بادرت مجموعة "الرواية الفلسطينية" في أم الفحم، والتي تنطلق عن طريف المركز الجماهيري في المدينة، قبل ايام، لزيارة عدة مدن ومواقع فلسطينية في الضفة الغربية، والاطلاع عن كثب على الآثار والمعالم القديمة، والوضع القائم فيها، وما تعانيه نتيجة الاحتلال الذي يقوم بمصادرة الاراضي الفلسطينية وتهويدها وبناء المستوطنات غير الشرعية عليها.

وقد انطلقت المجموعة من مدينة أم الفحم الى مدينة جنين، حيث اطلعنا على معالم المدينة التي تقع في اطراف مرج ابن عامر الجنوبية. وشاهدنا معالم هذه المدينة المناضلة والمكافحة، واطلعنا كذلك على المخيم الذي قامت حكومة الاحتلال بالاعتداء عليه وتدميره ونسفه من قبل جيش الاحتلال. ووقفت المقاومة صلبة باسلة ضد جنود الاحتلال.

وواصلنا مسيرتنا الى معالم مقابر الشهداء العراقيين والاردنيين في جنوب مدينة جنين، حيث ابدا هؤلاء الجنود بطولات كبيرة في عام 1948 و1967، وقد استشهد منهم العشرات. وقد زرنا مقبرة الشهداء وقرأنا الفاتحة على ارواح هؤلاء المجاهدين الشهداء.

وقد واصلنا المسير الى منطقة قباطية واطلعنا على معالم الجامعة العربية الامريكية في المنطقة وواصلنا المسير الى مدينة طوباس، حيث ان هذه المدينة المناضلة التي تتعرض الان الى سلب اراضيها في الاغوار. وهذه المدينة المناضلة ايضاً قد قدمت الشهداء والاسرى الذي ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال الظالمة.

وواصلنا المسير الى منطقة المنتزه والوادي الذي تفوح منه الروائح الزكية، اذ تشعر بالارتياح والبرودة والطقس الجميل، خاصة وانه هنالك تندفع المياه في الوادي والشلالات الجميلة والبرك للاطفال والاستراحات المريحة والجذابة وقد كان في هذا الواد المسمى البيذان راحةً كبيرة للمسافرين وللزوار وهذا منتزه رائع جداً ويزوره الآلاف من القادمين من الداخل والاراضي الفلسطينية.

واستمرت الرحلة في الانطلاق نحو مدينة نابلس، مدينة النضال والكفاح والبطولات، بلد فدوى طوقان وابراهيم طوقان وكل الادباء .. هذا البلد الذي نعتز به ونفتخر بأهله المكافحين والمناضلين، الذي سمي جبل النار. كما نقول نحن في بلدنا أم الفحم مدينتنا المناضلة انها اخت لمدينة جبل النار. وهنا تجد المعالم الكثيرة المنتشرة في كل المدينة من غربها وشرقها وشمالها وجنوبها. اذ تشاهد الاثار الرومانية والكنعانية والعربية والإسلامية، وتشاهد المعالم الموجودة من المدرجات والمباني. وهناك اثار كبيرة في منطقة مخيم بلاطة، وهناك معالم اثرية قديمة. ونستطيع ان نقول ان بلادنا كانت متحفا ومحطة لكل شعوب العالم الذي جاؤوا الى بلادنا مستعمرين. وقد انقضى عهدهم وبقي اصحاب الارض الكنعانيون الفلسطينيون على هذه الارض. وقمنا بجولات على الصناعات المحلية والتطورات، ومعالم هذا البلد الكبير والعظيم، حيث الحركة التجارية، والجامعة المشهورة التي تخرج عن طريقها المئات بل الالاف من ابناء شعبنا الفلسطيني، وهي جامعة النجاح التي تحتضن 30 الف طالب جامعي من جميع الفروع والعلوم، وبخاصة فرع الطب. وهناك العشرات من ابناء ام الفحم والمنطقة ، الذين يدرسون وتخرجوا من هذا المعهد العالي والكبير. فكل التحية والاحترام لهؤلاء العلماء والادباء الذين يضحون بجهدهم من اجل ابناء شعبهم والاجيال الشابة والصاعدة.

واستمرينا في زيارة المعالم الاثرية في مدينة سبسطيا التي تقع بين مدينة نابلس ومنطقة جنين على مشارف دير شرف. وهناك تدخل الى هذه المدينة التي تعداد سكانها 4 الاف نسمة ويوجد فيها معالم تاريخية وحضارية قديمة، حيث توجد المعالم شاهد على وجود حضارات قديمة متقدمة وتاريخ ناصع لبلادنا فلسطين وهناك المعالم التي تشهد على انطلاق الحضارات والتقدم للانسانية.

وعدنا الى مدينة نابلس حيث واصلنا التجوال والزيارات لأماكن مختلفة في المدينة، واطلعنا على معالم عربية اسلامية وقديمة تثبت صحة ومقولة روايتنا عن ان هذه البلاد كانت فيها حضارات مختلفة واساسها الحضارة العربية الكنعانية الاسلامية. وقد مرت الشعوب والحضارات على بلادنا ولكن بقي اصحاب البلاد الاصلانيين فوق ارضهم وفي قراهم ومدنهم متشبثين في هذه الارض الحبيبة الغالية.

اننا نتوجه الى ابناء شعبنا والى الزوار الى الاراضي الفلسطينية المحتلة بزيارة تلك المعالم في القدس والخليل ونابلس وجنين واريحا وكل الاراضي الفلسطينية التي تشهد على ان لنا حضارة وتاريخ قديم منذ الاف السنين في هذه البلاد.

اننا سوف نواصل المسير والزيارات الاطلاع على معالم تاريخنا وحضارتنا. ان مجموعة الرواية تتوجه الى اهلنا في هذه البلاد بالتشبث بروايتنا فنحن اصحاب هذه البلاد مهم حاول الطغاة والمحتلون بتغيير الواقع وبناء المستعمرات, لن يدوم ظلم او مستعمر على هذه الارض فكل من حاول البقاء والسيطرة على ارضنا اندثر وزال.

نعم روايتنا صحيحة وصادقة وسنواصل المسير والعطاء لارضنا وشعبنا وبلدنا أم الفحم الحبيبة الغالية.