تؤكد د. ليئور باروخ - أخصائية طب العائلة في مكابي "لا زال أمامنا مجال للتحسين في موضوع الوعي، ولكنني أريد أن أرجع إلى الماضي، لأنه تكمن أهمية كبيرة في الكشف والتشخيص المُبكر، حتى قبل الاصابة بمرض بالفعل. توجد العديد من عوامل الخطر الفريدة الخاصة بالنساء غير المعروفة للنساء وللمجتمع الطبيّ، ومن المهم أن نتحدث عنها. على سبيل المثال، السُكري وتسمم الحمل قبل الولادة. بالعموم، معظم الولادات تحصل في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارنا، الأمر الذي لا تعرفه معظمنا هو أن هذه السنوات هي شباك يطل على صحة القلب في العقود التالية. قد تنضم النساء لمجموعة الخطر في سنوات العشرين والثلاثين من حياتهن، لكنهن لا يعلمن ذلك ولا يعلمن أن حالات كالسُكري/ تسمم الحمل قبل الولادة هي ذات صلة".

قبل أكثر من عقد، أسست د. ليئور باروخ - أخصائية طب عائلة في مكابي، جمعية غير ربحية، التي تهتم بكل ما يخص الطب المتخصص للنساء. وتؤكد "نعمل كل هذا بواسطة زيادة الوعي، التربية الطبيّة، إرشاد وتشجيع السياسة الصحية والبحث الأكاديمي".

حدثينا عن أعراض النوبة القلبية لدى النساء.

"تختلف الأعراض لدى النساء والرجال. تكون النوبات القلبية التي تصيب النساء، في عددٍ غير قليلٍ من الحالات، غامضة، لكون الاصابة لا تتم في شريان كبير، بل بالأوعية الدموية الصغيرة، ما يُسمى قصور بطاني. لا يدور الحديث عن أبيض أو أسود، بل طيف واسع. تُشير الاحصاءات إلى أن الضرر لدى النساء يُصيب الأوعية الدموية الصغيرة في غالب الأحيان ولذلك تكون الأعراض أقل وضوحًا. وقد تنعكس بعدم الراحة، الشعور بالغثيان أو التقيؤ والذي قد يمتد لعدة ساعات وحتى أيام. حتى خلال عملية القسطرة قد تطرأ صعوبة تميّز النوبات القلبية لدى النساء: محاولة فتح الشريان أو الوريد المسدود أصعب، ولا نجد الوريد أو الشريان دومًا، وليس بالضرورة أن يكون موجود أصلًا".

هل تشهدين تقدمًا بالوعي لأمراض القلب لدى النساء؟

"تحسّن الوضع كثيرًا بالعشرين سنة الأخيرة بسبب زيادة الوعي. أدرج الموضوع في البرامج الدراسية والتدريبات، وبات الأطباء أكثر وعيًا لها وكذلك النساء أنفسهن. تُشير الأبحاث إلى أن المُدة حتى التشخيص أطول في حالات النوبات القلبية لدى النساء، لا تزال هناك فجوة".

د. أفيتال بورتر، هي أخصائية قلب وأوعية دموية في مكابي وتُدير قسم العلاج القلبيّ وعيادة قلب المرأة في مُستشفى بيلينسون. وتبدأ كلامها حازمة "تموت النساء من أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من الرجال". وتُضيف "صحيح أن الوعي يزداد ويتحسن، ولكنه غير كافٍ والكثير من النساء لا تعلمن الأعراض الفريدة لمشاكل القلب لدى النساء البتّة".

كيف يمكن للنساء الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية؟

"جدير بالمعرفة أن الوقاية من هذه الأمراض ممكن، وعليه، يجب أن نعرف أولًا وقبل كل شيء العوامل وفيما بعد الأعراض. بما أن الحديث يدور عن المرض الأكثر انتشارًا في العالم الغربي، من المفضل أن نفهم مصدر الاعتلال. الكثير من النساء لا تعرفن أن عدد النساء اللواتي يتوفين من أمراض القلب أعلى منه من السرطانات النسائية".

"معظم العوامل معروفة: السُكري، ضغط دم عالي، السُمنة، نمط حياة أقل نشاطًا، العوامل الوراثية وارتفاع الكولسترول. حتى السُكري هو مرض أخطر لدى النساء، وقد يسبب لهن أمراض بالقلب والأوعية الدمويّة أكثر من الرجال. حتى الجوانب النفسية الشائعة أكثر لدى النساء كالتوتر والاكتئاب، لها أثر كبير جدًا على صحة القلب والأوعية الدموية".

ماذا تفعلن في الحقيقة بعيادة قلب المرأة؟

"نحن نعمل سوية وبالتعاون مع العديد من الأقسام والمنصات: طب النساء، طب الأورام السرطانية، طب النفس - وكلّه لأجل إحاطة الموضوع من كافة الجوانب الممكنة، وبالطبع لنتعلّم عن كل جديد".

هل تصلكن نساء صغيرات بالسن؟

"جدير بالذكر أن النساء من فئات عمرية أصغر (50-55) تتوفين ايضًا من النوبات القلبية. بطبيعة الحال، تميل النساء الشابات للبحث عن مشاكل صحية بدرجة أقل بحالة اعتبرن أنهن يتمتعن بصحة كاملة. إحدى الفرص لمعاينتهن والكشف عليهن، هي في الفترة السابقة للولادة. لذلك نعمل مع أطباء نساء أيضًا. بشكل مفاجئ خلال فحوصات الحمل يُكتشف السكري مثلًا أو فرط ضغط الدم (ضغط دم عالي)، وحينها تتم إحالتهن عمليًا لعيادة قلب المرأة".

لنتحدث عن اليوم التالي - أساليب العلاج والرجوع إلى الروتين في صفوف نساء أصبن بنوبة قلبية.

إذا أصبت بأزمة قلبية أو مشكلة بالأوعية الدموية من الضروري أن تستشيري الطبيب/ة، للحصول على معلومات وتعليمات للوقاية من أزمات أو نوبات قلبية متكررة ولإعادة التأهيل. توجد عدة طرق ناجعة لتقليل والوقاية من تكرار حالات اضافية، ولأجل ذلك يتوجب اتباع التعليمات الطبية. لا شك أنه مقارنة بالماضي قطعنا شوطًا كبيرًا في مسألة العلاج والوعي لكن الدرب أمامنا لا زال طويلًا.

مكابي تتمنى لكنَّ صحة تامّة!