|
|
|
شوقية عروق منصور: ريجيم على الطريقة الغزاوية!التاريخ : 2024-06-05 19:46:47 |
مئات الصور تخرج من قطاع غزة، تنسكب من الفضائيات على أرواحنا قطرة قطرة كماء النار، كاوية حارقة، تسير ببطء في شراييننا. وكلما سارت تلك الصور تركت أثراً يتورم وينتفخ حتى تخرج من الشريان البراكين والزوابع، رسائل تبصق على وجه العالم وتمزق الأقنعة! كلنا نعرف أن صفحات التاريخ مصابة بالصداع من كثرة صور الحروب والدماء. وغالباً ما يشكو الذين يؤرخون ويشرحون ويفسرون التاريخ من الملل والضجر والقلق من تكرار الصور والأحداث. ولكن من المؤكد أنه أمام "الحرب على غزة" سيصيبهم الجنون، وينصحون بعضهم البعض الذهاب إلى أطباء "علم المقاومة". من الصور التي وقفت أمامها بذهول "الريجيم الغزاوي". نعم، في ظل الشركات العالمية التي تبشر بالتخسيس والتخلص من السمنة وامتلاك أجمل الأجسام، إلى النوادي التي اكتشفت بعض الحركات الرياضية التي ستجعل القوام يذوب من الرقة، إلى عمليات "قص المعدة" التي ستجعل من الرشاقة عنواناً للزهو والجمال.. هناك في قطاع غزة "ريجيم الجوع الحصاري"! نعم، نتيجة الحصار وإغلاق المعابر وشح المساعدات وفقدان الأطعمة، اختفت الكروش وملامح السمنة وطيات البطون.. اختفت الوجوه التي تكتلت في وجناتها طبقات اللحوم، وبانت العظام التي أخذت تخرج وتبرز من الصدور والوجوه والأيدي والأرجل! في اعتراف لبعض خياطي الملابس أكدوا أن عملهم اليوم أصبح تصغير الثياب وتضييقها، لأنها أصبحت واسعة مترهلة نتيجة قلة الأطعمة مما يؤدي إلى نقصان أوزان الناس. من الصور الغزية التي ستبرز مستقبلاً صورة "تصغير الملابس"، حتى تناسب الواقع الغزي الصعب. وعندما يحاول المؤرخ أن ينظر إلى الصور بعنجهية قارئ فرغت بطارية اهتمامه، ويردد: وماذا يعني تصغير الملابس؟! سنقوم بجر هذا المؤرخ وإسقاطه في أيام الحرب المدمرة، عندما كانت ذرة طحين تساوي حياة! ** الكوفية الفلسطينية وسيلة للغش في الامتحانات! في الوقت الذي أصبحت فيه الكوفية رمزاً متمرداً ومتضامناً مع الفلسطينيين، واقتحاماً للميادين والمؤسسات والشوارع والطرقات والجامعات، وطيراناً في فضاء الفخر وختم ذاكرة القضية الفلسطينية بشمع الاعتراف عالمياً ودولياً، قررت وزارة التربية التونسية في 2 حزيران الجاري منع ارتداء الكوفية الفلسطينية، خلال امتحانات الشهادة الثانوية داخل القاعات. والسبب الخوف من محاولات الغش، أي من محاولات الطلاب اخفاء أوراق الغش في الكوفية! قالت العرب: "عذر أقبح من ذنب"! وتونس مثلها مثل موقف باقي الأنظمة العربية من الحرب على غزة. وقد ذكّرني موقف تونس برواية "الشيخ والبحر" أو "الشيخ سنتياغو"، الذي اصطاد سمكة كبيرة الحجم أكبر من حجم القارب. وعند عودته، بدأ صراع الشيخ مع اسماك القرش التي أخذت تنهش السمكة. وما أن وصل إلى الشاطئ إلا وكانت السمكة عبارة عن هيكل عظمي.. وما زالت "أسماك القرش" تنهش السمكة...!! ** بين الموت والموت في غزة بين الموت والموت يمر الموت الغبي من يحاول جعل جهات الأرض منحنية الأرض هناك تدور ترتدي قميص الحياة وتتنفس البركان وبين شياكة القميص وثورة القاع هناك أيادٍ تقرع الخزان!
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |