عبد الرحيم زايد: صاحب مغارة أولاد يونس .. وداعًا!

التاريخ : 2024-09-18 18:36:08 |

الكاتب الروائي إلياس خوري .. الأحول برواية الأصم .. !!
(.. اليوم تذكرت شيخ الصحفيين الفلسطينيين، صديقي الراحل حسن البطل- عضو المجلس الثوري التاريخي لحركة ف. تح - والمحرر التاريخي لمجلة فلسطين الثورة وكاتب عمود وعماد جريدة الأيام .. والمثقف الأنسان بكل المعاني .. تذكرت حسن حين كان يحدثني عن صديقه في بيروت (إلياس خوري) - الأحول- كما كان بلقبه احتراما وحبا وذكرى شفيفة، ومما كان يشرحه لي، عرفت سر الموقف الفلسطيني المتطرف المنحاز عند الكاتب اللبناني الياس خوري. فقد شرح لي كيف تشاجرا وتصايحا يوما بشكل صاخب وسط اصدقاء وجيران، وأمام زوجة إلياس خوري، التي صاحت بهستيرية، ما بين أحول وأطرش ما أصعب الشجار ..!! .. فحسن البطل كان اصم تماما نتيجة خطأ طبي في طفولته، ولكنه كان ذكيا جدا ويقرأ الشفاه ويفهمك أن نظرت إليه وتحدثت ببطىء. الشجار كان على ( فزبة) دراجة نارية، فحسن البطل كفلسطيني ازعر كان يمتلك دراجتين ، وهكذا حال فدائيي لبنان حينها يحوزون كل ما هو نادر وغريب بكثرة،. وألياس خوري كان أختارهم وتمارج معهم حتى عشق ما يعشقون، حتى قصص المغامرات الانتحارية! وهو الأن مصر على اقتناء دراجة مثلهم، مع أنه لا يحسن القيادة، إضافة إلى أنه أحول وبصره ضعيف!. . فتصايحا وقال له حسن أنت احول بل شبه اعمى فكيف ستقود الدراجه ..!؟ .. فصاح إلياس خوري ليس لك دخل أريدها. وتمخضت المعركة عن انتصار أرادة إلياس على أمتناع حسن ورفض زوجة إلياس خوري خوفا عليه .
وكم كنت اضحك وأنا ارى حسن البطل- يمثل ويقلد لي كيف كان إلياس خوري يقود الدراجة النارية ضاربا رأسه إلى اليسار ناظرا إلى اليمين لأنه أحول ..!!.. وما هو إلا قليل من الوقت حتى أصطدم إلياس خوري بعمود كهرباء في شارع الحمرا، بعد ان اصطدم بالرصيف وطار عن دراجته الناريه..!! أفأرتطم رأسه بالعمود!!، ولحسن الحظ أنه كان يرتدي الخوذة الواقيه لحظتها فأغمي عليه ، ثم لفت رقبته بضماد ظل يلتزمه بعد ذلك أشهرا .. وهنا ركضت زوجة ألياس نحو حسن البطل،جارهم، وأمسكت بتلابيبه وهي تصيح أتريد قتله !؟ أنتم أيها الفلسطينيون مجانين وجنونكم معدي ، وجننتوه معاكم!. ثم طلبت منه اخذ الدراجه و بقاياها وأخفاءها أو حرقها، وفعل لها حسن ما طلبت .. وحين خرج إلياس خوري من المستشفى ذهب يسأل عن الفزبه، فأجابه حسن لقد تحطمت وبعتها قطعا .. فغضب منه وطلب فزبة حسن الذي رفض ، وقال له لقد بعتها هي الأخرى. وهنا علق حسن وهو يروي لي القصة قائلا ، لقد حرمت نفسي من دراجتي أيضا حبا في إلياس .
هذا هو الكاتب والأديب اللبناني إلياس خوري الذي يحب لي عنق التاريخ والجغرافيا والمنطق ولو لوى عنقه هو شخصيا !، فأنحاز إلى القضية الفلسطينية أتحيازا تاما لا لبس فيه مع أنه مسيحي لبناني غير متلبنن ..!! ـ فالكثير من المسيحيين الفلسطينيين منحوا الجنسية اللبنانية بعد النكبة ـ ولكن إلياس خوري كان لبنانيا مسيحيا مأصلا واصيلا على عكس ما أعتقد كثيرون بأنه كان متلبننا .. لقد جاد أدبا عظيما وليس أوضح من روايته العبقرية الموغلة في فلسطينيتها .. ( باب الشمس ) وداعا إلياس خوري ..وداعا يونس .. يتبع ..) عبد الرحيم زايد
Abdalrahim Zayed