53 عاماً مر على 5 حزيران عام 1967 (النكسة).. بقلم: الحاج عدنان عبد الهادي (ابو حسام )

التاريخ : 2020-06-04 18:00:28 |

في هذه الايام تمر علينا ذكرى نكبة حزيران عام 1967 وقد عمل وخطط حكام اسرائيل والولايات المتحدة على ضرب النضال العربي في تلك الفترة الذي كان يقوده الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر, وقد كانت في تلك الفترة فترة النهضة لمقاومة الاستعمار والاحتلال في الوطن العربي والعالم وقد عمل بالتنسيق مع القوى الرجعية العربية على ضرب الحركة الوطنية العربية وقد شنت اسرائيل حرباً دموية واسعة ضد جمهورية مصر العربية وضد سوريا والاردن ولبنان. وكان المخطط من اجل استيلاء اسرائيل على جميع الاراضي الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء والجولان والاراضي اللبنانية وبذلك تفرض تغييراً على المنطقة وضربة قاسمة بصدر الحركة الوطنية العربية والتقدمية في العالم.

وقد ساهم في هذه النكسة بعض الحكام العرب الذين كان لهم دور في هذه الحرب الغادرة واستمر الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المصرية والسورية واللبنانية والعربية مدةً طويلة, وقد ادركت القوى الوطنية العربية خطورة هذه المرحلة وعملت على حرب الاستنزاف للمحتل في الاراضي العربية وخاصة على حدود مصر. وقد عملت الحركة العربية الوطنية من أجل كنس الاحتلال وتحرير اراضي مصر وسوريا.

 وقد خاضت حرب عام 1973 التي كانت الجيوش العربية هي المبادرة لتلك الحرب وقد اشتبكت مع قوات الاحتلال الصهيونية الاسرائيلية في هضبة الجولان وسيناء وعبرت الجيوش العربية الى مناطق شاسعة وواسعة في الجولان وسيناء وكانت هناك مؤامرة دبرتها المخابرات الامريكية والاسرائيلية مع قادةٍ عسكريين من مصر وسوريا لإجهاض الحرب والتحرير وخيانة الامانة من قادة تلك الجيوش وقد عملت امريكا على انقاض المحتلين حيث عملت على مساعدة الاحتلال الاسرائيلي في ايصال قطار جوي من امريكا الى اسرائيل وفي تلك الفترة قالت وبكت  رئيسة الحكومة جولدا مأير:" نحن صغار امام الكبار". وجرى بعد ذلك العمل على ايقاف الحرب وخضوع قادة مصر السادات والقبول بالاقتراحات الامريكية واخليت سيناء من الجيوش العربية وسمح لإسرائيل للعبور في قناة السويس, ومنذ ذلك الوقت تعل الرجعية العربية وبالتنسيق مع حكام امريكا لتغيير الوضع الحالي في المنطقة وطبعاً بتأييد ودعم من حكام الامارات والسعودية والرجعية في الدول العربي والاسلامية.

وقد عملت امريكا على طرح مشاريع عديدة من أجل تصفية القضية الفلسطينية الهامة جداً والتي يعترف العالم وهيئة الامم بحق الشعب العربي الفلسطيني بقيام وطن ودولة له وعاصمتها القدس ومازالت قرارات الامم المتحدة حبراً على ورق, وهناك عشرات القرارات الدولية التي تؤيد الشعب العربي الفلسطيني بقيام دولته المستقلة وعاصمته القدس.

وبعد انتخاب رئيس الولايات المتحدة المعتوة ترامب طرح مشروع سمي بصفقة القرن التي تتنكر لحق الشعب العربي الفلسطيني وقد عمل ترامب بكل القوة من أجل ترويض الانظمة العربية لصالح هذا المشروع وفرض على حكام الامارات والسعودية شروط دفع  "الخاوة" لأمريكا حيث قال لهم انه بدون دعم وحماية الولايات المتحدة لن تستطيعوا البقاء في الحكم اسبوعاً واحداً, وقد دفعت المملكة السعودية مئات المليارات "خاوة" للولايات المتحدة وكذلك دول الامارات في الخليج العربي وبهذا جندت امريكا عملائها من الولاة العرب في تنفيذ وتأييد للمؤامرة القديمة الجديدة في تصفية القضية الفلسطينية وتغيير الانظمة في الدول العربية وبخاصة الحرب التي شنت ضد سوريا وضد العراق وتخريب النظام في ليبيا وبعض الدول العربية.

وقد جندت محمد ابن سلمان لهذا الدور حيث هنالك المخطط الكبير من اجل تصفية القضية الفلسطينية وانهائها من جدول الابحاث في هيئة الامم وقد عمل رئيس الولايات المتحدة ترامب على نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وبعد ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل وكذلك العمل على تهويد باقي الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة في منطقة الاغوار وتحويلها الى كيان  لدولة اسرائيل وقد اعلن ترامب عن ضم منطقة الجولان السورية الى دولة اسرائيل وهنا يسأل السؤال, هل ترامب وحكام امريكا هم اصحاب الارض ؟ وهل هذه الاراضي ملك لأمريكا ؟ كيف اذاً يتصرف هذا الاستعماري اللص ؟ حيث يقوم بالمجازر على سوريا والعراق وفي ليبيا وفي اليمن ان الاستعمار الأمريكي مازال يحمل نفس الاساليب القديمة والجديدة حيث يستعمل القوة والضغوط الاقتصادية .والان تجري المؤامرة على القضية الفلسطينية حيث يعمل حكام امريكا واسرائيل على ضم جميع الاراضي الفلسطينية الى دولة اسرائيل والتنكر التام لحق الشعب العربي الفلسطيني بقيام وطن قومي له ويهدد حكام اسرائيل في هذه الايام وخاصة بعد تشكيل حكومة يمينية متطرفة في اسرائيل تحمل الافكار الاستيطانية الاستعمارية وتعمل بكل القوة لتنفيذ مخططاتها واطماعها في الاراضي العربية والفلسطينية.

وان نتنياهو وغانتس وحكام اسرائيل يعتقدون ان الوقت حان ومناسب لهم لتجريد الشعب العربي الفلسطيني من حقة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس, لن تمر هذه المؤامرة ولن تنجح وسوف تلاقي الرد القوي والحاسم من قبل قيادة الشعب العربي الفلسطيني ومن جميع فصائله ولن ترضخ للقيود والمطالب الامريكية الاسرائيلية. ان المؤامرة وصفقة القرن سوف تلقى الفشل الذريع ولن يقبل بها أي شخص والجميع يؤكد على رفض صفقة القرن ومقاومتها ورفضها ويعمل حكام اسرائيل في ضمن هذا البرنامج على طرح تغييرات حول شعار ضم اراضي عربية من المثلث الى ما يقال عنه الكيان الفلسطيني وهذا الوهم الذي يدور في مخيلة وبرنامج حكومة نتنياهو لن يلقى الى الرفض الشديد والكامل من جميع الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل. وان اهالي ام الفحم والمثلث والجماهير العربية سوف تتصدى لهذه الترهات والبيانات الرخيصة من قبل حكام اسرائيل وعلى رأسهم رئيس الحكومة نتنياهو.

ان الجماهير العربية اصحاب هذه الارض واصحاب البلاد ولن يستطيع حكام اسرائيل ولا نتنياهو ان يقرر مصير ومستقبل جماهيرنا في هذه البلاد, نحن نطالب بإلغاء جميع القوانين العنصرية المعادية للجماهير العربية نطالب بحقنا في المساواة والحقوق واعادة اراضينا التي صودرت وسلبت في مرج ابن عامر واللجون والقرى المهجرة وليعلم حكام اسرائيل اننا مصرون على حقنا في العودة الى اراضينا التي هجرنا منها بالقوة ولن نقبل بعد اليوم بتهجير وابعاد جديد, ان هذه المؤامرة الخبيثة سوف تلقى الرد الكامل من قبل جماهيرنا والقوى الديمقراطية في المجتمع الاسرائيلي.

اننا نطالب بعودة اراضينا في مرج ابن عامر واراضي الروحة وتحريرها ونحن اصحاب هذه الاراض ونطاب حكام اسرائيل بتغيير هذه السياسة المجنونة التي تلقى الرفض والاحتجاج والتنديد ولن نقبل بعد اليوم في مؤامرات وقوانين جائرة في حقنا ونحن اصحاب هذه البلاد ولنا حق العيش فيها بكرامة. اما الاعمال البشعة من قتل شبابنا بدمٍ بارد في مستشفى تال هشومير والقدس والنقب وارتكاب الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني وهدم البيوت في الداخل وفلسطين التي تتكرر يومياً ضد قرانا ومدننا وسوف تلقى الرد الحاسم والقوي ونطالب دول العالم وهيئة الامم الاطلاع والتدخل لوقف هذه الاعمال البربرية والعنصرية ونطالب بتقديم الجناة والقتلة الى المحاكمات السريعة وادخالهم الى السجون عقاباً لهم على ما اقترفوه من جرائم.

نحن اصحاب حق ونحن اصحاب هذه البلاد- لتسقط العنصرية والفاشية.

الحاج عدنان عبد الهادي.

أم الفحم 4-6-2020