www.almasar.co.il
 
 

د. محمود علي: بين أروقة المدارس (1)

اعلم يا زميلي أن المناهج صنفان: صنف جلي وواضح، ومكتوب، ومعلوم،...

د. محمود علي جبارين: لماذا كل هذا الازعاج !؟

حتى قبل بداية السنة الدراسية، يبدأ الباعة المتجولون بعرض بضاعتهم (!!)...

مقتل محمود علي أبو غانم جراء انفجار سيارة بواسطة عبوة ناسفة في مدينة الرملة

لقي رجل من الرملة مقتله جراء انفجار مركبة في أحد الشوارع الرئيسية...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

محمود عواد محاميد: جادة ابن سينا ...!

التاريخ : 2024-07-08 22:02:21 |



 

تعتبر "جادة ابن سينا" الفحماوية من ارقى واجمل الاماكن التاريخية، في حي المحاجنة او حارة المحاجنة، احدى اربع حارات تاريخية في المدينة، وارتبطت بها حياتي الشخصية اليومية، بحكم ترعرعي في طفولتي ودراستي الاولية في غرف مدارسها التاريخية، المستأجرة والثابتة لاحقا.
لا يمكن لكل من ارتبطت ذاكرته بهذا الحي التاريخي، والذي عرف باسمه الشهير من خلال مدرسة ابنا سينا، الساكنة في قلبه، المرور مرور الكرام على ذكره، وعبقه الفريد، كانت اشجار الكينا الشامخة، التي احاطت سور المدرسة معلما اثريا من معالم المدينة، الى ان قطعتها مناشير البلدية، ولكن تلك المناشير لم يكن باستطاعتها قطع صلتنا بمدرستنا التاريخية، والتي تخرج من صفوفها جيلا متعلم مثقف، كان بمثابة الجيل، الذي سيرتقي بأم الفحم لاحقا الى مصاف البلدات والقرى العربية في البلاد، التي سيلمع اسمها في عالم الثقافة والادب وغيرها من صنوف العلم .
نادرا ما كنا نقطع المسافة، من بيوتنا صباحا، انا واترابي، الذين ترعرعوا معي في نفس الحي، الى هناك سريعا، بل كنا نسير بخطى منتظمة وبطيئة، كان السير الى هناك ممتعا، المئات من الطلاب يسيرون الى جادة ابن سينا، توحدهم القمصان الزرقاء، وحقائب سوداء مرتبة، يسيرون زمرا زمر، يبتسمون يزين عيونهم بريق الحنين الى مقاعد دراستهم..
وبالطبع كل هذا ليس قبل ان يعرج اغلبيتهم على دكان الحي التاريخي، الذي عُرف باسم دُكان العم مجيد دعدوش، دُكان من الدكاكين التي ذاع صيته في الحي والاحياء المجاورة، يُعد وجبات الطعام الشعبية لطُلاب المدرسة قبل الدخول الى الدوام.
وخلال استراحة الطُلاب عند العاشرة، كان العم مجيد دعدوش صاحب الدُكان يقف بساحة دُكانه المجاورة للمدرسة، وكانه يُحي كل طالب وطالبة ومعلم ومعلمه، ينادي عليهم باسمائهم الشخصية، فلقد ربطته بهم علاقة شخصية، وعلى هذا الاساس كان طعامه شهيا الى ابعد الحدود، كان يبتسم وينظر الى بوابة المدرسة الرئيسية، ويحاول في كثير من الاحيان ان يكون الوسيط بين البواب الذي يحرس المدرسة وبين الطلاب الذين تاخروا لبضع من الوقت عن الدوام، حتى يسمح لهم الحارس بالدخول وبهذا يمنع حرمانهم من الحِصة الاولى ...
كثيرا ما كنت اتناول وجبة الفطور في ساحة دكان العم مجيد، ليس لانه الدكان الوحيد الذي يعد الطعام، بل بفعل جودة الطعام فحسب، بل لان الاسعار التي كان يبيع بها العم مجيد ساندويشات الفلافل للطلاب كانت مُعدة ضمنا لطُلاب المدارس لمعرفته بحال الناس، ولحبه للاطفال ومن منبع حرصه على عدم ابتعاد الطلاب عن اسوار المدرسة بحثا عن وجبات رخيصة وغير صحية .....
بالقرب من دُكان العم مجيد، كان مطعم حُمص وفول العم يوسف رحمه الله، مطعم تاريخي ارتبط بجادة ابن سينا مقابل المدرسة يفصل بينهما شارع، لم يكن طبق الحُمُص والفول الذي يُعده العم يوسف وزوجته بالطبق العادي، بل كان يصل مدى رائحته الزكية الى انوفنا ونحن على مقاعد الدراسة مخترقا البوابة الكبيرة والحارس وعصاه الغليظة، مخترقا الشبابيك والابواب، ممتزجا تارة بعبق اشجار الكينا الشامخة حول سور المدرسة، وممتزجا باوراق كتبنا التي طلب منا المعلم فتحها لعلنا نُفلح في دراسة بعض المواد الجديدة، بعد ان حلقت بنا اجنحة عبير حُمص وفول العم يوسف الى عوالم اخرى لا علاقة لها بالحروف المكتوب بها درسنا لليوم .....
لم نكن وحدنا نشتاق الى صوت جرس الاستراحة يقرع معلنا منحنا بعض الوقت، لنتنفس الصعداء، بعد ان مكثنا لثلاث حصص متتالية بين جدران الصفوف، نرقب نشوق وبطوننا التي تقرقع على وقع طبول الجوع الصباحي، خروجنا الى ساحة دكان العم مجيد، ومطعم العم يوسف، بل كان معنا اساتذتنا يشتاقون معنا الى النفير الى هناك لاسكات اصوات تعالت من بطونهم معلنة العصيان المدني، ان لم يتم اتخامها بساندويشات العم مجيد، او بطبق لذيذ من اطباق حمص فول العم يوسف ....
ليس هذا وحسب على مقربة من مدرسة ابن سينا الاثرية، كانت قد تاسست قبل عقود مكتبة ارتبط اسمها بتاريخنا، وتاريخ الحي العريق، نحن ابناء ذالك الجيل البسيط، مكتبة خالتي عائشة كنا نطلق ولا زلنا الى يومنا، اليوم قررت الدخول الى المكتبة التاريخية، لاسترجاع بعض من ذكرياتي في هذه المنطقة التي اتنفس اشجارها على الرغم من ايادي الغدر قد طالتها، لم اكن اود الاقتناء، بقدر ما كنت اود العودة الى صوت العم مجيد، وصوت الملاعق تلامس اطباق الحمص في مطعم العم يوسف، هل اشتري قلم رصاص، ام محاية امحو بها تقلبات الزمان، ام دزينة اقلام الوان اخط بها على سور مدرسة ابن سينا تاريخ من بعض كلمات يختصر تاريخ جيل باكمله ....
لن يفوتني الحديث عن صيدلية ابن سينا معلم تاريخي من معالم جادة ابن سينا في قلب حارة المحاجنة النابض، والذي يجاور الدكان والمطعم والمدرسة والمكتبة، رُباعية معالم حفرت تاريخنا في ام الفحم عميقا، ولا زلت اتعمد الدخول الى صيدلية الراحل صاحب الصيدلية مسعود هاني ليس للاقتناء، بل لالمح ابتسامته مشيرا باصبعه الى خزانة العطور خلفه ينصحني بالجيد والرخيص منها في ذات الوقت، تاريخ حي وشخصيات وجيل تتمثل في اربع ابتسامات، وصرح تربوي ومعالم خالدة تستحق الرعاية والتوثيق ....

 

** زحمة لا تنتهي. الى متى؟!

 


لم اتوقف لاراقب المشهد عن كثب ....
ولكني كنت اراقبه، من خلال سيري بالمركبة مركبتي
الذاهبة الى هدفها، والتي كنت اقودها، بخطوات السلحفاة ....
كان الجمهور الذي الذي بدأ بالقدوم اخذ بالازدياد ...
من كل مكان، الى مكان الحدث على ما يبدوا ...
كان الجمهور العشوائي يعيق حركة السير...
ويحجب النظر .... والسمع الا دوي صفارات الاسعاف والشرطة التي كعادتها هرعت من كل مكان الى هنا الى مدينتا المنكوبة كغيرها من البلدات والمدن العربية ...
حاولت التملص من الازدحام المروري عبثا ...
احاول الافلات عبثا مرة اخرى ....
الازمة المرورية تاخذ بالتفاقم ...
كان سرب السيارات الذي امامي يمتدد الى اخر الدنيا او اخاله ....
والسرب الذي ينتظر تقدمي خطوة من ورائي، يمتد الى اخر الدنيا كذالك، المحه بواسطة المرأة فوق عيني المتعبتين ...
كنت على عجلة من امري ...
ترن سماعات هاتفي الجوال ...
موقظة في اعماقي رهبة الواقع الذي حاولت الافلات منه ..
الو مرحبا ..صديقي اين انت ؟
احاول الافلات من ازمة السير اجبته...
اظن ان امرا جلل يعيق حركة الناس والسير معا..
الناس تتجمهر على طرفي الشارع المزدحم اساسا ...
ووسطه، وكل مكان ...
اسمع دوي صفارات سيارات الشرطة
وتتبعها سيارات الاسعاف ...
اذا مرة اخرى ...
اظنه كذالك ...
اسمعني جيدا يقول صديقي...
قهوتك هنا بانتظارك...
وانا بانتظارك... اشتقت لك يقول ليخفف من روعي ...
حاول الا تتاخر ولكن لا تقلق انا بكل الاحوال بانتظارك...
حسنا حسنا اغلق سماعة الهاتف النقال، والقي به على المقعد الشاغر بجانبي ...
احاول الا اتذمر، فلا طائل من التذمر في هذه المرحلة اقول لنفسي فانا اعلم الناس بي عني ...
بضع من الدقائق لن تقدم ولن تاخر ... ان تاخرت الى هناك اتمتم واحاول ان احافظ على نفسية متوازنة...
هناك قهوتي وصديقي بانتظاري ... اقول وابتسم ابتسامة صفراء ...
فلتهدأ اذا احاول التقليل من روعي انا ...
احاول ان استجمع قوى مخيلتي ...
لارى قهوتي امامي وعبقها يزكم انفي ...
وصديقي يستقبلني بالاحضان يربت على كتفي ...
فانا لا ابعد عنهما الا خطوات
ولحظات قليلة تفصلني عنهم...
ولكنها ازمة السير اللعينة ... اه لعينة اقول لنفسي ...
والجمهور الذاهب خلف دوي سيارات الاسعاف
والشرطة يزداد عدد افرادها بطبيعة الحال يبدوا ان الامر جلل ...
الله يستر اتمتم في سري ...
واواصل سيري بخطوات السلحفات ...
نحو صديقي وقهوتي ... فانهم ينتظراني على احر من الجمر ...
من يوميات صديق يبحث عن صديق
اليوم الخميس الموافق 4.7.024

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR