق أمنيات الزفاف ، لكن في لحظة أصبحت أبجدية الفرح هرباً وانتحاب ، وأيدي تفتش عن بقايا الجثث وتأمل أن ترى بينهم من يصرخ بالحياة .

 

انتظار الأم

" آه .. آه .. يا حبيبي ... يمكن هو ..؟؟ يمكن هو؟؟ " هذا الشوق الزاحف، هذا الانتظار الذي يسطر معاهدة بين الوجع الناري والحارق والقلب الواقف على محطة الأمل، كأنها تأمل بعد هذه الساعات الطويلة أن يخرج ابنها من تحت الأنقاض ، من تحت الركام الضاغط على ما تبقى من الروح ، ولكن فجأة تظهر الأصابع المغطاة بالغبار .. وتتوهم الأم أن الأبن ينادي عليها فتمسك بالأصابع الباردة .. وتدب العزيمة في يديها وتبدأ بإزاحة الحجارة والأتربة مع الأيدي التي وجدت نفسها تلتقي مع جسد فقد عنوان ملامحه ولكن الأم هي خريطة الوجود ، تنادي على اسمه ، ولكنهم لم يسمعوا اسمه ، بسرعة قاموا بانتشال الجثة ووضعوها على شرشف مغطى بالدم وبقايا لحم ملتصق بالجوانب ، الأم تركض وراءهم ، والرجل الواقف يصرخ بأعلى صوته :

سجل عندك هذا 67 .. ثم ردد مرة أخرى بغضب طلع من موقد على وشك الانفجار " سجلت الجثة رقم 67 " .

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR