دربي جماهيري ساخن اليوم بين الاحمر الفحماوي وابناء زلفة واحتدام المنافسة على بطاقة الارتقاء للممتازة

التاريخ : 2019-02-08 11:36:07 |

الاثارة والمنافسة النارية على بطاقة الارتقاء الى الممتازة بين الاحمر الفحماوي وفريق هبوعيل باقة الغربية تستعر من جولة الى اخرى، ودخلت مرحلة جديدة، السبت الاخير، بعد ان قلص فريق هبوعيل باقة الغربية، ثاني الترتيب، النقاط عن المتصدر هبوعيل ام الفحم الى مسافة اربع نقاط.

وقد استغل بذلك فوزه الواضح والصريح على نيشر، بثلاثة اهداف لهدف، واكتفاء هبوعيل ام الفحم بالتعادل في مباراته الخارجية امام هبوعيل هرتسليا، والتي انتهت سلبا دون اهداف، ليرتفع رصيد الاحمر لسبع وثلاثين نقطة. اما باقة الغربية فلها ست وثلاثون نقطة، مع مباراة اقل.

وفي هبوعيل ام الفحم ساد شعور مختلط جراء التعادل السلبي. فمن جهة واحدة لم يفقد الفريق الصدارة اثر التعادل وحافظ عليها بكل قواه. ومن جهة اخرى، تخطى عقبة صعبة لا يستهان بها، ومن فريق يشكل كمينا لفرق قمة وخاصة في معقله.

وكالعادة، كان الجمهور الفحماوي في الموعد من حيث حضوره للمباراة، فرغم موعد الساعة المتأخر، رافق الاحمر ما يزيد عن الف مشجع محروق وملتهب، ليفرضوا الاجواء البيتية ويقضّوا بهتافاتهم الحماسية مضاجع المواطنين القاطنين قرابة الاستاد المتطور والواسع.

وفي القلعة الحمراء يؤكدون ان تقليص الفارق عن المرتبة الثانية لن يهز معنويات اللاعبين، بل العكس هو الصحيح، سيضاعف من منسوب اصرارهم وتصميمهم على صنع الانجاز المنشود، الذي لن يكون سهلا في ظل الواقع الجديد وتقليص الفارق لنقطة واحدة حسابيا.

وما يلفت الأنظار هو ان الاحمر يعاني هجوميا في الجولات الاخيرة، وانتصاراته تأتي ضيقة للغاية. ومرد ذلك يعود الى الفترة الصعبة التي يمر بها هدّاف الفريق معمر قراقرة، الغائب عن تسجيل الاهداف المتوقعة منذ ما يقارب شهرا. وباتت اعادة اللاعب الى سابق عهده كقاصف للشباك وورقة رابحة من مسؤولية المدرب شمعون هداري، المطالَب بإيجاد الحلول لرفع معنويات اللاعب، الذي ان استفاق من سباته سنشاهد الانتصارات العريضة والكاسحة.

وعلمت "المسار الرياضي" ان مجموعة من انصار الفريق اكدت لقراقرة عن دعمها له في هذه الفترة ومساندته في الخروج عن صمته التهديفي، والعودة الى مزاولة مهنته المفضلة بقصف الشباك، واعدة اياه بهدية قيمة وثمينة تليق به كواحد من الهدافين البارزين في الفريق.

ومن باب دعم اللاعبين ومنحهم بجرعات معنوية، بادرت الادارة الى دعوة اللاعبين الى وجبة فاخرة في احد المطاعم في المدينة، وسط اجواء مثالية ومطمئنة، توحي بان الاحمر وطّد النفس  ومصر على الارتقاء مهما غلا وعلا المطلب والمارب.

الى ذلك، يعد الاحمر العدة لمقابلة ابناء زلفة في دربي ممتع وناري، اليوم الجمعة على استاد السلام في الساعة الثانية الا ربعا بعد الظهر، في ظل توقعات كبيرة بحضور جماهيري حاشد وغفير يتجاوز 5000 مشاهد من ام الفحم وزلفة والقرى المجاورة والوسط العربي.

وسيخوض الاحمر الدربي دون قلب دفاعه نداف موينس، للايقاف، لكن غالبية عناصر التشكيلة ستكون تحت تصرف الطاقم المهني، بمن فيهم دينامو الفريق محمد ملك (الجنجي)، الذي شارك في مباراة هرتسليا بعد ايقاف دام اسبوعا، لتجميعه خمس بطاقات صفراوات، اذ هنالك حالة من التفاؤل تطغى على ساحة الفريق بان يحقق الفوز المرجو، مع اداء رفيع يعكس احقيته بتربع عرش الدوري.

وفي الجانب المادي، فان الفريق لا يشكو من اي اشكالية، رغم النفقات الهائلة التي يصرفها للاعبين والطاقم المهني على مدار كل شهر. وان دلّ ذلك على شيء، فانه يدل على مدى تعاطف وانتماء جمهور الفريق لمعشوقه وتلهفه بمعانقة الممتازة نهاية الموسم.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال جناح الاحمر ران رول: "لا شك ان الدوري صعب وشاق، وكل فريق هو منافس ليس بالهين والبسيط، فنحن كلاعبين لا ندخر جهدا في تقديم افضل ما في جعبتنا من اداء وتضحية لفائدة الفريق ونجاحه. لكن احيانا تصطدم بفرق تراهن على البونكر والخطط الدفاعية، ما يصعب من مهمتنا، دون ان ننسى ان غالبية الملاعب في الدرجة الاولى تعاني خللا وعطبا يحول دون تقديم الافضل والمرجو".

وحول تقليص الفارق عن المرتبة الثانية، قال ران رول: "واضح ان الدوري يشتعل من اسبوع لآخر، وتقليص الفارق من المؤكد لن يضغطنا او يربكنا، ففريقنا يمتلك لاعبين مجربين يعرفون الى اين هم ذاهبون، وما المطلوب منهم. وسنعرف الطريق الامثل لإعادة فارق النقاط بدعم جمهورنا الذي مهما امتدحناه لا نفيه حقه".

وعن اللقاء الناري والمرتقب امام ابناء زلفة، ردّ ران رول قائلا: "فريق ابناء زلفة هو الوحيد من بين فرق الدوري نجح والحق الخسارة بنا منذ بداية الموسم. وهذا الفريق اثبت نفسه وجدارته بالدوري ومن الغباوة استصغاره او النظر اليه باستعلاء، حيث اننا بصدد منافس قوي ومنضبط، من المفروض ان نتغلب عليه، لأننا الاحوج للنقاط والفوز".

وفي معسكر ابناء زلفة هناك حالة من الرضا والارتياح من مردود الفريق ومرتبته على اللائحة، والاهم صحوته في الجولات الاخيرة، مع انه جمع نقطة واحدة من ست نقاط في المباراتين الأخيرتين. وهم يعملون على ضمان البقاء مبكرا بعيدا عن الجولات الاخيرة، مع ان الفريق يتمركز في المرتبة الخامسة حاليا مع 25 نقطة. وهو مركز يتأهل صاحبه الى منافسات "البلي اوف" الاعلى مع نهاية الموسم. الا ان هنالك مخاوف من تردي النتائج، في ظل فارق بسيط بين فرق القمة والقاع في موسم مسعور، وبات مشابها لدوري الدرجتين العليا والممتازة بترتيب فرقه وفارق النقاط بينها.

وكان ابناء زلفة قد وقع في فخ التعادل، الجمعة الفائتة، بتعادله السلبي دون اهداف مع مجدال هعيمق، في مبارة بيتية احتضنها ملعب اسي غلبواع.

ولعب الابناء الذي كان قريبا من حصد العلامة الكاملة والفوز، دون حارسه الاول غانم محاجنة، بسبب خمسة إنذارات. ومكانه ذاد عن المرمى الحارس الناشئ ورد كبها، الذي تألق ومنع اهدافا محققة، مُبدياً شجاعة وثقة بالنفس عالية، وكأنه يلعب لمواسم ضمن كادر الكبار.

ولعل ما يثير القلق والازعاج في ابناء زلفة انه يعاني غياب مهاجم متمرس ومحنك، ينهي الهجمات الخطرة في المرمى، بدليل ان فرقا من القاع تتفوق عليه بهذه النقطة، وهو عامل سلبي يؤرق مضاجع الفريق، الذي لم يسجل الاهداف في اخر لقاءين.

وفي ابناء زلفة لم يجدوا بعد الحلول لهذه المعضلة، مع الاشارة الى ان المدرب، موريس اوزان، يعتمد على مهاجم واحد وخمسة من لاعبي الوسط في المنتصف. وهي طريقة دفاعية هدفها عدم الخسارة اولا وقبل كل شيء.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال مدرب ابناء زلفة موريس اوزان: "لا تغيير على مستوى اهدافنا في الدوري، وعلى رأسها البقاء بشكل مشرف ومحترم في الأولى. وحاليا نحن نسير بثقة في هذا الاتجاه، وارجو مواصلة العزف عليه حتى سماع الصافرة الاخيرة من دوري، أصفه بالضعيف والمتواضع بخلاف الموسم الفائت العاصف والشديد المنافسة في القمة والقاع".

وحول اللقاء المرتقب مع فريقه السابق هبوعيل ام الفحم الذي صمم وبنى تشكيلته الحالية، قال موريس اوزان: "بالطبع بانتظارنا لقاء مع واحد من افضل فريقين بالدوري، ويعد مرشحا فوق العادة للارتقاء الى الممتازة. ومن جهتنا سنبذل قصارى جهودنا من اجل الخروج بنقاط ثمينة، وواضح ان المباراة ستشهد الاثارة والدراما كون جمهور غفير سيغطي المدرجات. وكلي امل ان نحظى بمباراة ممتعة ورياضية وهانئة".