|
|
|
شوقية عروق منصور: العربي والفلسطيني 2024التاريخ : 2024-12-24 15:30:56 |
لا ترهق نفسك ايها العربي بجلد الذات.. فنحن نجلد ذاتنا ورجال السياسة يسلخون جلودنا، وبين الجلد والسلخ تتنفس الفضائيات في وجوهنا أخباراً وصوراً تحفر فوق ملامحنا اودية من العجز وآبار من الحيرة الغبية التي لا تستطيع رسم الحدود للخروج من هذه الآبار المسمومة. " أنت عربي" إذًا أنت تعيش في معامل تكرير الوجع والمآسي، واحتياطي الدموع أصبح أعلى وأكثر من احتياط الفرح . " أنت عربي" إذًا تخلت عنك رحمة الانظمة وأسقطتك من حساباتها، وأنت بالنسبة لها مجرد رقم في سجلات السكان المعذبين والتائهين في أوطان قدمت أوراق اعتمادها للذل ومسحت من صفحات تاريخها الوجوه التي كانت تقف شامخة. " أنت عربي" إذًا عليك أن تسمع جميع العبارات التي كانت مطوية في أجهزة القرارات العالمية والصهيونية، والآن عليك أن تتحمل تقاسيم الوجوه الامريكية والاوروبية المحمضة، التي تأتي لكي ترسم لك خارطة الطأطأة وعليك تنفيذ القرارات . اما الفلسطيني في غزة فقد قرأ جيداً ميثاق الأنظمة والدول والجمعيات، وعرف أن الكذب والخداع يمتد من أول شعار يبكي على الإنسانية إلى آخر شعار يرفض إيذاء الحيوانات، وبينهما جمعيات الطفولة والرسوم الدينية التي تسيء للأنبياء . لأنها خلعت ملابسها البيضاء ونامت في حضن الخطابات الرنانة ، منتظرة صورة ورسمة وهتاف حتى تستيقظ وتبدأ في لعن الانسان الذي خلع الحضارة والحياء . منذ عام ونيف، وأهالي غزة يصرخون ولا يسمع الصراخ سوى الخيام التي تتطاير مع الرياح والزوابع، تسمعه المواقد المشتعلة في العراء حيث يتحلق حولها الأطفال والشيوخ والعجزة والنساء لعل الدفء يحتضنهم.. أما ارقام الشهداء فقد أصبحت تدق الجدران حتى امتلأت الأمكنة والأحياء والحارات المدمرة بالمقابر، بالأشلاء وبقايا الأجساد التي تفتت حتى تحول بعضها إلى طعام للحيوانات . في الشتاء الماطر تصطك الاسنان ، والبرد يتجول باحثاً عن دفءٍ ، والعيون الطفولية البريئة تقتحم الشاشات اللامعة التي تحاول الحصول على رغيف خبز وشربة ماء.. لكن الفضائيات ترقص على غربتهم ومعانتهم وتشردهم، وتشارك في ذبح طفولة حين تصور طوابير الأطفال وهم يحملون الصحون والطناجر للحصول على وجبة طعام . النار لا تشفق عليهم، لأن وظيفتها الحرق حتى الرماد.. وهم الآن رماد القرارات ورماد المؤتمرات واللقاءات ورماد مصانع الاسلحة وتجارها ورماد الرماد، الذي يتشكل ويتحول الى جبال من المواجهة والعناد والاصرار . أنت فلسطيني.. أبحث عن المفتاح الذي كان في جيب "القمباز" في عمق عضلة القلب، قلب جدك الذي استشهد في ثورة 1936 لكن قبل استشهاده أعطاه لوالدك الذي احتفظ به حتى مات عام 1948، وأصبح المفتاح بحوزتك. لكن قررت في جلسة مفاوضات أن تقوم بتذويب الحديد لكي تصنع من الحديد الذائب شجرة سلام تعلقها على أبواب التاريخ. وبعد سكب الحديد ها هي جذور الشجرة الفلسطينية تتمرد وتظهر على شكل " الأصبع الأوسط "... ، وننتظر الآن من يعيد تذويب الحديد وإعادة المفتاح إلى شكله الأول !!
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |