مع دخول وقف إطلاق النار في غزة، اليوم السبت، يومه الـ28، أفرجت المقاومة الفلسطينية عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين، يحملون جنسيات مزدوجة، وهم: الإسرائيلي الروسي، ساشا تروبنوف، والإسرائيلي الأميركي، ساغي ديكل حن، والإسرائيلي الأرجنتيني، يائير هورن، وذلك ضمن الدفعة السادسة من تفاهمات المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

في المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 369 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 36 أسيرًا من "المؤبدات"، إضافة إلى 333 أسيرًا من قطاع غزة، اعتقلوا بعد 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023.

وقد سلمت كتائب "القسام" و"سرايا القدس" ثلاثة أسرى إسرائيليين بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي بدورها سلمتهم لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.

أتي ذلك بعد أن "نجحت مصر وقطر في تذليل العقبات" التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار، والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة، بحسب تقارير مصرية، الجمعة.

وواجه تسليم هذه الدفعة الأسبوع الماضي عقبات بسبب عدم التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار، ما دفع "القسام" الاثنين، للإعلان عن تجميد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لحين وقف انتهاكات تل أبيب.

وقالت حركة "حماس" - في بيان لها اليوم السبت - إن استئناف عملية تبادل الأسرى اليوم جاء بعد حصولهم على ضمانات من الوسطاء لإلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأضاف المتحدث باسم "حماس" عبد اللطيف القانوع، في بيان: "استئناف عملية التبادل اليوم جاء وفق التزامنا مع الوسطاء، وحصولنا على ضمانات لإلزام الاحتلال بالاتفاق".

وتابع، إن الحركة "تنتظر بدء تنفيذ الاحتلال للبروتوكول الإنساني (لاتفاق وقف إطلاق النار) بناء على وعد الوسطاء لنا وضماناتهم لذلك".

وأشار إلى أن "موقف حماس وجهود الوسطاء أفضى لإلزام الاحتلال"، لافتا إلى أن "الاتصالات مستمرة لمتابعة ذلك واستعدادا لمفاوضات المرحلة الثانية".

وشدد على أنه "لا بدائل أمام الاحتلال للإفراج عن باقي أسراه إلا تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار".

واعتبر مماطلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومحاولة تهربه من استحقاقات الاتفاق مخرجا لـ"إنقاذ نفسه وحكومته"، مؤكدا على أن حركته "لن تسمح بإفشال الاتفاق".

وشهد الاتفاق اختراقات في 4 مسارات، وهي بحسب حماس، استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

ونتيجة لذلك، شهدت الأيام الماضية حراكا للوسطاء حيث قالت حركة "حماس" في بيان، الخميس، إن الوسطاء في مصر وقطر بذلوا جهودا لإزالة العقبات وسد الثغرات التي تسببت بها الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، حيث وصفت أجواء المباحثات بـ"الإيجابية".

وأكدت آنذاك أنها مستمرة "في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد".

ورغم ضمانات الوسطاء، إلا أنه لم يدخل حتى الجمعة أي منازل متنقلة (كرفانات) أو معدات وآليات ثقيلة إلى القطاع وفق ما نص عليه البرتوكول الإنساني، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

والخميس، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، بدخول 763 شاحنة إلى قطاع غزة، دون ذكر تفاصيل عنها.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وعلى صلة، نقلت تقارير إسرائيلية عن مسؤولين في تل أبيب أن مفاوضات المرحلة الثانية "بدأت بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، ومسؤولين مصريين"، مشيرةً، في غضون ذلك، إلى "محاولات إسرائيلية أميركية لتمديد المرحلة الأولى من أجل الإفراج عن المزيد من الرهائن الإسرائيليين الأحياء" من قطاع غزة، دون ربط ذلك بمباحثات المرحلة الثانية، والتي تتضمن إعلان "انهاء الحرب".

وفي السياق ذاته، كانت "القناة 12" الإسرائيلية قد نقلت، الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، قوله إنه "يجري العمل بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة من أجل تخليص أكبر عدد من المختطفين الأحياء بأسرع وقت من ثم كافة الإمكانيات مفتوحة".

من جهتها، تؤكد "حماس" أنها ملتزمة بتنفيذ إجراءات صفقة التبادل، وكافة بنود الاتفاق بوقف إطلاق النار، وبحسب طاهر النونو، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، الجمعة، تتوقع الحركة بدء مفاوضات المرحلة الثانية "مطلع الأسبوع القادم، حيث يواصل الوسطاء المباحثات في هذا الشأن".

وأعلنت مؤسسات الأسرى، مساء الجمعة، أسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر تحررهم، وفي ما يلي رابط بأسماء الأسرى، علمًا أنه سيتم إبعاد 24 أسيرًا إلى خارج الأراضي الفلسطينية من بين الـ 36 من أسرى المؤبدات المفترض تحررهم، اليوم.

(الأناضول ووكالات فلسطينية)