وهذا ليس غريبًا ولا كثير عليها، فقد رافقت "المسار" منذ بداياتها وكتبت عدة مقالات فيها لسنين طويلة. واخترتها لأنها صحيفة ذات مصداقية ودقة وموضوعية في نشر الاخبار والمواد المختلفة.

لقد ساهمت "المسار" بدورها في إنعاش وأسناد الصحوة الثقافية والسياسية والاجتماعية، التي نراها اليوم في مجتمعنا. اذ كتب فيها مختلف الكتاب في شتى المجالات، وكان لكل منهم عموده الخاص ومساحته الكافية على صفحاتها، حيث عالجت كل صغيرة وكبيرة. وبالمدة الأخيرة، تطرقت بالنقل والتحليل الموسع ظاهرة العنف المستشري بالمجتمع العربي.

ولا ننسى المجال الادبي، حيث كتب ادباء وشعراء كثيرون من مختلف البلدان والاتجاهات الكثيرة. وفي الأمور الحياتية اليومية، اذكر المقال الأسبوعي للكاتب والشاعر الصديق الراحل احمد كيوان، الذي كان يكتب عن السياسة الإقليمية والداخلية والمحلية والفلسطينية والعربية. كما شجعت "المسار" الشعراء والادباء الواعدين، بفتح المجال لهم على صفحتها ليكبروا معها ويتألقوا بتألقها.

ولا أنسي ان لـ"المسار" حصة كبيرة بالمساهمة في حياتنا الاجتماعية المحلية، حيث فتحت أبوابها لنشر اخبار وافراح الناس بتخرج ابنائهم في مراحل التعليم الثانوي والجامعي.

خلاصة القول، أقول ان "المسار" ساهمت على مدار عشرات السنين، كجريدة محلية، في تغطية قضايا الناس، من منظور وطني وقومي وديني، وليس ربحي لأنها وزعت مجانًا وموّلت صدورها ليس من ممول له اهداف تجارية محضة، وانما من خلال الدعايات القليلة على صفحاتها وبأسعار زهيدة نسبة لصحف أخرى في المجتمع العربي.

أحيي القائمين على صحيفة "المسار"، وخصوصًا صاحبها ومحررها الأستاذ أسامة محاميد، الذي اشهد له بحبه الصحافة منذ ان كان يتعلم بالمدرسة الثانوية.. اذكره عندما كان في الصف العاشر الثانوي، حينما جاء لبيتي واجرى معي مقابلة صحفية وانا في عز شبابي ناشطًا اجتماعيًا وسياسيًا ورئيسًا لمجلة، "الفكر" وهي اول مجلة محلية صدرت بالمجتمع العربي، في أوائل سبعينيات القرن الماضي.

مرة أخرى، ألف تحية للصحفي الصديق الأستاذ أسامة محاميد، وابنائه وأسرة "المسار" والقائمين على إصدارها وكل من يكتب ويعمل فيه، بمناسبة صدور هذا العدد الالف من الصحيفة الغراء. فقد أسّس "المسار" بنجاح واقتدار، وحرص على تطويرها على مدار نحو 20 عامًا ودأب على ان ترى النور اسبوعًا تلو أسبوع، وبانتظام.. فألف مبروك وبالتوفيق لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح!