|
|
|
|
 
|
د. مروان أبو غزالة: العمّ نظمي عبد القادر (ابو عماد) رحمه الله، فارقنا في يوم رباطه وفي ساعة قيامهالتاريخ : 2021-04-15 00:34:10 | السلام عليكم ورحمته وبركاته، والحمد لله فالق السموات والأرض وفاطرها وبديعها وله مقاليدها، وربّ كلِّ شيء وربّ العزة والعرش والسموات السبع، ذو المرّة، وذو الفضل، مالك المُلك والمَلكُ الحقّ، والصلاة والسلام على النّبي صلى الله عليه وسلم وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، اللهم صلّ على سيدنا محمدّ صلاة من غطيط الأرض إلى أطيط السماء، صلاة تصل إلى عنان السماء وتترنّح فوق قمّة شمّاء، صلاةً تصل سدرة المنتهى حيث البيت المعمور، صلاة تفوق الفيافي والقفار وتترنّح فوق الآبار والآنهار أمّا بعد، رحم الله العم نظمي وبَوَّأه من الجنَّة غرفاً، ومن الفردوس نُزُلاً، ومن الجنان نصيباً، ومن الشفاعة حظّاً، ومن المنن ذخيرةً، ومن الفوز ديْدنا، ومن مرضاة الله زُلفى، ومن عفوه قُربى، ومن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ازدلافاً. فارقنا العم نظمي وهو في عنفوان همّته وصهوة عمله في قيام الليل وصلاة الفجر، وفي الرباط في الأقصى، فطوبى له رحمه الله. الدنيا هي الدنيا حلت وأوحلت، وأينعت ونعت، وأضحكت وأبكت، وأقبلت وأدبرت، في فناء وعناء في آن واحد، فطوبى لمن عمل للآخرة لأنها دار قرار وسعادة؛ فعلى مشارف انتهاء شعبان وقبيل بداية رمضان؛ تُوفي العم نظمي رحمه الله، فحزنّا أيما حزن على فراقه، فلا مندوحة أن أتحدث مبتسراً، ومعتصراً ومختصراً عن منقبتين تَميّز بهما حتى تكون مناقبه مدرسة للأجيال القادمة. العم نظمي، رحمه الله، وفقه الله أن يفطن إلى أهميّة الرباط وأهميّة صلاة الفجر، فقد اصطفاه الله تعالى إلى هذين الأمرين، أما الأمر الأول هو الحضور إلى صلاة الفجر قبل وقت من الآذان، يقرأ ويرتّل ويرتقي ويتحبّر بالقرآن، فقد كان سبّاقاً ومقدامًا إلى المسجد، وأتذكّر أنه في زمن إغلاق المسجد عقب جائحة الكورونا، استمر في الذهاب إلى الصلاة في المسجد في صلاة الفجر، وأتذكّر مرة أنني قلت له في طريقنا إلى المسجد: " الكورونا لن تضعف همّتك إلى صلاة الفجر"، فقال لي، رحمه الله: " كل حروب العالم وجوائحها ومصائبها لن تمنعني بإذن الله عن صلاة الفجر في المسجد"، فقلت له: " بوركت عمي نظمي على عنفوان الصدق مع الله وبوركت على صهوة الهمّة المتوثّبة وعلى بوتقة الغيرة المتوقّدة على صلاة الفجر"، لذا لا مندوحة عن الإشارة أن الجملة التي قالها العم نظمي رحمه الله تُدرّس للأجيال القادمة. أما الأمر الآخر، فلا يقل رونقاً عن سابقه، العم نظمي رحمه الله، زيّن نفسه بالرباط إلى الأقصى كل يوم ثلاثاء، فقد كان فطنا على أهميّة الرباط في الأقصى وتجده ينتظر الحافلة، وحب الأقصى يترنّح بين عينيّه ويتأتّى في جوارحه، ويتبدّى في روحه، هذه محبّة الرباط إلى الأقصى باتت علامة فارقة في عمره. فسبحان الله قد قررت المجموعة المرافقة له إلى الأقصى قبل أيام ألا تذهب أول ثلاثاء في رمضان، وكأن الحافلة تأبى أن تذهب دون ريحانتها وهو العم نظمي رحمه الله. توفي العم نظمي، رحمه الله، في ساعة اعتاد عليها القيام من أجل الاستعداد إلى صلاة الفجر وفي يوم يمتطي مطية الرباط إلى الأقصى، فشرّفه الله أن يتوفاه في ساعة ويوم أحبهما، وعلاوةً على ذلك في وقت يتنزَّل الله تعالى إلى السماء الدنيا ويقول سبحانه وتعالى: " هل من داعٍ فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه…"، وفي ساعات مباركة على وشك انتهاء شهر شعبان وبداية شهر رمضان، شرفٌ وأي شرف ما حصلت عليه يا عم نظمي، رحمك الله. وإنّي أتضرّع إلى الله فالق الحبّ والنوى والإصباح وفالق السموات والأرض وصاحب مقاليدها وأصلي على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة تضيء لنا حنادس الظلم وغياهب الليل، اللهم صل عليه صلاة دائمة تترنّح فوق عنان السماء، أن يزفّ العم نظمي إلى روضات الجنّات زفّاً وأن يُحشر مع من يُحشرون إلى الرحمن وفداً، وأن تدركه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إدراكاً، وأن يكون ممن أُخبتوا إلى ربّهم وممن لهم النعيم المقيم غير المجذوذ وغير الممنون، وأتضرّع إلى الله تعالى أن يسبغ عليه الرحمات بأكملها والبركات بأجمعها والعطاءات بأتمّها والمفازات بمجامعها والمنن قاطبة والفلاحات برمّتها، أسبغ الله عليك يا عم نظمي شآبيب الخير برمتها وأمدّك الله بتواليف المغفرة قاطبة وأدلف الله عليك بوتقات الرضا بأجمعها وأردف الله عليكم عصارات الرغد بأتمّها. عصارة القول ولبّ لبابه، أسرعوا وسارعوا وبادروا واسعوا إلى الانشغال بالعبادة في الثلث الأخير من جوف الليل، فالوحى الوحى، والوحاء الوحاء إلى هذه الأعمال التي قام بها العم نظمي رحمه الله، والبدار البدار وهلمّ هلمّ إلى صلاة الفجر، لانّ هذه الأوقات فيها نفحات من الله وعسى أن تصيبنا نفحة لا نشقى بعدها أبداً، وأتضرّع إلى الله رغباً ورهباً وإخلاصاً وخشوعاً وخفية وتضرّعاً وخوفاً وطمعاً، أن يجعل العم نظمي من المخبتين الأوّاهين الأوّابين والمفلحين المستفلحين. ونتضّرع إلى الله تعالى، أن يسبغ على فقيدنا الرحمة الواسعة والعفو الجزيل والمغفرة الكبيرة والأجر العظيم وأن يكون فقيدنا ممن يدخلهم الله في رحمته ويزيدهم من فضله ويجعل له من الجنة غرفاً وأنهاراً وأن يحشره إلى الرحمن مع من يحشرون وفداً، وصلّ على سيّدنا محمّد صلاة تُشنّف بها المسامع وتطمئن بها القلوب، وتهليلاً تُولّي شطرها وجوهنا وتهدأ بها نفوسنا، وتسبيحاً يعطينا قوة ونشاطاً في العبادة.
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0  Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0  |
ارسل لصديق
نسخة للطباعة
شارك