www.almasar.co.il
 
 

عناق مواسي: دموع مالحة!

أنا حزينة دموعي تتساقط على خدي وانا مسرورة مبتهجة واكفكف دمعي بيدي...

عناق مواسي: النهوض من الرماد!

ريح تلقحُ الارض وتبحث عن أرض خصبة تدسُ بها بذرة، عن أمطار رحيمة تمحو...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الحالية ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

عناق مواسي: إضاءة في كتاب " الأمن النفسي"

التاريخ : 2025-02-12 17:02:05 |



 

هناك من يمسك بيدك لتسبر معه أغوار الروح بمنأىً عما تحمله من معرفة وما لم تجتازه بعد.. هذا الضوء الازلي الممزوج بلون الفجر ولون المغيب، لون البدء ولون البعث، منبعثٌ من نافذة مشرعة ينساب برقةٍ إلى غرفة شبه مظلمة وفارغة، تُحاكي النفس البشرية في لحظات التأمل والبحث عن ذاتها، في عالم فوضوي الإيقاع، كثير الحركة مشتتٌ ومشتتٍ. هذا التباين بين الظلام والنور إنما يوحي إلى ما بعد الصراع الداخلي بين شك ويقين، وبين القلق والطمأنينة بعد مراحل التشظي وصولاً الى الامن. الكتاب من تأليف د. محمد عمران صالحة ومحمد محمود معطان.
هذا الشباك الصقيلُ نافذةُ مضيئة تأتي بالإلهام الإلهي الذي يضيء دروب النفس، لقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]، فإن هذا النور يُبدد ظلمات النفس الحالكة، ويهديها إلى السكينة والأمن النفسي.
يُعد غلاف كتاب "الأمن النفسي" لوحة فنية تعكس بعمق المفاهيم الروحية التي يتناولها المؤلِّف. يتميز الغلاف بلون أزرق غامق متدرجًا من لون سماويٍ بهيج، يرمز إلى العمق والسكينة، هو لون البحر في موجه الضحل ثم المضي نحو مكامن المحيط الى حيث يمكن ان يصل الانسام فيرى امامه الطرق المضاءة المذابة مع الماء حتى يصل سدرة الأعماق المائية، مما يهيئ القارئ لرحلة تأملية في أغوار النفس البشرية من المشي على شاطئ المتاح مضيًا نحو سراديب المعرفة العميقة. ولربما نجد في إعادة النظر مصدرين من النور والوهج، هذا الذي يفضي إلى الداخل منبعثًا من نور المعرفة، نور الشمس، نور الحقيقية الازلية، نور الله، وهذا الذي مضاءٌ متوهج منار مستشار متقد وهاجٌ من الأعماق تضرب الى سبر أغواره أكباد الإبل يتوهج مع اتجاهات الشعاع، وانما يرمز الى القوة التي منحها الله للإنسان.

 

 

يتشكلُ النقش من لوحة ارابيسك مزخرفة أو ربما طراز أندلسي يدمج بين حضارة إسلامية وحضارة إنسانية، إذ يحمل روح الرسالة، حيث تتداخل الأشكال الهندسية يد الله التي صممت هذا الكون بإبداع هندسي لا خطأ فيه من بلورات مائية ومن هندسات كونية على شاكلتها.
كل مجسم يعطي للمجسم الاخر من روحه وامتداده كأنما يكمل الانسان الله في الحياة ويكمل الإنسان الإنسان لنكوّن أجيالًا وثقافات متعاقبة على نفس النسق متناغمين متناسقين على مسيرة ودروب الحياة!
ولربما هذا الفراغ هو غياب المعرفة فيما نجهل، وهو المكان الذي ربما نبقى ساعين للوصول اليه في الحياة، غير ان التاريخ اوما الينا في طقوس التأمل واستقراء المجهول والتسامي في روح المعرفة وروج الله الملاذ النفسي الامن.
حالة التجرد من الشواغل لملئ فراغ في رده الروح للتواصل مع الخالق. في هذا السياق، يُمكن استحضار قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من عرف نفسه فقد عرف ربه"، حيث يُشير إلى أهمية معرفة الذات كسبيل لمعرفة الله.
بالتالي، يُعد هذا الغلاف تجسيدًا بصريًا لرحلة البحث عن الأمن النفسي بمعزلٍ عن ابعاد أخرى لحالة الاضطراب، ويُضفي على الكتاب بُعدًا جماليًا وروحيًا عميقًا.
في قراءتي لكتاب "الأمن النفسي" للمؤلف محمد معطان و محمد صالحة، توقفتُ عند الفصل الذي يتناول الكيان البشرية ص 26، حيث يسلط الضوء على مفهوم الروح كنفخة إلهية تُضفي على الإنسان بُعدًا روحيًا مميزًا استشهادًا بالآية الكريمة: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [الحجر: 29]، لتأكيد هذا البُعد الإلهي في تكوين الإنسان.
يتعمق الدكتور صالحة في شرح أنواع النفس البشرية كما وردت في القرآن الكريم، مبينًا دور كل نوع في تشكيل سلوك الإنسان وتفاعله مع محيطه. يُبرز أهمية تهذيب النفس والارتقاء بها من مرتبة النفس الأمارة بالسوء إلى النفس المطمئنة، مستشهدًا بالآية: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10]، لتوضيح أهمية تزكية النفس في تحقيق الفلاح، وهناك آيات تبين سبع درجات للنفس البشرية كما ذكرها الله في كتابه العزيز (النفس الإمارة ، اللوامة، الملهمة، المطمئنة، الراضية، المرضية والشفيعة).
في ذاكرتنا الجمعية (الاجتماعية والتربوية والنفسية) اعتدنا تعريف الأمان وفق سلم الاحتياجات الذي حدده ماسلو، اذ يأتي الامن بعد الاحتياج الفطري من مأكل ومشرب ومنام وبدون تحقيق هذه المستويات يتعذر على الانسان الحياة وبالتالي الارتقاء بها والعيش بها كانسان، بل ويجد الانسان نفسه في اصعب المحطات واحلك الظروف كون جمره لم يهدا فيتأكل من الداخل.
لا يقتصر غياب الأمن النفسي على التهديدات الخارجية، بل يشمل أيضًا الأمان العاطفي والقدرة على التعبير عن الذات بحرية، والتمتع بعلاقات صحية تُدعم شعور الفرد بالقيمة والاحترام. فالأشخاص الذين يعيشون في بيئات آمنة نفسيًا يصبحون أكثر قدرة على النمو، والإبداع، ومواجهة التحديات الحياتية. وبالتالي يعرض كتاب الامن النفسي حالة التكامل الذاتي والاجتماعي كنسيج واحد، إذ أن علائقية الانسان بالمجتمع تكاملية وتكافلية مهمة لنشوء وارتقاء كلا الطرفين.
بيد أن أهمية الأمن في حياة الإنسان لها ابعاداً أخرى مؤثرة على الصحة العقلية والجسدية. الأشخاص الذين يشعرون بالأمن النفسي أقل عرضة للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، ويتمتعون بقدرة أعلى على اتخاذ قرارات سليمة ومواجهة الضغوط اليومية. لذلك، فإن تعزيز الأمن النفسي ليس رفاهية، بل هو ضرورة لتحسين جودة الحياة وبناء مجتمع قويم. ويدعم الكتاب تجاه كل تفاصيل العبادات الآيات القرآنية التي تظهر مرشدات في الطرق ومنارات في الأيام الحالكة وبالتالي كلها تنضوي تحت الامن النفسي.
ما أثار اهتمامي بشكل خاص هو تناول المؤلف لمفهوم تلاقي الأرواح وأُلفتها. يُشير إلى أن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، مما يفسر الانجذاب الفطري بين بعض الأفراد والنفور بين آخرين. يُعزز هذا الطرح بالحديث النبوي: "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" [صحيح مسلم].
كما يصور نفس الانسان وشخصيته هي ثمرة مخرجاته من أفكار وسلوكيات فاذا استقامت الشخصية ظهرت بقوامٍ راقٍ متوازن لأنها أتت من نفس مطمئنة وعقل ناضج. وربما في هذا السياق يمكن اختزال وتبئير هذا النسيج الادبي الفكري تحت وشاج النفس المطمئنة. في مسيرة الإنسان نحو الكمال، تتجلى أنواع النفس البشرية التي ذُكرت في القرآن الكريم، وهي:
النفس الأمارة بالسوء: وهي التي تأمر الإنسان بالسيئات، وتدفعه نحو المعاصي والشهوات. قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53]. هذه النفس تحتاج إلى مجاهدة وتهذيب لتجنب الوقوع في الزلل.
النفس اللوامة: وهي التي تلوم صاحبها عند التقصير أو ارتكاب الذنوب، مما يدفعه إلى التوبة والإصلاح. قال تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]. هذه النفس تعكس وعي الإنسان بأخطائه ورغبته في التحسين المستمر.
النفس المطمئنة: وهي التي بلغت درجة عالية من الإيمان والرضا بقضاء الله، مما يجعلها في سلام داخلي دائم. قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: 27]. هذه النفس هي غاية ما يسعى إليه المؤمن في رحلته الروحية.

 

 

كما يفضي المؤلف الرقي بالمعايير الإنسانية يتطلب من الإنسان تهذيب نفسه والارتقاء بها من مرتبة النفس الأمارة بالسوء إلى النفس المطمئنة. هذا السعي يشمل تطوير الفضائل كالصبر، والتواضع، والعدل، والإحسان، والابتعاد عن الرذائل كالكبر، والحسد، والظلم. قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10]، مما يوضح أهمية تزكية النفس في تحقيق الفلاح.
يُقدم الدكتور صالحة رؤية متكاملة حول كيفية تحقيق الأمن النفسي من خلال التوازن بين الجوانب الروحية والمادية في حياة الإنسان. يُشدد على أهمية القيم الدينية والأخلاقية في تعزيز هذا الأمن، مستشهدًا بدراسات تربط بين القيم الدينية والشعور بالأمن النفسي، ويأتي استشهاده بايات من القران الكريم كأنما تسلسلا في منظومة السلوكيات اليومية والعبادات التي تفضي إلى الإرتقاء بالسلوك الإنساني القويم منتقلًا من حالة العصف الى السكون عبر الممارسات التي تذهب النفس وتدخلها في حالة السكون والمأمن. بالمقابل فان له مأخذ على علم النفس الحديث والمعاصر، ان هناك اهمال للكثير من الظواهر السلوكية التي نات عن الروحانية والحسية في ادراكها، على حد تعبير ايريك فروم ان علم النفس الحديث يفتقر الى الجانب الروحي وهذا يفشل أي مشروع نحو السعادة واستدامتها للتركيز على الجانب المادي واقصاء الجانب الروحي.

 

الروح البشرية هي نفخة إلهية سامية، أودعها الله في الإنسان لتمنحه الحياة والقدرة على التعقل والتدبر. قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [الحجر: 29]، {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} [السجدة: 9]، مما يبرز التكريم الإلهي للإنسان بنفخة من روحه.

 

هذا البعد الروحي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، ويجعله قادرًا على السعي نحو الكمال والرقي في المعايير الإنسانية والأخلاقية. الروح تبقى سرًا إلهيًا لا يدرك كنهه البشر، إذ قال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].
نجدُ مساراً ذهنيًا يجمع فقه العبادات مع استدراك عقلي ذهني روحي يفضي ويصب نحو السكينة العليا على اعتبار ان طريق الدين الإسلامي هي الطريق الى الله.
وعلاوة على ما قيل، فان الامن النفسي لا يتجلى بمعزل عن علائقية التشافي الحر، فيصب جأم الأمن بتمازج الجسد النفس والروح، بدءاً من التقبل كأول خطوة نحو التشافي ويتحقق من خلال ثالوث التكامل لقوله تعالى {ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}" [الإسراء: 82].
يُبرز البعد العلاجي والروحي للقرآن الكريم. فالشفاء المذكور هنا يشمل شفاء القلوب من الأمراض النفسية والمعنوية مثل القلق، الحزن، الحسد، والضلال، كما يشمل الشفاء الجسدي حين يُقرأ القرآن بنية صادقة وتوجه روحي، حيث يرمي المُؤلفُ في طهارة الجسد والأعضاء وتنقيتها بالماء الطاهر.

 

 

يقول ابن سينا في كتاب الطب معرفاً الصحة "حفظ صحةٍ وبرء مرض" وهذا يتواصل مع كنه الأمن النفسي وجوهره. صفاء الروح من صفاء الجسد كالماء كالنبع المغرر ماءه صافية.
في المجمل، يُعد هذا الفصل من الكتاب إضافة قيمة للمكتبة العربية، حيث يُقدم تحليلًا عميقًا لمفهوم الروح وأثرها في تحقيق الأمن النفسي، مما يُثري فهم القارئ للعلاقة بين البُعدين الروحي والنفسي في حياة الإنسان، يدعو الانسان الى حالة التقبل بالأقدار والسعي في دروب الحياة من علم ومعرفة وعبادة لتطمئن الجوارح وتسكن خلجات الفؤاد المضطربة ان غفلت عن قدرة الله في طمئنة القلوب. آمل أني قد وفقت نحو قراءة ولو باليسير في مدارات الأمن النفسي.

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR