www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: المطر الأحمر والأطفال

لوحة فنية.. كيف يلتقيان: مطر السماء النظيف الذي يحمل الخير ويمسك أيدي...

شوقية عروق منصور: حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز

يتصدر فيلم "حياة الماعز" هذه الايام عناوين الضجيج ومرايا الاعلام الحر...

شوقية عروق منصور: غزة في عيون الثرثرة والأدب

قال مارتن لوثر كنغ: "أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: خيمة وزغرودة وساق رجل!

التاريخ : 2024-09-04 22:20:33 |



 قالت لي صديقتي الغزاوية: هل تعرفين معنى خيمة؟ ليست خيمة الرفاهية المنصوبة على شاطئ البحر، أو خيمة في الصحراء مجهزة بكامل المعدات التي تُشعر الانسان بالراحة ومغازلة النعاس...!

"خيمة عن خيمة تفرق".. كما قال كاتبنا غسان كنفاني. "الخيمة التي أعيش فيها مجهزة بكامل معدات التعذيب والقهر الإنساني، من شقوق القماش البالي الممزق الذي صُنعت منه جدران وسقف الخيمة، حيث تتسلل أشعة الشمس الحارقة كالسياط تحرق أجسامنا كيفما تحركنا.. هذا غير الحرارة داخلها، كأنها بروفة لجهنم! أما العيش فوق ذرات الرمل المفروشة بغضب، كأنها تستنكر وجودك فوقها حيث تصر حبيبات الرمل الساخنة على تعذيبك في المشي على أرضية الخيمة، فهي تتقن الدخول بين الأصابع وفي العيون خاصة حين يركض أحد الأبناء، أو حين تهب وتختلط بالطعام حين نأكل"...
- "الخيمة تصادق الخيمة المجاورة، حيث تصير الخيام حارة كبيرة من عائلة واحدة قررت أن تزيل الحواجز وتتحول الاسرار إلى مملكة مفتوحة، متاحة للجميع سماع آهاتها وحزنها وقرفها ووجعها، حتى اختفت الخصوصية ودفء اللحظات الإنسانية، وصارت القلوب أقفاصاً من الحزن والارتباك والحذر والخوف طوال الساعات والأيام"..
- "الخيمة في غزة هي المكان المميز للهذيان، للصراخ، للعيش على حد سيف الانتظار، حتى حين تكتشف أنه لا يوجد مجال لاستحضار ذاكرة الماضي، لأن المقارنة تصبح فخاً للبكاء.. والأصعب غياب الكثير من الوجوه التي تمتلئ الخيمة بتقاسيمهم وضحكاتهم. فعندما نتأملها تهطل التنهدات، لأن غيابها قد رسم الواقع بصدق طيارته وصواريخه ورصاصه وركام البيوت والمباني"...
- "الخيمة ترسم مساحات التحرك، فهي المطبخ وغرفة النوم وغرفة الاستقبال. وعند الغضب، تخبط رأسك بعامودها فينهار جزء من السقف ويتدلى على الأرض، فتسمع أصوات الاستنكار، ثم تسمع أصوات الضحك المعلب في عبوات تفجرها لحظة عابثة من الوالدة: "ومنّين راح أجيب قماش اسكّر فيه الخيمة.. فش غير سروال أبوك"...!!

 

 

** زغرودة وسط الجثث
هرعت النسوة مع مجموعة من الرجال للتفتيش بين كثبان الرمال عن جثث دفنها الجيش بصورة عشوائية..
تركض النسوة هنا وهناك، وكل امرأة تنتظر الأيدي التي تحفر لعل جثة ابنها أو زوجها أو شقيقها أو أحد أقاربها يكون بينهم.
وكلما صرخ الرجال: "هون في جثث"، تركض النساء وفجأة تنطلق زغرودة مختلطة بالدموع.. إحدى الأمهات تزغرد بأعلى صوتها وبحنجرة تتحدى الرمال والأيدي التي أرادت طمس جثة ابنها: "هذا أبني..هذا أبني..!!".
وتردد الأم:
- "الحمد الله.. بدّي ادفنو بجنب ابوه الشهيد..."!!
وتتراجع إلى الوراء، وتحل محلها امرأة ثانية تنتظر وتردد:
- "ان شاء الله يلاقو جثة أبوي حتى تبرد نار أمي وستّي..."!!
ولا تغادر النساء المكان.. لكن المراسل التلفزيوني قرر أن يغادر وينهي التقرير الذي يدور حول الجثث التي خطفها جيش الاحتلال في غزة، فصوته الخافت يشير إلى أن حزنه قد وصل إلى ثقل الوجع الذي لم يعد له قدرة على احتماله!

 

 

** الساق والكلب
من بين الركام والجميع، يحاولون تخليص العالقين تحت الردم.. يقف الكلب منتظراً لحظة فراغ المكان لعله يجد وجبة له.
وطال انتظاره، لأن الذين قدموا للمساعدة يتكاثرون.. لم ييأس بل جلس على كومة من الحجارة. وفجأة أخذ يصيح أحد الشباب: "يا الله!"، وإذا بالأشلاء تخرج مبعثرة: الرأس لوحده ثم الأيدي، أما الساق فقد حملها الشاب الذي أخذ يصرخ متضرعاً إلى الله، وناولها لشاب آخر وضعها جانباً، وإذ بالكلب يقفز قفزة رهيبة ويسرق الساق ويهرب، فيركض وراءه الشاب حتى يمسك به!
لقد كانت الساق بالنسبة للكلب وجبة دسمة، أما بالنسبة للشاب فهي ساق إنسان ركض ودافع واستشهد من أجل وطنه...!!

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR