|
|
|
يوسف الشايب: رائدة سعادة.. فنّانة "اللحم الحيّ" وفلسطنة الأيقونات العالمية!التاريخ : 2024-12-04 19:28:44 |تتميز الفنانة البصرية الفلسطينية رائدة سعادة - ابنة مدينة ام الفحم - بكون أعمالها الفنية تقوم على المزج ما بين الحكايات الخيالية والواقع الفلسطيني، كقصة سندريلا التي تعبّر عن الأمل والمثابرة في مواجهة التحديات، على سبيل المثال لا الحصر، علاوة على تركيزها على استخدام اللغة العربية وجسدها كجزء من هويتها الفنية. وخلال استضافتها في مكتبة رام الله العامة، مساء 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، ضمن سلسلة "حواريّات الفن"، ويديرها الشاعر والأكاديمي إيهاب بسيسو، بتنظيم من بلدية رام الله، وجدت سعادة أن "التفاعل بين القصص الشعبية والمأساة الفلسطينية يمكن أن يسلط الضوء على الواقع الفلسطيني المُعاش"، وأن "يعكس حكايات الفلسطينيين في ظل الاحتلال، فالصعوبات التي تواجهها الشخصية المحورية في حكاية سندريلا العالمية، تحاكي الواقع الفلسطيني، عبر تجليّاتها الفنية من جهة، ودلالاتها من جهة أخرى، خاصة عند التطرّق إلى الحبكة السردية والبصرية، وما تحمله من معانٍ وتأويلات". وتابعت رائدة سعادة: "إن توظيف شخصية "سندريلا" الروائية والسينمائية والبصرية العالمية، يعكس حالة الأمل والتحول في ظل الضغوط التي تواجه المجتمع الفلسطيني، ويبرز أهمية تقديم رسالة الاستمرارية في العمل على التحرر، خاصة للأجيال الجديدة، وأخرى حول كيفية مواجهة التحديات على الرغم من الدمار، حيث تقاوم سندريلا التحديات وتعمل على بناء هويتها، حتى لو كان البناء على أنقاض ماضٍ مؤلم، وهو ما ينعكس على حالة الشعب الفلسطيني، من خلال ما تقدمه في مشاريعها الفنية". وتناولت سعادة في حديثها مفهوم الترميز فيما تقدمه من أعمال فنية، مشددةً على أنها تربط أعمالها بتجارب المرأة والجسد والتاريخ، ما يفتح أبواباً واسعة أمام تفسيرات متعددة ومتنوعة. وتعتبر أن استخدام الرموز، مثل شخصية سندريلا، يعكس الأمل والتحول في ظل الضغوط التي تواجه المجتمع الفلسطيني، مبرزة أهمية تقديم رسالة استمرارية للأجيال الجديدة حول كيفية مواجهة التحديات على الرغم من الدمار، حيث تقاوم التحديات وتعمل على بناء هويتها من خلال الفنون، حتى لو كان البناء على أنقاض ماضٍ مؤلم. وأشارت سعادة إلى أن الرمزية التي استخدمتها في أعمالها، تعمد إلى كسر الحواجز والتقاليد الراسخة في المجتمع، فمن خلال أعمالها الفنية تحاول أن تتواصل مع جمهور واسع، وليس فقط مع المهتمين بالفن، ما يعكس رغبتها في جعل الفن تجربة شاملة تصل إلى الجميع. واستعرضت الفنانة الفلسطينية، في الحوارية، شيئاً من سيرتها وتجربتها الشخصية، وكيف نشأت في بيئة مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني، خلال سبعينيات القرن الماضي، في فترة كانت تعج بالتحولات السياسية والاجتماعية، كاشفة عن قرارها المتمرد بدراسة الفن، رغم ردود الفعل السلبية التي أشارت إلى أن هذا المجال قد يكون غير مجدٍ على أكثر من صعيد.. "كان الانتقال من أم الفحم إلى القدس خطوة جريئة تحمل في طياتها صعوبات كبيرة"، ومع ذلك فإنها تشدّد على أن العلاقة مع مجتمعها وعائلتها ضرورية لدعم مسيرتها الفنية. وتحدثت سعادة عن تجربتها في الدراسة بأكاديمية "بتسلئيل" الإسرائيلية للفنون والتصميم في القدس، حيث واجهت تحديات كبيرة كعربية في عالم الفن الذي كان غريباً عليها، وهو ما جعلها تشعر بالحاجة الملحة لإثبات وجودها وموهبتها، لذا كانت تبحث دوماً عن التجديد والابتكار في أعمالها. وشدّدت الفنانة الفلسطينية على أهمية الجرأة في الدخول إلى عالم الفنون، موضحة أن الإبداع ليس مرتبطاً بالضرورة بالتعليم الرسمي، بل يمكن أن يظهر في أشكال مختلفة، مسلطة الضوء على أن هناك، على الدوام، حاجة لتجديد التفكير والفن، وأن التحديات التي واجهتها لم تكن عقبة بل دافعاً للاستمرار والتميز. وأكدت أنها تستخدم "اللحم الحيّ" كجزء من خيارتها المتمردة في أعمالها الفنية، حيث تحاول دفع الحدود واستكشاف الرمزية من خلال جسدها، ما يجلب لها شعوراً بالتحرر، وفي الوقت ذاته شعوراً بالتعب والإرهاق، مُعتبرة "الجسد بمثابة القماش الذي تعبّر من خلاله عن أفكارها، بالاتكاء على الإحساس والخبرة الشخصية في أعمالها، ما يعكس هويتها كفنانة فلسطينية وعربية". وحسب سعادة، فإن كل عمل فني يحمل في طياته تجارب شخصية وثقافية عالمية، ما يسهم في إيصال رسائل إنسانية أكثر عمقاً. كما ترى أن الفن ليس مقتصراً على الهوية الفلسطينية، بل يمكن أن يناقش موضوعات أوسع تتعلق بالمرأة، موضحة أن كل عمل تقدمه ينبع من صراعها وهويتها، ومع ذلك، يجب أن يكون على تماس مع تجارب وآلام الآخرين في شتى أنحاء العالم. وشدّدت سعادة على أهمية التواصل مع الجمهور الفلسطيني والعالمي، معتبرة أن التجربة الفنية تستفيد من المحادثات مع الناس البسطاء، خاصة النساء اللواتي قد لا يكنّ على دراية بعالم الفن.. "أشعر بالمتعة عندما أستمع لآرائهن، التي تفتح لي آفاقاً جديدة، وتعزز مشاعر الإلهام لديّ". وحول رغبتها في تجاوز صورة المرأة العربية كما يتم تصويرها في الغرب، استشهدت رائدة باعتمادها مقاربات فنيّة لشخصيات نسائية شهيرة من الفنون الغربية، ودمجها في أعمال فنية تعكس الواقع الفلسطيني، خاصة احتلال فلسطين في العام 1948 وحكايات النكبة والتهجير، مثل: "الموناليزا"، أو "بائعة الحليب"، و"الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، وغيرها. كذلك العمل الذي وظفت فيه مكنسة كهربائية في تنظيف الطبيعة، مؤكدة أنها بأعمال كهذه تعبّر عن قضايا معقدة تتعلق بالوجود والانتماء، وبما يمثل واقعاً بعيداً عن الفكرة الصهيونية "أرض بلا شعب". واسترجعت سعادة، ذات الحضور العالمي اليوم، ذكرياتها عن أول معرض لها في العام 2000، وحصولها على جائزة مؤسسة عبد المحسن القطان الفنيّة، مشيرة إلى مشاركتها في المعرض الخاص بالجائزة، وحصولها عليها، كان بداية انطلاقتها الفنية نحو العالمية، ومن بيئتها المحلية، حتى فازت قبل سنوات بجائزة بينالي البندقية، ومشاركتها في فعاليات دولية بارزة، ولا تزال. وعند الحديث عن غزة بعد الحرب، عبّرت رائدة سعادة عن مشاعر الخجل التي تسيطر عليها كلما فكرت في كيفية توثيق ما حدث ويحدث هناك، كاشفة أنها تعمل على إنتاج مجموعة جديدة تهدف إلى نقد الذات والعالم المحيط. واعترفت بأن الأمر ليس سهلاً في ظل الأوضاع الصعبة، حيث تجد نفسها في حالة من الشعور الذي تتملكه الصدمة مما يحدث في غزة وعموم فلسطين، باعتبار أن "التعبير عن الألم أو التوثيق الفني لما حدث منذ الحرب يحتاجان إلى تأمل عميق"، مشيرة إلى ارتباطها العاطفي بالأماكن والناس، وما خلّفه الصراع من آثار. (عن: المنصة)
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |