|
|
![]()
![]()
![]() ![]()
![]()
|
عناق مواسي: دموع مالحة!التاريخ : 2025-01-15 17:00:34 |![]() أنا حزينة دموعي تتساقط على خدي وانا مسرورة مبتهجة واكفكف دمعي بيدي فأتقافزُ كالظبيات.. هنا، أعيش في أجمل بلاد الدنيا. وطنٌ متوهج بالقداسة والتراتيل ومشتعلٌ كالشمع يذوي يذوبُ في كنائس تصعد من اجراسها تهاليل العيد والمولد. يمشي أعرجًا بثلاث سيقان ، السماء تنيرُها الشمس وتجرحها الأرض. صباحاتي تبدأ بزقزقة العصافير ثم يصير نقر الطوائيس قنابل صوتية، ونسب حينها الجمال في ريشهن ليأكلن الاخضر واليابس فأتمنى ألا أرآهن. أُمسك جوازي وأعبر الحدود دون أن أسافر. أرى العالم يتبدى أمامي كنافذةٍ مشرعة، لكنني لا أملك الجرأة للخروج منها. أتمطى في شرنقة، مجروحة حنجرتي، مبحوح صوتي فأكتب وأصدح وأشدو وأقول فأقول بلا تأتأة.. أنا حرة، ولدي اجنحة أحلق بها، يقولون انها حرة، نعم أنا حرة، لكني أرتطم.. أمتلك قراري، يهمسون. لكن في داخلي، أسوارٌ تعلو فوق أسوار، تحيطني قيودٌ شفافة، لا تُرى، لكنها تُشعرني بكل تفاصيل سجنها. حرة لكني اعيش في قفصٍ اسمنتي وجدار من الخيبة! أُحلق بأفكاري بعيداً، أ بني عوالم من الأحلام، أرتطم بجدار واقعٍ لا يتغير. - هل أنا حرة فعلاً؟ أم أن الحرية وهمٌ، موسوم في شيفراتنا الوراثية العطبة وافكارنا الجمعية الصدئة كيف ينظر الينا من يعيشُ خارج هذه البلاد المقدسة؟ نأكل الزعتر فلا يزيد ذكاؤنا ونشرب البحر فلا يقل ملحه! إنهم يحسدوننا على غنائمنا، ونحسدهم على غناهم النفسي! انا مقهورة، على شجري زرعت الأشجار بيدي. حفرت التراب بأظافري، وسقيته بحبٍ نابع من أعماقي. الشجرة أكبر قيمة من الظلٍ.. إنها شهادة ميلاد للحياة، تحدٍ صغير ضد قسوة الأيام وزمن يكبر على الاغصان كما يشيبُ الشعر في مقدمة الناصية، لكن طبعتُ على قلبي غنيمة النصر حين تغلبتُ على خوفي ان اواجه الزمن بشجرة زيتون أو سرو! لكن، كيف أقنع جاري الذي يقطع شجرةً دون أن يرتجف قلبه؟ كيف أشرح له أن الخضرة في الأرض هي مرآة لسلام الروح؟ أرى جذوراً تمتد تحت الأرض، لكنني أعجز عن مدِّ جذوري بين الناس من حولي.. يوميًا أزرع شتلةً وأقتلع خيبة. أكتب قصيدةً وأمسح دمعة. أنا من هذا المكان، لكنني أشعر أحياناً وكأنني غريبة. أعيش في الشيء، لكن الشي يهرب مني.. تعيش تناقضاتنا. السماء زرقاء، لكنها تُغيم فجأة. الحقول ممتدة، لكنها تُقطع بأسلاك شائكة. البحر الذي يحمل في عمقه أمل النجاة، قد يتحول إلى مقبرة. - هل يمكن للطبيعة أن تعكس حقيقتنا بهذه الدقة؟ أم أننا نحن من صنعنا هذا التناقض؟ أعيش في أرض السلام، أو هكذا يسمونها. لكن الحرب تسكننا. هذه البلاد لا تُشبه أي مكانٍ آخر.. إنها خليطٌ من كل شيء. قد يقول البعض إن التناقضات تجعلنا أقوى، لكن تجعلني أشعر بالإنهاك.. أنا لست ضدها بل أعيشها. أصادفها أصادقها وأُحاربها في آنٍ واحد. هل يمكن للإنسان أن يكون جبهةً مزدوجةً، أن يحارب السلام ويبحث عنه في ذات اللحظة؟ أُطفئ أضواء الغرفة كي أنام لكن أنام مستيقظة وأرى انعكاس هذا التناقض في لحظة ولوج العتمة بما وراء اليقظة. بين حبٍّ لا محدود لا موجود، وبين ألمٍ يرفض أن ينطفئ. بين أحلامٍ بالحرية، وواقعٍ يزداد تقييداً.. ابكي من الحزن العميق وادعي ان الكحل اختلط مع قنوات الدمع! لي حبيب يسكن روحي، لكنه أبعد ما يكون عني، ولا املك ان اتقاسم معه وجعي فنشدو، واعيشُ مع الغرباء ملاصقين كالظل! يفيضُ حبه على لساني ولا املك الجرأة ان اقول له ״أنت روحي״! هذه أنا، ابنة تناقضات من سلالة تناقضات حفيدة اضداد، أعيشها بكل تفاصيلها. أرفضها وأحتضنها.. أُحاربها وأُسلم لها. لدي خزائن الوقت ومقاليد الكتابة لكن لا وقت لفهم المقروء.
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 ![]() Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 ![]() |