|
|
|
لبنان عصيّ على المتربصين به..!.. بقلم: احمد كيوانالتاريخ : 2020-08-14 10:51:01 |لا يزال لبنان يترنّح من هول الفاجعة، التي ألمّت به جراء انفجار آلاف الاطنان من نيترات الامونيوم في مرفأ بيروت في ذلك اليوم المشؤوم الرابع من آب، والذي اودى بحياة اكثر من 150 شهيدا وعشرات المفقودين اضافة الى ستة آلاف جريح وخسارة مادية تقدر بمليارات الدولارات. واظن ان لبنان قد استوعب الصدمة وهول الضربة حين تعامل مع الحدث ومنذ البداية للتقليل من الخسائر قدر الامكان، ونجح الى حد كبير في اطفاء الحرائق في وقت معقول. واستوعبت مشافيه اعدادا لا قبل لها بهم من قبل، ووفرت العلاج الضروري السريع الى ان وصلت المساعدات الطبية والمشافي الميدانية التي اقامها الاشقاء العرب والاصدقاء الاجانب، حيث توالت طائرات المساعدات الانسانية القادمة من عشرات الدول لإغاثة وانقاذ منكوبي بيروت. ولا شك ان نكبة بهذا الحجم تتطلب تحقيقا جادا لمعرفة اسباب ما حدث، وهل هو حادث عرضي سببه الاهمال، او ان ايادي شريرة كانت وراء الحريق والانفجار. وقد راينا اسرائيل، وفي اللحظات الاولى لفاجعة المرفأ، تقول انه لا علاقة لها بما حدث! وقد يكون ذلك صحيحا وقد لا يكون. وهنا يجب ان نستذكر ان اسرائيل حذرت لبنان، في اعقاب التوتر مع حزب الله وعلى الحدود مع سوريا، بان البنى التحتية اللبنانية لن تكون في مأمن اذا استهدف حزب الله مواطني اسرائيل او جنودها. كما نشير هنا الى ان صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية اشارت الى اسرائيل، علما ان هذه الصحيفة ليست موالية للعرب او للمقاومة. ومع كل ذلك، فان كل ما قيل حتى الآن لا نستطيع ان نربطه بالاحتلال الاسرائيلي، قبل ان تكون هناك الادلة القاطعة او القرائن التي تشير الى ذلك. وهذا ما سنتركه للأيام القادمة، لان الذي حدث جريمة لا يستوعبها العقل السويّ. ولبنان كما عوّدنا في العقود الاخيرة لا يسكت على ضيم ولا ينام على اذى. والمهم الآن هو اتمام التحقيق اللبناني، الذي بوشر به بعد الحادث مباشرة، حتى يقول لنا وللشعب اللبناني حقيقة ما جرى، ومن هم المذنبون او الضالعون في كل ما حدث. لكن هناك اوساط لبنانية حاقدة وموتورة راحت ترقص على الدم، وارخت العنان لزعرانها، مصطحبة معهم متعاطي المخدرات واصحاب السوابق ليعيثوا في شوارع بيروت خرابا وتدميرا، حتى وصل بهم الامر لقتل احد عناصر الامن اللبناني، مع انهم لو كانوا لبنانيي الهوى حقا وحريصين على لبنان لاحترموا الدماء التي سالت، وشاركوا في الحداد الوطني او في تقديم الدعم والمساعدة للمنكوبين، كما فعلت جماهير غفيرة من الشعب اللبناني ذلك، من خلال الشباب والمتطوعين ومنظمات المجتمع المدني. اما هؤلاء الذين اخرجهم ودفع لهم الموتورون من الانعزاليين، كسمير جعجع، او مختار قبيلة جنبلاط وليد جنبلاط الذي اراد تدويل الموضوع منذ البداية حين طالب بلجنة تحقيق دولية. وظن هؤلاء واسيادهم، سواء في اسرائيل او في الرياض او واشنطن، ان الفرصة قد لاحت للانقضاض على المقاومة اللبنانية من خلال تجييش الشارع واسقاط الحكومة والانقلاب على العهد، والعودة الى عهود الوصاية والانتداب في زمن الاستعمار. لكن رب ضارة نافعة، فالحدث الكبير انهى عمليا حصار لبنان من قبل الادارة الامريكية. فالعراق سارع بإرسال شحنات الوقود التي وصلت لبنان، واعلن انه سيتبرع كل شهر بمائة الف برميل من الوقود الى لبنان. كما ان هناك مساعدات كويتية ومصرية وعربية اخرى لا زالت تصل الى لبنان تباعا. كما ان الصين اعلنت انها مستعدة لبناء مرفأ بيروت من جديد. كذلك اعلنت تركيا التي لم تتردد في تقديم الاغاثة السريعة. كما ان الروس اقاموا جسرا جويا من المساعدات الطبية والانسانية. وحتى لا يتجه لبنان شرقا، سارعت "الام الحنون" فرنسا لاغاثة لبنان، وقام رئيسها بزيارة ميدانية الى لبنان اطلق خلالها حملة دولية لمساعدة لهذا البلد المنكوب. وكان لافتا لقاؤه مع كل القوى اللبنانية، بما فيها السيد محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، رغم انهم في الغرب الاستعماري لا يتعاطون مع الجناح السياسي للحزب الذين يعتبرون جناحه العسكري "ارهابيا"..! وربما اعطت الادارة الامريكية الضوء الاخضر لفرنسا حتى لا يخسروا لبنان نهائيا، بعكس توقعات ادواتهم في لبنان. وقد عللوا هذا الانفتاح على لبنان المحاصر بانهم لا يريدون للبنان ان يقع في الفوضى، وهم ابوات الفوضى الخلّاقة. الحقيقة انهم لا يريدون للبنان ان يفلت من ايديهم، ولا يريدون ان تقلب المقاومة اللبنانية الطاولة على الجميع، لان محور المقاومة جاهز لأي نزال حتى لو كان شاملا. واظن ان سعد الحريري سيكون رئيس وزراء لبنان التوافقي في المرحلة القادمة، ولا مشكلة للمقاومة معه. ويبقى ان اسرائيل، كما تكشف وسائل اعلامها، ارادت ان تسود لبنان الفوضى واقول: خاب فأل المتربصين بلبنان...!! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |