www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: المطر الأحمر والأطفال

لوحة فنية.. كيف يلتقيان: مطر السماء النظيف الذي يحمل الخير ويمسك أيدي...

شوقية عروق منصور: خيمة وزغرودة وساق رجل!

قالت لي صديقتي الغزاوية: هل تعرفين معنى خيمة؟ ليست خيمة الرفاهية...

شوقية عروق منصور: حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز

يتصدر فيلم "حياة الماعز" هذه الايام عناوين الضجيج ومرايا الاعلام الحر...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار

التاريخ : 2024-09-18 17:26:23 |



متاهة من الجليد تأخذني حين أرى جندياً يجر طفلاً، ينتشله من أرض الطفولة ويرميه في وحل الفزع والخوف والدموع والتوسل، الكاميرات ليست فقط شاهدة عيان على تصرف وسلوك ووحشية، انها الميدان الصادق للتوثيق وحضورها سيضاف الى صفحات المؤرخين.

قالت لي وهي تفرك أصابعها فرحاً : أنظري الى المجرم والسفاح والارهابي الصغير .. !! أنظري الى جنودنا كيف يضحون بأنفسهم من أجل أمننا؟؟

نظرت الى شاشة التلفزيون المعلقة على الجدار، جميع من في الغرفة تسللوا الى خلايا الشاشة الزجاجية وتحولوا الى أيدي تحضن الجندي المصفح والمدجج والبندقية - التي لا أعرف من أي نوع - يضرب بها رأس الصبي، نعم عمره لا يتجاوز الثانية عشرة .

حالة الفرح والضحك وشد الشفاه ومطها حتى تندفع القهقهة من الحلق الى الخارج معلنة الانتصار الكاسح .. يا للهول ..!! قلتها في داخلي على طريقة الفنان يوسف وهبي ، كيف لم أجد من بين الوجوه وجهاً يتساءل بصراحة عن هذا الصبي وكيف وصل به الأمر الى الصراخ والبكاء تحت عقب البندقية .. وكيف لم يحرك بكاء الصبي مشاعر الأمهات الجالسات، خاصة تلك المرأة التي تحضن ابنتها التي تدل ملامحها على عمرها القريب من عمر الصبي الذي يجره الجندي .

عادت المرأة موجهة الحديث لي .. انظري الى الصبي كيف يتوسل الجندي ..!! عندها وحتى اتخلص من ثرثرتها المسيجة بالاستعلاء والعنصرية ، فلا أريد مناقشتها لأن النقاش حول الوضع السياسي الآن أمام هذه الوجوه سيتحول الى ساحة صراخ ودفاع عن الحق والتاريخ ..الخ والانتظار لدى الطبيب لا يتحمل شراسة الكلام وجنون اللغة حين تشعر أن الزيف والباطل والخداع قد مهدوا الطريق للنقاش .

تكلمت مع أبنتي باللغة العربية .. وإذ بهم ينظرون الي بعيون اتسعت حدقاتها ، ثم طأطأت المرأة الثرثارة رأسها وصمتت ، اختفت لغة المباهاة، الشفاه التي فتحت أبواب الضحكات، تقلصت وسكنت فوق ضحكاتها أقفاصاً من الحديد لطيور بلا أجنحة تصر على الطيران .

عدت للشاشة المعلقة ، القناة الثانية الاسرائيلية تمسك التحليلات السياسية ، أنها أشبه بالنقش على الماء أو حسب ما كانت تقول أمي- دق المي وهي مي- كلام وتحليل وتفسير وتصريح ، كل محلل يحاول الصيد في الوضع السياسي ، يصنع سكة حديد لوحده ، يطلق صفارة قطاره الخاص ، يعتقد أن قطاره سيصل أسرع على سكة العنصرية ، لكن هناك من صنع طائرة نفاثة للعنصرية والحقد ، وهناك من صنع صاروخاً عابراً للنفوس ، جميعهم حول طاولة الحوار لم يتكلموا عن الاحتلال والمستوطنين والمستوطنات والقمع والكبت والسجون والبطالة والمفاوضات ، السلطة الفلسطينية بالنسبة لهم منطاد هش سيدمر تحليقه ثقب صغير من ظفر أحد الرؤساء والزعماء العرب ، أو من ظفرهم الاحتلالي . لم يتكلموا عن هجمات المستوطنين البربرية الوحشية، جميعهم خاضوا معركة المسكنة ، أن الفلسطينيين يتعرضون لنا ، يقتلوننا ، يشهرون السكاكين في وجوهنا ، يشوهون حياتنا ، يجبروننا على العيش بفزع وخوف ورعب .

الكاميرا تعود مرة أخرى الى الصبي الذي يبكي بين يدي الجندي، والجندي يجره الى السيارة، وبين دموع الصبي وكرنفالات القوة المهيمنة الطالعة من الجندي، كانت السكرتيرة تنادي على أسمي، فتخلصت من تنهيدة كانت قد استقرت على نوافذ صبري ولطخت بريقه، تريد الخروج خوفاً من الاختناق.

عندما خرجت من غرفة الطبيب ، كانت المرأة الثرثارة تنتظر أمام الباب ، وباقي المنتظرين يتابعون نشرة الأخبار ، أحداً لم يحتج ؟ أحداً لم يشفق على الصبي ؟ أحداً لم يوجه سهام النقد للجندي الذي قوته لا تعادل قوة الصبي الأعزل الضعيف ؟ .

وانا خارجة من باب العيادة الزجاجي الى الشارع، كان الحارس يشاهد نشرة الاخبار، استرقت النظر إلى الشاشة ، وإذ بصبي فلسطيني راكباً دراجة هوائية في احد أزقة مدينة القدس ، يوقفه الجندي ويجبره على الانتظار ، لأن هناك بعض المستوطنين سيمرون من هنا ، وعلى الصبي الانتظار حتى يمروا ، الصبي الفلسطيني رفض الوقوف والانتظار، بل أستهز بالجندي .

ركب دراجته وسار بعظمة وكبرياء ..! وكان خلفه عدة صبيان يركبون الدراجات.

فرحت بشجاعة الصبي، وتدلت من عتمة الشارع حكمة تاريخية ( الم يعلم الجندي أن الاحتلال طقساً عابراً مهما مر الزمن ) هؤلاء الصبيان وحدهم من يحملون حقائب الفجر.


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR