بحضور شقيقه الشيخ رائد صلاح: اُمسيةٌ ومعرض تشكيلي على شرف الفنان التشكيلي الراحل عاصم صلاح أبو شقرة

التاريخ : 2019-07-26 10:48:27 |

ساهر غزاوي

استضاف مسرح المدرسة الأهلية الثانوية في مدينة أم الفحم، السبت الفائت، اُمسية ومعرضا تشكيليا على شرف الرسام العالمي الراحل عاصم صلاح أبو شقرة، وتناولت الأمسية سيرة المرحوم عاصم ومدرسة رسمه.

نظّمت الأمسية، التي حضرها المئات، برعاية بلدية أم الفحم وصحيفتي "المدينة" و"المسار"، ودعت إليها "أسرة صالون الرسام العالمي المرحوم عاصم صلاح أبو شقرة".

وأتيح للشيخ رائد صلاح، شقيق الفنان التشكيلي الراحل عاصم صلاح أبو شقرة، المشاركة في الأمسية بعد أن وافقت المحكمة على طلب طاقم الدفاع بمشاركته في الأمسية، دون السماح له الإدلاء بتصريحات أو مداخلات خلال المناسبة.

تخلل الأمسية كلمات لكل من عائلة المرحوم عاصم-ألقاها محمد سليمان أبو شقرة، ورئيس بلدية أم الفحم-الدكتور سمير صبحي، والمشرف على إقامة متحف الرسام المرحوم عاصم-المهندس ميمون ابو عطا، ومحاضرةٌ للكاتبة والمحاضرة في معهد بيت بيرل د.عايدة نصر الله ومحاضرة للباحث د.جورج ميشيل الأعمى. فيما تولى فقرة العرافة الإعلامي فادي مصطفى عبد الجواد.

إرث تتناقله الأجيال

وبعد أن رحب بالحضور، تحدث عريف الأمسية الإعلامي فادي مصطفى عبد الجواد، عن سيرة الفنان التشكيلي الراحل عاصم صلاح أبو شقرة وعن مولده ونشأته في مدينة أم الفحم، وذكر أن إحدى رسومات المرحوم بيعت بمبلغ 100 ألف دولار، وكان ريعها لمشفى النور ومشاريع أخرى في المدينة.

محمد سليمان أبو شقرة، ألقى كلمة عائلة المرحوم عاصم، وثمّن للحضور مشاركتهم في الأمسية، وأشار إلى دور والدة المرحوم الحاجة أم محمد وأثرها الكبير على مسيرة الفنان الراحل وقال: "ثلاثون عاما على رحيل الرسام عاصم أبو شقرة ولا زالت شعلة ذكراه تتقد وتزداد توهجا يوما بعد يوم، ولا أبالغ إن قلت لكم بأني ما زلت أحيا ذكريات معه وكأنها حدثت بالأمس القريب وكثيرا من أقراني كذلك الأمر، من أبناء وأشقاء وشقيقات المرحوم عاصم لأنه كان يحيا معنا طفولتنا وبراءتنا بخفة ظله وبسمته التي لم تفارق محيّاه حتى في أحلك أيامه شدة ومرضا".

وأضاف: "30 عاما مرت على رحيل المرحوم عاصم أبو شقرة هي في حسابتنا كثيرة إلا أنها وبكل مسؤولية وموضوعية كانت قليلة بل قليلة جدا في عمر وعطاء الفنان عاصم، هذا الإرث والعطاء الذي ينطق بخلجات وأفكار ورؤى المرحوم ستتناقله وتتداوله الأجيال القادمة لما له من وقع على المستوى الفني والابداعي وحتى السياسي، خطّها المرحوم بريشته ورسمها بألوانه ليحكي قصته ويخلد روايته جيلا بعد جيلا".

وختم محمد أبو شقرة كلمته بالقول: "إن كان لا بد لنا كعائلة الفنان المرحوم أن نخطو خطوة في هذا الاتجاه، في سبيل تعزيز ونشر هذا الإرث، الذي يحاكينا جميعا ويحاكي وعينا وفهمنا ويرسخ ماضينا ويوقر حاضرنا، ويحفظ مستقبلنا ويخطّه عبر تأسيس صالون يحمل اسمه ويحكي روايته، ليحتضن في أروقته كل ما كان يخصّه من أدوات وكتب ومسودات ورسومات، على أن يكون هذا الصالون أيضا حكما للرسامين والفنانين العالميين وعنوانا متلألئاً في سماء الفنّ الفلسطيني والمحلي والعالمي".

البلدية تخلّد أعمال عاصم

ثم كانت كلمة رئيس بلدية أم الفحم، الدكتور سمير صبحي، وأعلن في بداية كلمته عن مسابقة لتزيين أروقة البلدية بأعمال الفنان الراحل وتوقع أن تدخل حيز التنفيذ مع افتتاح السنة الدراسية القادمة.

وأشاد الدكتور سمير بأسرة صالون الرسام العالمي المرحوم عاصم صلاح أبو شقرة وقال إن "مفهوم الوفاء للأسف الشديد تغيّب عنّا كثيراً، أما أن تجد عائلة بعد ثلاثين عاما تُحيي ذكرى من فقدت، فهذا هو الوفاء وكل الاحترام وكل التقدير لهم".

وتطرق رئيس بلدية أم الفحم في كلمته إلى صورة الصبّار، إحدى رسومات المرحوم الفنان أبو شقرة، لافتا أنها "تجسد معاناة وواقع الشعب الفلسطيني عبر تشبثه بأرضه وعناده وإصراره على حقه، وهكذا كان الراحل عاصم أبو شقرة" كما قال.

افتتاح المتحف قريبا

المهندس المعماري ميمون أبو عطا، تحدث عن مشروع متحف وصالون الفنان الراحل، العتيد، وعرض صورا تحاكي المتحف في وضعيته النهائية، مشيرا إلى أن المشروع في مراحله النهائية وسيفتتح قريبا.

وأضاف أبو عطا: "لم أعرف عاصم إلا عن طريق رسوماته واعتبر نفسي فنانا وحاولت أن أدمج بعضا من صوره في تصميم المتحف عن طريق الألوان أو عن طريق مواد أخرى".

ولفت أبو عطا إلى أن الفكرة من وراء المتحف جاءت من الحاجة أم محمد والدة المرحوم عاصم، وقال إن هذا المتحف سيكون معلما تاريخيا لمدينة أم الفحم حيث ستعرض اللوحات والرسومات بطريقة جذابة ومناسبة.

الفلسطيني الذي وصل العالمية

الكتابة والمحاضرة في معهد بيت بيرل د. عايدة نصر الله قالت في مستهل محاضرتها "أنا أتحدث عن عاصم الإنسان الفلسطيني الذي استطاع أن يحصل له على اسم عالمي من خلال ذكائه".

ونوّهت إلى أن الفنان الراحل اشتغل كثيرا على التأطير ومعظم الرسومات فيها مقطعين، وكان رساما مُحَوْسبا لا يرسم بعبثيه، رساما يعرف ما يريد ويفكر قبل أن يرسم وينتج الرسم بشكل لوني، وكان يرسم في البداية على المسودات وبعدها يحولها إلى ألوان.

وقالت إنه "فنان ذكي يعرف الموضع لكل لون، ولكل خط عند عاصم لا يوجد خط دون معنى ولا يوجد لون دون معنى، وفي رموز الصبّار يعبر عن الوحدة الذاتية. فالصبّار هو عاصم وعاصم هو الصبّار، ولما عاصم يتماهى مع الرمز الصبّار فهو تماه انتظامي واحد حيث يزرع رأسه في الأصيص وكأنه ورقة صبّار وهنا يتم التماثل وهكذا الصبّار".

أرشيف الفنان الراحل

وفي ختام الأمسية قدّم الباحث د.جورج ميشيل الأعمى محاضرة تحت عنوان "عاصم أبو شقرة بتعمق حياته وأعماله" وتحدث عن لمحات من سيرته الذاتية والمهنية والأكاديمية، وقال إنه أطلع على أرشيف المرحوم بمساعدة عائلته. وأشار إلى أنه كان قد ألقى محاضرة قبل نحو شهرين في لندن عن الفنان عاصم أبو شقرة وقال إنها عبارة عن ثمرة لجهود كبيرة قام بها شخصيا بالتعاون مع العائلة.

وأشاد الأعمى بعائلة الفنان أبو شقرة التي منحته الثقة بأن يطلع على الأرشيف الشخصي للمرحوم ويبحث فيه لمدة ثلاثة أسابيع قبل ذهابه إلى لندن لإلقاء محاضرة عن الراحل الفنان عاصم أبو شقرة.

 وقال: "كان الأرشيف أيضا عبارة عن نقله نوعية حتى لي شخصيا عن معرفتي الشخصية بالراحل حيث ما كان عندي هذا الاطلاع الكبير قبل أن أحصل على هذا الأرشيف واطلع على جميع الأوراق الموجودة فيه".