|
|
|
محمد سليمان طميش: اضاءات...!التاريخ : 2024-09-11 17:33:16 |
** التَّرْبِيَةُ السَّلِيمَةُ اِنْ التَّرْبِيَةَ مِنْ اهِمِّ الْمَهَامِّ الْمَنُوطَةِ بِالْوَالِدَيْنِ ، رَغْمَ انَهَا تَتَضَمَّنُ صُعُوبَاتٍ . عَلَى الْوَالِدَيْنِ تَهْيِئَةُ جَوٍّ يُسَاعِدُ عَلَى نُمُوِّ الطِّفْلِ بِشَكْلٍ سَلِيمٍ . مَهَامُّ الْأَبِ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً عَلَى تَوْفِيرِ الْمَوَادِّ الْغِذَائِيَّةِ ، وَشِرَاءِ الْمَلَابِسِ وَالدَّفَاتِرِ وَالْكُتُبِ الْمَدْرَسِيَّةِ . وَشِرَاءِ السَّيَّارَاتِ وَبِنَاءِ الْبُيُوتِ ، انَّمَا مُهِمَّتُهُ قَبْلَ انْ يَبْنِيَ الْبَيْتَ ، عَلَيْهِ انْ يَبْنِيَ مَنْ سَيَسْكُنُ هَذَا الْبَيْتَ . عَلَيْهِ انْ يُرَبِّيَ اوْلَادَهُ انْ يُعَلِّمَهُمْ ، انْ يُثَقِفَهُمْ ، اَنْ يُنَمِّيَ خِصَالَ الْخَيْرِ فِي نُفُوسِهِمْ ، وَانْ يَزْرَعَ الْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَانْ يَرْسُمَ لَهُمْ مُسْتَقْبَلًا بَاهِرًا . وَأَيْضًا الْامُّ لَيْسَتْ مُهِمَّتُهَا مَقْصُورَةً عَلَى الْغَسِيلِ وَالتَّنْظِيفِ وَالطَّبِيخِ . الْمَثَلُ يَقُولُ : ( اَلْعِلْمُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ ) . صَحِيحٌ انَّ الطِّفْلَ بِحَاجَةٍ الَى حَلِيبِ امِّهِ وَلَكِنْ بِقَدْرِ حَاجَتِهِ لِحَلِيبِ امِّهِ هُوَ بِحَاجَةٍ ايْضًا الَى حَنَانِ امْهِ وَلُطْفِ امْهِ وَحُبِّ امْهِ . هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ امْ حِينَ تُرْضِعُ ابْنَهَا ، تُلَاعِبُهُ ، تُدَاعِبُهُ وَتُلَاطِفُهُ بِلُطْفٍ وَحَنَانٍ . وَبَيْنَ امْ تُرْضِعُ ابْنَهَا وَلَكِنَّهَا مَرَّةً تَضْرِبُهُ وَمَرَّةً تَصْرُخُ بِوَجْهِهِ . ** لغتنا! اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ هِيَ لُغَةٌ سَامِيَةٌ . نَشَأَتْ فِي الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ . تَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِ اللُّغَاتِ اللِّي فِي الدَّنِيَّةِ . لُغَتُنَا جَمِيلَةٌ وَغَنِيَّةٌ فِيهَا كَلِمَاتٌ وَتَعَابِيرُ وَالِامْثَالُ فِيهَا سَخِيَّةٌ . وَتُعَدُّ رُكْنًا مِنْ ارْكَانِ التَّنَوُّعِ الثَّقَافِيِّ لِلْبَشَرِيَّةِ . يَكْفِينَا انْ الْقِرَانُ مَكْتُوبٌ بِالْعَرَبِيَّةِ وَهُوَ أَقْدَسُ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ . أَحْبَبْتُ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ مُنْذُ دِرَاسَتِي الِابْتِدَائِيَّةِ . وَزَادَ عِشْقِي لَهَا فِي الثَّانَوِيَّةِ . تَعَلَّمْتُهَا فِي مَدْرَسَةِ النَّاصِرَةِ الْبَلَدِيَّةِ . حِينَهَا كَانَتْ مَدْرَسَةً مُمَيَّزَةً هِيَ وَالتِّيرَاسَنْطَةُ وَالْاوُرْثُوذِكْسِيَّةُ . تَعَلَّمْتُ أَدَابَهَا ، نَحْوَهَا وَصَرْفَهَا وَنُصُوصَهَا الِادَبِيَّةَ . شُكْرًا بِحَجْمِ السَّمَاءِ لِكُلِّ مَنْ عَلَّمَنِي وَغَرَسَ فِي دَاخِلِي قِيَمَ الْوَفَاءِ وَالتَّضْحِيَةِ . كُلُّ الِاحْتِرَامِ وَالتَّقْدِيرِ لِكُلِّ مُعَلِّمٍ تَحَمَّلَ الْمَسْؤُولِيَّةَ . اتَمَنَّى لَكُمْ اوْقَاتٍ سَعِيدَةً وَهَنِيَّةً . ** جَنْبُ بَيْتِي فِي جَنِينَةَ وَبُسْتَانَ . اللِّي اضْفُوا رَوْنَقَ وَجَمَالٌ عَلَى كُلِّ الْبُنْيَانِ . بِتَلَاقِي فِيهِ مُخْتَلِفَ الرَّوَائِحِ وَالِاطْعِمَةِ وَالْالْوَانِ .فِيهِ مِنْ الِازْهَارِ : فَلٌّ وَيَاسَمِينٍ وَجُورِيٌّ وَسَوْسَنٍ وَاقْحَوَانٍ .وَمِنْ الشَّجَرِ : الْمِشْمِشُ وَالْبُرْقُوقُ وَاللَّيْمُونُ وَالتِّينُ وَالرُّمَّانِ . ارْضُ الْجَنِينَةِ كَانَهَا مَفْرُوشَةً بِسُجَادَةٍ خَضْرًا وَبِوَسَطِهَا تَشْكِيلَةُ ازْهَارْ مِنْ كُلِّ الِاشْكَالِ وَالَالْوَانُ ، اللِّي بِتَمَتُّعِ عَيْنِ كُلِّ نَاظِرٍ وَعَطْشَانٍ.كَانَهَا تُحْفَةٌ فَنِّيَّةٌ مَرْسُومَةٌ بِرِيشَةِ فَنَّانٍ . وَالِاشْجَارُ مَصْفُوفَةٌ حَوْلَ الْبُسْتَانِ كَانَهَا جُدْرَانٌ . وَيَبْدُو الْبُسْتَانُ كَانَهُ انْسَانٌ لَابِسٌ قَمِيصٍ مُقَلَّمٌ مُتَعَدِّدُ الْالْوَانِ ، اوْ زِيَّ فَتَاةٍ لَابِسَةٌ احْلَى فُسْتَانٌ وَعَقْدُ مَرْجَانٍ وَخَاتَمُ ذَهَبٍ رِنَانٌ . وَالنَّسِيمُ الْعَلِيلُ اللِّي مَعَ كُلِّ نَسَمَةٍ هُوًّا تَفُوحُ مِنْهُ رِيحَةُ الْعِطْرِ الْفَتَّانِ .وَهَوَاهُ بِيَشْفِي كُلَّ مَرَضَانِ وَعِيَانٍ ، وَاَللِّي سِعْرُوٌّ لَا يُقَدَّرُ بِاثْمَانٍ . وَالطُّيُورُ بَيْنَ الَاغْصَانِ تَعْزِفُ احْلَى الْالْحَانِ . مَا احْلَى الْقَعْدَةُ مَعَ الْخَلَّانِ بَيْنَ ازْهَارِهِ وَبِظِلِّ اشْجَارِهِ مَعَ كَاسَّةِ شَايٍ وَالْقَهْوَةِ بِالْفَنْجَانِ وَالتَّأَمُّلِ بِخَلْقِ الرَّحْمَانِ . اذْكُرُوا اللَّهَ الْقَادِرَ الْقَدِيرَ وَصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ الْعَدْنَانُ . يَجْعَلُ ايَامَكُمْ كُلُّهَا امْنٌ وَامَانٌ وَاطْمِئْنَانٌ . ** أيام زمان! بِنَتَذَكَّرْ وَبِنَقُولْ كَانَ عَنَّا زَمَانُ فَرِيقٍ . مُعْظَمُ اللَّاعِبِينَ مِنْ ابْنَاءِ بَلَدِنَا الْعَرِيقِ . وَاحْيَانًا كَانَ كَمْ لَاعِبٍ مِنْ بَلَدٍ شَقِيقٍ . وَاللُّعْبَةُ كَانَ يَحْضُرُهَا شَيْبٌ وَشَبَابٌ بِلَا تَفْرِيقٍ . وَالْفَرِيقُ كَانَ كُلُّهُ نُورٌ وَبَرِيقٌ . لَا يُكَلِّفُ مَالٌ لَا تَحْقِيقٍ وَلَا تَدْقِيقٍ . الْيَوْمَ عَنَّا فَرِيقٌ مُعْظَمُ اللَّاعِبِينَ مِنْ بِلَادِ الْاغْرِيقِ . وَبِدُو مِيزَانِيَّةٍ بِتَبَنِّي مَدَارِسَ وَبِتَعَبُّدٍ مَيِّتِ شَارِعٍ وَأَلْفِ طَرِيقٍ . اخَوَانِي ، الْمُهِمُّ انْشَاءُ فَرِيقٍ مِنْ ابْنَاءِ بَلَدِنَا الْعَرِيقِ . يَقْهَرُ الْعَدُوَّ وَيُسُرُّ الصَّدِيقَ . وَيَكُونُ لَهُ بَرْنَامَجٌ وَطَرِيقٌ . وَعَلَى اللَّهِ التَّوْفِيقُ . انَا بِقَوْلِ الْفَرِيقِ بِدْوِ دَعْمٍ مَعْنَوِيٍّ وَمَادِيٍّ وَقْتَ الْحَاجَةِ وَوَقْتَ الضِّيقِ . صَدَقَ الْمَثَلُ اللِّي قَالَ : " اَلصَّدِيقُ وَقْتَ الضِّيقِ " . الْمَطْلُوبُ ، تَنْمِيَةُ مَوَاهِبَ وَمَهَارَاتٍ فِي شَتَّى انْوَاعِ الرِّيَاضَةِ بِدُونِ تَفْرِيقٍ . اكْتِشَافُ مَوَاهِبَ فِي شَتَّى الْمَجَالَاتِ : الْفَنِّيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَتَوْجِيهُ طَاقَاتِ الشَّبَابِ بِشَكْلٍ دَقِيقٍ وَعَمِيقٍ وَيَلِيقُ بِبَلَدِنَا الْعَرِيقِ . لَانَّ اكْتِشَافَ الْمَوَاهِبِ وَتَنْمِيَتَهَا مَنَ اهِمِّ وَسَائِلِ تَحْقِيقِ التَّقَدُّمِ وَالرُّقِيِّ لِأَيِّ مُجْتَمَعٍ أَنِيقٍ . ** "وين احنا وين كنا"! عايشين في زمان أصبح فيه الحليم حيران . عايشين في زمان أصبح فيه الغلطان سلطان ، وحامل بيدو صولجان .في الافراح والاتراح نلاقيه بالاحضان .اما العبد السليم أصبح في طي النسيان . ذاكرين أيام زمان كان أمن وأمان .ذاكرين الجمعات والسهرات وخراريف أيام زمان اللي كانت تبدأ بكان يا ما كان .الحكايا والنكات والحزازير اللي بتنعش الاذهان . ذاكرين، ستي وستك امي وامك لما كانوا يسهروا الليل عشان يعملن ططلي ومية بندورة وسليقة مع الجيران .ولما يقعدن ينظفن الطرفان، الشختورة والمصران ويحمرنو في الطابون على جمرات النيران . ذاكرين كيف امي وامك يولعن النار من الحطبات ، ويجبن من العين الميات . وهن يخبزن الخبزات وريحة الخبز منشمها من كيلو مترات .بقين ينظفن باب الدار والساحات بمصلحة قشات .ومن الصوفات يعملن فرشات ومخدات ، ومن جلد الخاروف جاعد للقعدات .ويحتحتن السمكات ،ويطبخن العدس ،الفريكة ، المجدرة ، الكبة والمقلوبة ،البرغل والمفتول مع الجاجات البلديات . والفطور زيت وزيتون وبيضات وجبنات زاكيات وطيبات . احنا الاولاد كنا نلعب الطمامية والحجلة والسبع حجار واللحقات . ذاكرين ايام الستات والاميات والبنات وهن يقطمن الملوخيات، ويشربن الشاي بالكاسات ويحكين حكايات . نسوان معدلات ايديهن زي الماكينات ،يغسلن ، يجلين ، ينظفن ، يطبخن ويخبزن ويربين اولاد وبنات . ذاكرين كيف كنا نلقط الجرنق والمشمش واللوز عن الشجرات، واليوم صرنا نشتريه من الصناديق والبوكسات . ايام الافراح والاعراس الكل يفرح ويشارك مع عزيمة قوية .شيب وشباب يشاركو بالدحية . وأكلات الاعراس التراثية : بامية وفاصولية وملوخية .ولما الجيران يلتموا على أكلة طيبة وشهية . كانت النفوس صافية والقلوب نقية.. كانت مودة ومحبة . فزعة ونخوة وصلحة فحماوية . والرجال أصحاب الاجسام القوية ، والايدين السخية والندية .بتعبهم وبعرق جبينهم يوكلو لقمة هنية .لا بعرفو دولار ولا دينار ولا ليرة استرلينية. اليوم نعيش في زمان ماتت فيه الحقيقة وعاش التزييف .تغرينا المظاهر الخارجية ونغض الطرف عن الحقائق الداخلية . ساق الله على ايام زمان ترجع وتعود علينا الايام الحلوة والهنية .
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |