www.almasar.co.il
 
 

ارتفاع عدد القتلى العرب الى 70 بعد الاعلان عن مقتل الشابة فاطمة ديراوي في ابو سنان

لقيت الشابة فاطمة ديراوي، في الثلاثينيات من عمرها، صباح الثلاثاء،...

مقتل ضابط كبير من وحدة "اليمام" متأثرًا بجروحه اثر اقتحام دير الغصون في طولكرم قبل ايام

أعلن الناطق بلسان الشرطة اليوم الأربعاء عن مقتل ضابط كبير من وحدة...

السلطات الإسرائيلية تهدم 47 منزلا في النقب وسط أجواء مشحونة بالتوتر والغضب

أقدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، بحماية قوات من الشرطة...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

في ذكرى قيس فرو.. بقلم: امين خير الدين

التاريخ : 2019-11-10 14:51:07 | في الصورة: الراحل ب. قيس فرو




عائلة البروفيسور قيس فرو شعبا، وطنا، حزنا، حلما، ألما وأملا ومصيرا،
أهي أولى الذكريات!؟
أم لأنّك حاضر بيننا بمواقفك، بعلمكَ بنثركَ بأبحاثكّ بتواضعكّ بابتسامتكّ
أيّها الحيّ في موتكَ
يا مَن انتقاكَ مَلاك ذكيٌّ، يعرفُ كيف ومَنْ ينتقي بعناية فائقة
أيّها المستريح أبديّا، المَعْفي من الطائفيّة المفروضة، ومن سماع أنباء تعصر العلقم في الآذان، فتمزّقها أحتجاجا، وتوقظ الغضب في زمن يحتاجُك لِتُصْلِح له تاريخه. أنت تسمعنا جيّدا، رغم اعتراضك على كثير مما يُقال، لأنه يُزْعج هدوءك وأبديّتك وخلودَكَ، لكنّك رغما عنكَ، وعنّا، تظلّ صامتا، على غير عاددتِك.
دع النوم يطيل عمرك، ودعِ الخلود يطيل بقاءكَ.
نحن نعرف أنّك بتواضُعِكّ لم تكن تطمح للخلود، لكن الخلود لا يقلّ ذكاءً عنكَ، يعرف كيف يتعامل مع الأذكياء أمثاله، لم يدعْكّ لحالكَ كان بانتظاركّ على أحرّ من الجمر
ليس رثاء، لأنه لم يجُل بخاطري، ولو للحظة واحدة أن أرثي البروفسور قيس فرو، لكن القدر لا يساير خواطرنا، له حساباته ومفاجآته ومداهماته، ولا يقبل الأعذار أو الانتظار.
عذارا أبا غسّان، لا أملك آليّة الكلمات كما كُنتَ تملكُها، ولا أملك القدرة على ابتكارها أو تخطّي المسافات ولا أملك القُدْرَةَ على محاورة الموت، إجلالا له وللعقيدة والإيمان بالقضاء والقَدَر، ولا أملك جرأة الاستخفاف بالموت ، وإن كان موتكَ الجارح يحول دون ذلك، فعُذْراً منكَ وإن كنتُ سأحاول ذلك.
أنْ تفقدّ إنسانا على مستوى المؤرخ العالمي ليس معناه أن تفقد شخصَه أو صورتَه أو حضوره، إنّما معناه أنكَ تفقدُ إرثا حضاريا وثقافيا وحتى إرثا نبويّا - هو الْعلْمُ- وكما قال الرسول الكريم:
(إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
عرفت أبا غسّان منذ كنّا في الابتدائيّة، وكان التعارف صُدْفة، ومنذ ذلك الحين، رغم البعد الجغرافي ربطتنا الصداقة، عرفتُ فيه الوفاء والضمير النظيف والقلب النظيف، كان صديقا مخلصا وفيما بعد مدرّسا مُتفانيا. وأكثر من ذلك كان صادقا مع نفسه، والصدقُ مع النفس أسمى معاني الصدق وأسمى الميّزات الإيجابيّة في البشر، ومع الزمن عرفته أمَميّا ليس حزبيا ولا طائفيّا.
امتاز خلال عمله الأكاديمي بالنزاهة الأكاديميّة والتاريخيّة، والتفاني في العمل، كان نموذجا بين المحاضرين في الجامعة يمتاز بنهج عصاميّ بعيد عن أيّ تيّار كما قال عنه زميله في الجامعة يوسي بن أرتسي. وقالت عنه زميلته البروفيسور فروما زكس "كان مؤرّخا غزير الإنتاج، كان أوّل مَن يصل إلى طابق القسم، وآخر من يتركه". كان نموذجا في كتابة التاريخ النزيه، وعلى سبيل المثال - لا الحصر- تحدى في دفاعه عن أحد طلابه ومواقفه ومبادئه جهازا من المحامين والعملاء الذين يمثلون جهازا يعمل في الخفاء، مع أنه كان من الصعب على محاضر من أبناء الأقليّات أن يقف بجانب تلميذه كما قال عنه إيلان بابي.
كان قدوة من حيث الأخلاق والنزاهة العلمية والمنهج السليم في كتابة التاريخ حتى أنه يُمْكن القول عنه بأنه كان طبيبا روحانيّا في الإرشاد الأكاديمي لتلاميذه.
وذا كانت سيرة المرء تُنْبئ عن سريرته، نكون أمام شخصيّة خاضت معارك العمل بعصاميّة، وثقة قويّة، وفي الثقة بالنفس كثير من الشهامة التي احتفظ بها طيلة حياته ولازمته في الرخاء وفي الشدّة
يكفيه فخرا أنه كان إنسانا ظاهره كباطنه ينبذ التعصّب والطائفيّة والعنصريّة، كره التفرقة وسعى لخير طلابه، كان إنسانا متواضعا إلى أشدّ حدود التواضع، وفي تواضعه كثير من أسباب عَظَمَتة.
سيبقى البروفيسور قيس فرّو بيننا ما حيينا، نذكره في الرخاء وعند الشدّة، نذكره بأعماله العظيمة وبما ترك من كتبٍ تشير إلى أنه كان مؤرّخا عالميّا وإنسانا بكل ما في الكلمة من إنسانيّة ومن نُبْلٍ وعُمْقٍ.
لا يُمكن للمرء، مهما أطنب، أن يحيط بالجانب الإنسانيّ والعلمي والأخلاقي والاجتماعيّ لأبي غسّان.
يكفيه أنه لم يكن طائفيا في زمن تحظى الطائفية برعاية فريدة، وكأنها الإبن المُدلل للمؤسّسات الرسمية في هذه البلاد، كان دينه كدين الصوفي محي الدين ابن عربي:
لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
ولا أجد ما أختم به كلامي عن أبي غسّان سوى أن أدعو له بجنة يلتقي فيها مع الصالحين من عظماء الأمم ومُصْلحيها. ولزوجته المصون وأبنائه بطول العمر.
8.11.2019

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR